هل تحلمين أن يمضي الشهر بك بسلام دون خوف من عدم كفاية ميزانيتك لمتطلبات حياتك وأسرتك أو الحاجة إلى التنازل عن بعضها أو الاستدانة لتوفيرها، «حواء » حاولت أن تقدم لك بعض التجارب الحياتية التي نجح أصحابها في وضع ميزانية اقتصادية على «قد الإيد » لكنها تكفي وأحيانا تفيض، فقط ما عليك سوى أن تكوني معنا في جولتنا هذه بين صاحبات هذه التجارب الناجحة وغيرهن من الخبراء والمختصين الذين حاولنا أن نرسم لك من خلالهم ملامح خطة اقتصادية شهرية للعبور بمتطلبات أسرتك إلى بر الأمان بنجاح فكونى معنا..
في البداية تقول آمال عبد الوهاب، ربة منزل: أنا ربة منزل لأسرة مكونة من أربعة أفراد، في بداية حياتي الزوجية كان راتب زوجي يكفينا بل ويفيض، ومع مرور الأيام وبوجود الأبناء واحتياجاتهم المتزايدة سواء في فترة الدراسة أو الأجازات، من مصروفات دراسية وأخرى للتنزه والملابس والطعام وغيرها، أصبحت أعاني أزمة حقيقية لكنني تغلبت عليها بطريقة بسيطة جدا،حيث دربت أولادي على التعامل بها في تنظيم أمور حياتهمألا وهي "الاعتدال" بمعنى عدم النظر إلى الآخرين أو مقارنة شئون حياتنا ومصروفاتنا بهم مهما كان الأمر فلكل واحد إمكانيات وقدرات مادية تختلف عن الآخر، وبالتالي فما تشتريه جارتي أو صديقة لأسرتي ليس شرطاأن يكون لدي مثله، وما يقتنيه زملاء أبنائي بالمدرسة ليس بالضرورة أن يمتلكوه، ولكن يمكنني أن أقتني النظير الأقل سعرا والذي يتناسب مع ظروفي، أو حتى الاستغناء عنه حتى يرتفع دخلي، إلى جانب الاعتماد على نظام الجمعية والتي أنظمها مع صديقاتي وأهلي من وقت لآخر استعداد لدفع مصروفات المدرسة أو القيام برحلة لمصيف أو شراء ملابس جديدة، وأخيرا كان أهم ما اهتممت به هو تحديد الضروريات والكماليات شهريا والإيفاء بالأهم ثم النظر في إمكانية الإيفاء بالمهم حالة وجود فائض لها،وبهذا أبعدت نفسي نهائيا عن الاستدانة.
الادخار كلمة السر
لدى السيدة زينب عبد الحكيم، موظفة بالشهر العقارى طريقة أخرى في التعامل مع ميزانيتها شهرياوعنها تقول: أنا زوجة وأم لأسرة مكونة من ثلاثة أفراد، ولدى ابنة واحدة في المرحلة الثانوية، وبطبيعة الحال كلما تقدمت في العمر ازدادت متطلباتها سواء من دروس خصوصية أو مصروفات عادية أو نفقات لشراء لملابس أو العناية بالمظهر لكني أنظمأوضاعي بشكل شهري أنا ووالدها منذ زواجنا بحيث لا نتعرض لأي مشكلةأو أزمة اقتصادية مهما ارتفعت الأسعار، فدائما ما نجلس ونضع ميزانية شهرية نحدد فيها مصروفاتنا الأساسية كالإيجار وفواتير الكهرباء والمياه والمواصلات وكذلك التليفون في حالة الحاجة لدفعه وغيرها، ونحتفظ بجزء شهري للطوارئ مهما كان بسيطا فبهذا الجزء نستطيع مواجهة ظروف المرض أو الحاجة لمجاملة البعض في أي مناسبة أو ندخل به "جمعية" استعدادا لمصروفات الدراسة لابنتي وهكذا، فالادخار ضروري جدا لأي أسرة مهما كان دخلها بسيطا، بل إنه يساعد كثيرا في مواجهة الأزمات والطوارئ، كما أني أدرب ابنتي على ذلك حتى تستطيع إدارة شئون أسرتها بصورة سليمة بعد زواجها.
بدائل السلع
ترى ماجدة وهبة، ربة منزل أن الاعتماد على بدائل السلع الأقل سعرا يعد أكثر وسيلة فعالة لمواجهة ارتفاع الأسعار وتوظيف ميزانية الشهر بصورة مناسبة للإيفاء بكافة متطلبات الأسرة، وتقول: لا ألجأأبدا إلى شراء أي سلعة لا يتناسب سعرها مع ميزانيتي فدائما أختار السلعة البديلة الأقل سعرا، فبدلا من شراء المشروبات الغازية أقوم بصناعة مشروباتنا المصرية الأصيلة في المنزل كالكركدية والتمر هندي وغيرهما، ونفس الأمر بالنسبة للحلويات التي أصنعها في المنزل، كذلك أعتمد على شراء بدائل اللحوم من وقت لآخر بما يتناسب مع ظروفي الاقتصادية، وبدلا من شراءاللحوم والدواجن وغيرها من الأسواق أحرص على شرائهامن منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة أو وزارتى الداخلية والزراعة، وعندما أجدأن أسعار الملابس أو مكملاتها مرتفعة أقوم بتأجيل شرائها لوقت التخفيضات في نهاية الموسم فبهذه الطريقة أستطيع توظيف ميزانيتي لكفاية متطلباتي وأسرتي شهريا.
اشتراكات
تهتم داليا عبد الرحمن موظفة بإحدى الوزارات وأم لثلاثة أبناء بمراحل التعليم المختلفة بالاشتراك في كافة الخدمات التي يقدمها لها عملها بشكل مخفض بما يساعدها علىإدارة ميزانية أسرتها بشكل ناجح وتقول: أحرص وزوجي على الاستفادة بقدر الإمكان من بعض الخدمات التي يساعدنا عملينافي الحصول عليها بشكل مخفض من خلال الاشتراك بهاأو الحصول على متطلباتنا من خلالها، حيث يساعد هذا في الحد من وطأة المتطلبات المادية الكثيرة التي تستلزمها الحياة اليومية لأي أسرة، ومنها الاشتراك في المصايف التابعة لعملنا، وخدمات العلاج لكل أفراد الأسرة, ورحلات اليوم الواحد, ومعارض السلع الغذائية والمعمرة وغيرها من الخدمات المخفضة على مختلف السلع والخدمات والتي تساعدنا بشكل كبير في الإيفاء بمتطلبات أسرتنا وبصورة اقتصادية موفرة، وهي طريقة مثلى أنصح كافة الزوجات والأزواج بالاعتماد عليها حيث تساعد بصورة كبيرة في مواجهة مستلزمات الحياة بميزانية شهرية بسيطة.
أساليب اقتصادية
كانت هذه بعض التجارب الناجحة لزوجات استطعن مواجهة متطلبات أسرهن من خلال إدارة ميزانيتهن بطريقة ناجحة، فماذا عن نصائح خبراء الاقتصاد لتوظيف ميزانية الشهر بشكل ناجح؟
يقول الخبير الاقتصادي د.خالد عدوى، نائب رئيس المركز المصري للاقتصاد والتنمية: حتى تستطيع الزوجة وضع ميزانية اقتصادية سليمة تستطيع بها مواجهة أي طارئ قد تتعرض له الأسرة شهريا وتواجه بها ارتفاع الأسعار أحيانا عليها العمل على تحديد دخل الأسرة شهريا كمرتب الزوج أو مرتب الزوجة والزوج معا، وأي دخل إضافي متوقع، ثم تحديد النفقات الشهرية للأسرة كالايجار وفواتير الكهرباء والمياه والمصروفات الشخصية, وكذلك مصروفات المدارس والمناسبات والعلاج مع وضع بند للطوارئ ومحاولة الادخار قدر الإمكان لهذا البند، مع اختيار المتطلبات التي تتناسب ودخل الأسرة وتفي في نفس الوقت باحتياجاتي, وتابع: هناك أساليب اقتصادية لابد لأي زوجة أن تتبعها عند شراء مستلزمات أسرتها كوضع قائمة محددة بالسلع المطلوب شرائها وكمياتها قبل الذهاب للسوق أو السوبر ماركت أو الجمعية الاستهلاكية حتى لا تشتري ما لا تحتاج إليه، مع تنويع النزهات التي تنظمها للأسرة, فهناك الحدائق والمنتزهات والمتاحف التي لا يتطلب الذهاب إليها الكثير من النفقات، فليس شرطاأن نقصد دائما المراكز التجارية عند التنزه ما يرهق ميزانيتنا، كذلك علينا كأسرة البعد بقدر الإمكان عن الاعتماد علىعروض استخراج بطاقات الائتمان وبطاقات الشراء التي يطرحها البعض والتي تساعدنا على الشراء بشكل مبالغ فيه وبدون داع ثم نجد أنفسنا وقدأصبحنا مدانين ومطالبين بالسداد وهو ما يتطلب نفقات مادية أكثر تشكل ضغطا علينا وعلى ميزانيتنا، وأخيرا عند الشراء أنصح المرأة على وجه الخصوص بشراء السلع ذات الجودة والتي أثبتت خبراتها معها أنها أكثر فعالية قبل الاعتماد على شراء ما هو براق وتروج له الإعلانات التجارية ويعد الأكثر سعرا لكن دون داع في بعض الأحيان.
صناعة منزلية
هذا عن الأساليب الاقتصادية التي يمكنك بها التعامل مع ميزانيتك بصورة سليمة دون أن تجدي نفسك مرهقة بالكثير من النفقات دون داع لكن كيف يمكنك التعامل مع المصروفات المخصصة لشراء المواد الغذائية والتي تعد أكثر البنود إنفاقا في هذه الميزانية وفي نفس الوقت اختيار الصحي منها؟
تقول د. سامية رجب،أستاذة الاقتصاد المنزلي بكلية التربية النوعية: هناك خطوات بسيطة يمكن بها للزوجة شراء مستلزماتها من السلع الغذائية بصورة موفرة وفي نفس الوقت تمكنها من اختيار الصحي منها والذي يحافظ على صحة أسرتها، منها اللجوء لشراء هذه السلع من السوق مباشرة أو منافذ البيع المخفضة بدلا من محال الخضري أو الفكهاني أو السوبر ماركت البعيد عن السوق والذي يعد أعلى سعرا في بيع هذه السلع، مع الاعتماد على صناعة بعض المنتجات الغذائية في المنزل بدلا من شرائها كالمخللات والحلويات والعصائر وصلصة الطماطم فهذا يضمن للزوجة صناعة منتج صحي وفي نفس الوقتأقل سعرا، مع البعد عن تناول الوجبات الغذائية السريعة خارج المنزل والاعتماد على طعام المنزل الشهي والصحي، وأخيرا التنوع في الطعام من آن لآخر فالبروتينات لا تكون فقط في اللحوم والدواجن ولكن هناك أيضا البروتينات البقولية في الفول والعدس والكشري وغيرها من المأكولات الأقل سعرا والتي تحمل نفس القيمة الغذائية ويمكننا الاعتماد عليها مع البروتينات العادية.
ساحة النقاش