صدر القرار الجمهوري بإنشاء أكاديمية ناصر العسكرية العليا في 18 يناير 1965، وافتتحها الرئيس جمال عبد الناصر في 6 مارس 1965,وفي 13 مارس 1965بدأت الدراسة في كلية الحرب، وقد عقدت الدورة الأولى في كلية الدفاع الوطني في 18 سبتمبر 1966, وانضم إليها مركز الدراسات الإستراتيجية في فبراير 1992 وأصبحت أكاديمية ناصر تضم:كلية الحرب العليا, والدفاع الوطني, ومركز الدراسات الإستراتيجية,وتمثلت أهدافها فى التدريب والبحث العلميفي مجال التخطيط لتحقيق الأمن القومي وإرساء الإستراتيجية القومية لكل عناصرها "السياسية – العسكرية – الاقتصادية – الاجتماعية – المعنوية"، لذا أدعوشباب مصر إلى الحصول على دورات تدريبية من هذا الصرح من أجل التعرف علىأهمية الأمن القومي وتنمية الولاء والانتماء وتحمل المسئولية والكفاءة والمحافظة على كل ما يخص تراب مصر أم الدنيا وهو ما نحتاجهفي الوقت الراهن.
عندما أسير بين جنبات هذا الصرح وأتجول فى طرقاته وحدائقه الخضراء أشعر بالفخر والعزة,فهناك أجد مكتبة تضمأهم الأبحاث والرسائل والكتب العلمية،والانضباط والتعامل الجميل والطيب من جميع العاملين بها, والاهتمام بقضايا البلد والإحساس بالوطنية,وكذلك الالتزام بالوقت وهو عنصر مهم جدا في الدورات بجانب المحاضرين المتميزين جدا علميا وعلى درجة عالية من الثقافة وهم سبب نجاح الدورات والإقبال الشديد على حضورها والحجز مسبقا للاستمتاع إلى قادة الجيش والشرطة المحبين لتراب هذا الوطن.
إذا كان زمن المعجزات قد انتهى فإن الشعب المصري هو المعجزة والذى بسواعده وأبنائه ورجاله يتحقق دائما حفظ مصرالتى تقع في قلب العالم ويوجد بها أهم الممرات التجارية العالمية وتمتلك كل الإمكانيات العسكرية والسياسية والمجتمعية التي تجعلنا قادرين على حماية أمنها، فالهدف القومي هو الأمن – البقاء – التنمية -ورؤية مصر 2030 ومساندة كل المشروعات القومية الكبيرة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة لتنمية موارد الدولة وتأمينها من خلال الإستراتيجية القومية التى هي علم وفن واستخدام وتطوير موارد الدولة لتحقيق الأهداف والمصالح القومية.
يعرف الأمن القومي لمصر حسب كلية الدفاع الوطنيبالقدرة على توفير أكبر قدر من الحماية والاستقرار لتحقيق التنمية الشاملة للدولة في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأيدلوجية والعسكرية والبيئية والمعلوماتية في الدولة ضد كافة أنواع التهديدات الداخلية والخارجية سواء إقليمية أو عالمية لتحقيق الأهداف القومية للدولة، وقد شاع مصطلح إدارة الأزمات للتعبير عن ضرورة اتخاذ قرارات سريعة ودقيقة في مواجهة موقف طارئ, أزمة من صنع الإنسان أو كارثة طبيعية، وبصفة عامة يمكن اعتبار إدارة الأزمات نشاطا تقوم به المنشأة أو المؤسسة بدور رئيسي يشارك فيه عدد كبير من الجهات على المستويات المختلفة للإدارة, وتتضمن إدارة الأزمات الجهود المبذولة للتعامل مع هذه المواقف الطارئة واستعادة الأوضاع إلى ما كانت عليها قبل وقوع هذا الموقف والتخفيف من آثاره والاستعداد لمجابهة المواقف الشبيهة مستقبلا.
وبعد ما شاهدته فى هذا الصرح العظيم أدعو القائمين على العملية التعليمية إلى إدراج مادة الأمن القومي وإدارة الأزمات ضمن مناهج المدارس والجامعات لخلق جيل جديد يستطيع التعامل مع المواقف والأزمات وتفهم الصراع القائم والأزمات المحيطة في البلاد المجاورة لأنها توثر على بلدنا،إلى جانب تعديل اللوائح التعليمية لتتناسب مع احتياجات الوقت الراهن, بالإضافة إلى إنشاء وحدة للأمنالقومي وإدارة الأزمات فيمختلف الجامعات والمعاهد العليا المصرية الحكومية والخاصة, مع ضرورة إنشاء قناة تليفزيونية مهمتها إظهار النماذج الإيجابية في كل المجالات, والاستثمار في الحرف التقليدية والصناعات المختلفة وتاريخها ومستقبلها وإنشاء المناطق الصناعية الحديثة وإحياء الصناعات التقليدية وهى تمثل الاقتصاد القومي لمصر.
ساحة النقاش