بقدر ما حمل الهتاف الخالد «تحيا مصر » منذ نحو خمسة أعوام رسالة أمل لوطن كاد أن يسقط فى آتون حرب أهلية، ورفض شعب لفاشية مستترة وراء شعارات دينية، والاستسلام لمخططات تزييف الوعى والتاريخ فإن يوم الثلاثين من يونيو سيبقى علامة تاريخية تؤكد انتصار المصريين وفى مقدمتهم المرأة التى لعبت دورا بارزا فى الإطاحة بجماعة الإخوان لتكون بمثابة القوة الناعمة التى شاركت بل حشدت لنزول المصريين عن بكرة أبيهم للمطالبة برحيلها.
لم يكن 30 يونيو بداية لثورة المرأة ضد نظام الإخوان فمنذ إعلان فوز محمد مرسى فى 30 يونيو 2012 وخلال عام من توليه الرئاسة شاركت الفتيات والنساء في عشرات الاحتجاجات والتظاهرات التى كانت شعارها "صوت المرأة ليس عورة.. صوت المرأة ثورة ثورة" اعتراضا على تهميش المرأة بالجمعية التأسيسية لدستور2012، وطالبن بمشاركة عادلة للنساء في كتابته لا تقل عن 50%،وتوالت بعدها احتجاجات النساء، ففي 25 ديسمبر 2012 قام عدد من الفتيات والسيدات بقص شعرهن خلال وقفة بميدان التحرير.
مشاركة غير مسبوقة
لم يسبق مثيل لمشاركة المرأة في ثورة 30 يونيو 2013 من حيث العدد الهائل من النساء اللائي كسرن حاجز الخوف ونزلن إلى الشوارع رافعات شعار "ارحل" من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، لتكون المصرية فى الطليعة تقف بجانب الرجل تهتف وتستقبل الرصاص والغازات إيمانا بأهمية مشاركتها فى تطهير بلدها، حيث خرجت مسيرات نسائية كبيرة ضمت آلاف النساء فى مختلف المحافظات، وفى القاهرة خرجت المسيرة النسائية ضمن مسيرة كبرى خرجت من منطقة شبرا يحيط بها الشباب من جميع الجهات ورفعت النساء شعار "ارحل"، ومرت المسيرة بميدان أحمد حلمي مرورا بشارعى رمسيس و26 يوليو لتنضم إلى مظاهرة ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره بالمتظاهرين.
وعلى أرصفة الميدان اعتصمت المرأة محتمية بحب وطنهامتطلعة لمستقبل أفضل يسوده القانون وترعاه الديمقراطية ليسقط عدد كبير من السيدات أثناء الثورة ويتم اعتقال عدد كبير منهن، ما جعل الكثير من السياسيين يصفن المرأة بأنها شرارة الثورة والقوة الناعمة لها، ومع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى وجه فى أول خطاباته الشكر والتقدير لها مؤكدا أنها شرارة التغيير وأيقونة التعميير، وأنها صاحبة الفضل فى نجاح هذه الثورة.
المرأة .. تجنى ثمار ثورتها
وبعد مرور خمس سنوات على هذه الثورة ها هى المرأة المصرية تجنى ثمار مساندتها ودعمها المتجددين بين الحين والآخر لوطنها بعد سنوات عدة عانت خلالها التهميش والإقصاء، كان فى مقدمة هذه الإنجازات توليها 6 حقائب وزارية لأول مرة فى حكومة المهندس شريف إسماعيل ليصل عدد النساء فى الحكومة الحالية إلى 8 وزيرات، إلى جانب حصدها 90 مقعدا فى البرلمان، وتعيينها مستشارة للرئيس للأمن القومى ومحافظة وقاضية منصة وغيرها من المراكز التى ظلت لسنوات طويلة حكرا على الرجال.
وبالنظر إلى القوانن التى تم إصدارها بعد هذه المشاركة والتى أكدت القيادة السياسية من خلالها تقديرها لدور المرأة فقد كان منها ما استهدف القضاء على كافة أشكال العنف الممارس ضدها كقوانين التحرش والمواريث وختان الإناث، هذا بجانب اعتماد استراتيجية تمكن المرأة ٢٠٣٠ كوثيقة عمل للأعوام المقبلة، بالإضافة لحزمة من القرارات لدعم المرأة المعيلة والنساء المهمشات ورفع المعاناة عنهن.
ساحة النقاش