ضمن جلسة أهمية التميز وأثره العالمى على مستقبل الدول فى مؤتمر مصر للتميز الحكومى 2018 والذى عقد فى 3 يوليو الجارى، أكد البروفسور محمد زائيرى الرئيس التنفيذى للمركز الأوروبى لإدارة أفضل الممارسات ومقره المملكة المتحدة أن مفهوم التميز بمعناه الإدارى يحتاج عملية مراجعة مستمرة ليبقى متوائما مع العصر الجديد، والذى يحتاج الانتقال من مفهوم التميز العادى ونتائجه المتوقعة إلى نموذج جديد وتفكير تحولى خلاق لتحقيق الرؤى بشكل أسرع، وصولاً إلى بناء المستقبل بأفكار ملهمة، وتطرق إلى أصل وأهمية مفهوم التميز المؤسسى وكيفية تبنى التميز فى أنحاء العالم المختلفة، وفائدته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وأثره على جودة الحياة، وعلاقته مع الجودة والانتاجية والقدرة التنافسية، وكيف يمكن أن يساعد فى تشكيل مستقبل الأمم, كما تطرق أيضا إلى التميز وعلاقته بالناتج المحلى الإجمالى، وبعناصر اقتصادية متنوعة من تحديد القيمة إلى تأثيره على البضائع والخدمات، وعلاقته بالأداء الاقتصادى منذ عام 1946 وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، اختارت اليابان الجودة كأساس لبناء المستقبل، حيث قامت قوات الاحتلال الأمريكية لليابان آنذاك بإحياء وإعادة هيكلة قطاع المعدات ووضع معايير صارمة لجودة المنتجات، ثم ظهرت مجموعة جوائز مرتبطة بهذا المجال مثل "جائزة ديمينج"، وجائزة التميز فى اليابان، وحركة الجودة والتميز فى الولايات المتحدة، خاصة فى المجال السياسى وبالذات فى رئاسة الولايات المتحدة، أما حركة الجودة فى أوروبا والتى بدأت مع الآباء المؤسسين للمؤسسة الأوروبية لإدارة الجودة سنة 1988 من قبل 14 دولة أوروبية رئيسية، والتى كانت بتأييد من المفوضية الأوروبية ووصولاً لتخصيص الجائزة الأوروبية للجودة، كل هذه المقدمة الهدف منها توضيح دور الجودة والتميز فى رسم ملامح المستقبل، والانتقال من التركيز على المنتج والخدمة إلى مفهوم القيمة، لذلك لا بد من توجيه كل العاملين بالقطاع الحكومى المصرى بأن يكون التميز منهجاً لأداء أعمالهم وواجباتهم حتى نصل للهدف الأساسى وهو الوصول إلى حكومة كل عضو من أعضائها من المتميزين، ليصبح التميز أسلوب حياة فى شتى المجالات، ومن ثم على جميع الجهات والوزارات والمؤسسات الحكومية التطلع للفوز كتحدٍ وليس كإنجاز فقط، ويتطلب ذلك بالضرورة تنمية روح الريادة والابتكار لدى الشباب المصرى، خاصة وأن مفهوم التميز والإبداع قد أصبح نهجاً ومثالاً يحتذى به على مستوى العالم، ولكى نستطيع تحقيق مفهوم الجودة والتميز فى مصر يجب تنفيذ الجودة وذلك بتدريب المسئولين على مفاهيم الجودة الشاملة وأهم أساليب تطبيقها، وتحديد إستراتيجية لإدارة الجودة الشاملة، بحيث يتم تحديد الهيكل التنظيمى لإدارتها مع استمرار المراقبة والمراجعة الدائمة لخطط وإستراتيجيات الجودة.. إن قطار التميز قد انطلق مسرعا، وسيتجاوز كل محطات الركوب، فهنيئاً لمن سعدوا بالصعود لركوب القطار، وحظ سعيد لمن لم يلحقوا به هذا العام على أمل اللحاق به فى أسرع وقت ممكن.. وتحيا مصر.
ساحة النقاش