رغم صعوبة الظروف والأسباب التى قد تدفع فتاة للقبول بالارتباط برجل متزوج إلا أن المجتمع لا يلتمس لها الأعذار فدائما ما يلقبها بالظالمة والجانية وخطافة الرجالة أو خرابة البيوت، ورغم أن لها مبررات تراها منطقية إلا أن هناك آلاف الأسباب التى تمنع أخريات أن يحملن لقب زوجة ثانية تجنبا لتبعات هذا القرار.
فى جولتنا التالية نستمع إلى تجارب بعض النساء وآرائهن فى الارتباط برجل متزوج، ونسأل خبراء علمى النفس والاجتماع عن عواقب هذه الخطوة، وكيف يمكن للمرأة أن تتعامل مع الموقف حال موافقتها أن تكون زوجة ثانية.
فى البداية تقول هبة محمد: عندما ترتبط امرأة برجل متزوج عليها معرفةأنه يجيد الكذب جيدا، ولتتذكر دائما أنه كان يخدعزوجته الأولى ليخرج معها ويقابلها سرا فكما فعل ذلك مع الأولى سيفعله مع الثانية فلا تأمن مكره.
وتروى ابتهال محمدتجربتها مع الزواج الثانى قائلة: أحببت رجلا متزوجا وله أولاد، وبعد مرور عدة أشهر على علاقتنا تزوجنا دون أن يخبر زوجته الأولى، لكن بمجرد علمها نشبت بينهما الخلافات وخيرته وأهلها بين تطليقى أو الانفصال عن الأولى وما كان منه إلا أن اختار أم أولاده، لذا أشعر بالندم على قبولى الارتباط برجل متزوج,فالزوجة الثانيةدائما ما تكون منبوذة من الأولى وأهل الزوج،بالإضافة إلى الألقاب التى تطاردها كخطافة الرجالة.
وترى ياسمين رمضان أى علاقةزوجيةيصيبها الفتور لفترة من الزمن ما يدفع الرجل للبحث عن التجديد أو الخروج من جو الملل الذى يعيشه فيلجأ لامرأة ثانية وغالبا ما تكون نزوة عابرة أو علاقة مؤقتة سرعان ما تنتهى ويعود لزوجته وأولاده، لذا أنصح الفتاة أن تعرف جيدا قيمة ذاتها وتحفاظ على كرامتها ولا تقبل بالزواج من نصف رجل, وعليها أن تكون الأولى والأخيرة فى حياة من تختار.
حلم الأمومة
تقول إيمان مصطفى: غالبا ما تلجأ الفتاة إلى الارتباط برجل متزوج لتحقيق حلم الأمومة لكنها لا تدرك أن هذا الرجل سيرفض الإنجاب حال تحمله مسئولية الأبناء نظرا لالتزامه بنفقات أسرة أخرى وأولاد، لذا أحذر أى فتاة قد توافق على أن تكون زوجة ثانية لتصبح أما من الدخول فى مثل هذه العلاقة فغالبا ما تكون محطة فى حياة الرجل أو علاقة عابرة.
وتوافقها الرأى نوال مهدى وتقول: دائما ما تكون الزوجة الثانية فى مرتبة متأخرة عن الأولى وأبنائها، حيث يحرص الرجل على تلبية طلباتهم وسد احتياجاتهم بينما يقتصر دور الثانية على مكان للراحة ونفض غبار التعب من ساعات العمل الطويلة فينتظر منها الحب والرومانسية والتخفيف عنه وليس لديه استعداد لسماع طلبات أو شكاوى منها.
أما نورا رشدى،أستاذة الأسرة والطفولة بمعهد الخدمة الاجتماعية فترجع قبول الفتاة الارتباط برجل متزوج إلى ارتفاع سن الزواج وهروب الفتيات من شبح العنوسة، إلى جانب البحث عن شخص يلبى احتياجاتها ويحقق أحلامها لذا تضع المستوى المادى فى مقدمة مواصفات شريك حياتها، وتقول: أحذر الفتاة من اتخاذ هذه الأسباب مبررا للارتباط بمتزوج لأنها غالبا ما ستتفاجأ بالحقيقةلأن معظم دخل الزوج يذهب للزوجة الأولى وأولادها فتبدأ المشكلات المادية بين الطرفين وغالبا ما تنتهى بالطلاق، أما عن الهروب من العنوسة فإنها ستلقب بما هو أقبح منه ألا وهو "خطافة الرجالة".
نصف رجل
تعلق د. سوسن فايد، أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعيةعلى آراء الفتيات فى الارتباط من متزوج فتقول: على المرأة التى تفكر أن تكون زوجة ثانية أن تضع نفسها مكان الأولى ماذا ستفعل لو اكتشفت خيانة زوجها لها وارتباطه بأخرى؟ هل ستوافق على هذه العلاقة أم سترفض؟ وماذا ستفعل إذا كان لها أبناء منه؟كل تلك التساؤلات تجعلها تفكر جيدا قبل الإقبال على هذه الخطوة، فالعلاقة الثانية للزوج ليست خاصة أو مرتبطة بامرأة واحدة لكنها تؤثر على كل أفراد الأسرة، ولتعلم أنه كما خدع الأولى فقد يتزوج عليها أو على الأقل يتعرف على ثالثة، وأن زواج الرجل من أخرى دون علم زوجته الأولى بمثابة خيانة لها لأن من حقها الاختيار بين الاستمرار معه أو الانفصال عنه، ولتكن على استعداد لتقديمكافة التنازلات لاستمرار علاقتهما وعلى رأسها تقديم متطلبات الزوجة الأولى وأبنائها على احتياجاتها، فإذا ارتضت ذلك فلتتحمل عواقب قرارها.
ساحة النقاش