هؤلاء هم دنجوانات عصرنا، هل اختلفوا عن "فتيان زمان" ،انهم فنانونربما رأى فيهم جمهور هذه الأيام"كاريزما" خاصة بهم،حتى وإن خاصمتهم الوسامة بالمعنى المتعارف عليه، والتي كانت سمة "رجالة زمان" كما كان عصرهم وأوانهم في فترات زمنية سابقة..فماذا عن دنجوان السينما المصرية في زماننا هذا؟

 

ملامح

في البداية يحدثنا الناقد الكبير طارق الشناوي قائلا، إن اختيار دنجوان السينما حسب التكوين النفسي للمجتمع يختلف الامر من زمن لاخر،كما هو الحال في طبيعة الملامح نفسها،  مثلا كان عماد حمدي  الرجل الجاد الملتزم  الأنيق،ومن قبله أنور وجدي  قبل ثورة 1952م ابن البلد الفقير الصعلوك أبو دم خفيف،الوسيم الذي يتميز بشعره الناعم التي تحبه الفتاة الغنية فكان دنجوان عصره،ثم اختير محمود ياسين في السبعينيات ليمثل صورة الرجل، أما الان فنجد  احمد عز، محمد رمضان، أمير كرارة هم دنجوانات هذا العصر، في كل الأحوال أري انهم لن يبقوا كثيرا لأن الايقاع العام يؤدي الي سرعة التغيير.

جماهيرية

تتفق  الناقدة الكبيرة ماجدة موريس مع الرأي السابق وتضيف قائلة:محمد رمضان، عمرو يوسف، ظافر العابدين، أمير كرارة، الذي أصبح له قدركبير من الشعبية لتقديمه شخصية الشاب الشهم القوي الذي ينصف المظلوم،والذي يحب عائلته،هؤلاء نعتبرهم دنجوانات هذا العصر فمقاييس اختيار الدنجوان اختلف عن زمان الان يتم اختيار فتي الاحلام(الجان)بناءا علي جماهيريته وقربه من الناس وليست لوسامته وطول قامته مثل الامس فنجد الجان كان بطريقته في التعامل مع السيدات ووسامته وأناقته مثل رشدي أباظة، عبدالحليم، نور الشريف الآن اختلافت الشخصيات بقدر الاختلاف في طريقة تناول الموضوعات.

 

أما الفنانة والسيناريستنادية رشاد،فترى أن الجرأة في تناول الموضوعات أصبحت عاملا في تحديد الفتى الأول، تضيف:  الشخصيات نفسها اختلفت على الشاشة عن شخصيات زمان،وان هذا أثر بشكل كبير علي اختيار دنجوان السينما المصرية الان،فأري ان جان زمان  الوسيم، الراقي في تعامله مثلا الراحل حسين صدقي الذي لم ولن نري مثله في رقة مشاعره واختيار الكلام المهذب  كأسلوب حياة،أيضا الدنجوان ذو الكاريزما القوي مثل أحمد ذكي رغم بشرته الغامقة ويحيي الفخراني لكفاءته العالية كممثل.

 

مفتول العضلات

ذوق الناس هو الفيصل في اختيار "الجان"، هذا مابدأبه الفنان الشاب عمرو محمود ياسين حديثه والذي يضيف قائلا:اختلف الأمر عن زمان فمثلا كان حسين فهمي ذو الملامح الغربية، محمود ياسين بملامحه الشرقية،كرمز للرجولة، الذكاء، الاحتواء، يختلفان عن عصر وملامح فتى أول مثل رشدي أباظة ساحر النساء، أو عمر الشريف بطول قامته وصوته الرقيق ورومانسيته الحالمة،رغم ذلك يظهر في المنتصف نوعيات أخري مثل احمد ذكي،الذي غير مواصفات"الجان" عما كان عليه في الفترة من الأربعينيات وحتى الستينيات وجزء من السبعينيات، ثم جاءنافتيان أوائليتسمونبالجسد النحيلوالملامح العادية التي نصادفها كل يوم في الشارع وفي الدواوين، حتى الاختلاف أصبح واضحا في طريقة تعامله مع الجنس الاخر، وكاد أن يختفيالفنان مفتول العضلات، وتم استبداله بما يعرفبالبطل الشعبي الذي يقدم "الأكشن" مثل أمير كرارة، أحمد السقا، محمد رمضان بالاضافة الي هاني سلامه بعينيه الجريئتين وفي نفس الاتجاه يصعد نجم  أحمد عز.

الحب مختلف:

أما الفنانة منال سلامة فترى أن اختلاف طريقة الحب من زمن لآخر، من شأنهالتأثير علي اختيار مواصفاتى"الجان"، فمن قبل كان الحب عذريا  حيث لم يكن هناك اختلاط مثل اليوم فكان اقصي طموح للحبيبين الالتقاء في حديقة عامة،وكان الزمن رومانسيا بطبيعته،وبالتالي كانت تحلم به الفتيات في خيالها وتتمني رؤيته من بعيد  أما الان فالحب أصبح على مرأى ومسمع من الجميع، موجود في الشارع باستمرار، هذا علاوة علي أن هذهالفترة تسودها المادة وتتصدر كل شئ.

وفي النهاية يعبر الكاتبمحمد بهجت عن رأيه في هذه القضية بقوله: عندما نقول دنجوان يقفز الي الذاكرة اسم رشدي أباظة  الذي يحمل صفات متناقضة؛ فهو يجمع بين الطيبة، الرومانسية، القوة والريادة،بالإضافة الي آخرين مثل أحمد رمزي، كمال الشناوي، حسن يوسف وغيرهم.

يضيف بهجت: ان التغيير في الشكل ولغة المجتمع  التي تحولت من عذوبة الأسلوب الي تبادل الألفاظ النابية،إضافة تقسيم المجتمعات إلي ثلاث أقسام: المتشدد الذي يمثل التفكير السلفي الرجعي،أما الثاني فيعبر عن الفكر الغربي المتحرر إلي أبعد الحدود،والنوع الأخير هو الصنف الإجتماعي الوسطي في كل شئ الذي كان يمثل طبقة كبيرة منذ ثلاثين عاما، فضلا عن اختلاف الأذواق  حتى في سماع الاغاني؛ فمنهم من يستمع إلي الموسيقي الغربية ومنهم من تعجبه أغاني المهرجانات، كل هذه الأشياء أثرت علي عقول المشاهدين، كذا اختيار نجمهم المفضل "دنجوان السينما" فبعد أن كان شكري سرحان ورشديأباظة وغيرهم، هم دونجوانات السينما أصبح محمد رمضان، محمد ممدوح، محمد فراج، محمد سلام ومحمد عادل إمام هم فرسان احلام فتيات هذا الجيل.

ويبقى لـ "حواء" تعقيب سريع هو أننا عرضنا وجهات نظر تمثل أصحابها مع الأخذ في الاعتبار أننا لا نقلل من شأن أحد من أبناء هذا الجيل ونحن نكن لهم كل التقدير والإعجاب بأنهم استحوذوا على ثقة جمهورهم.

المصدر: كتبت : سماح موسى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1168 مشاهدة
نشرت فى 26 يوليو 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,835,948

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز