حينما نعلم أن مهرجانا مصريا لفنون المسرح يقام الآن داخل قاعات دار الأوبرا المصرية، في العاصمة الساحرة، وبرعاية كريمة من الوقورة وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، وأن المترددين على مشاهدة العروض من الأسر المصرية والشباب بلغ الآلاف حتى مثول حواء للطبع، يسعدنا الحدث وفتح الستار عن عروض تسعد وتنير العقول وتحقق متعة الترفيه البريء الراقي، مقارنة بفترة نشاط هائلة عاشها جيل التسعينيات فترة الوزير الفنان فاروق حسني؛ حيث كنا ـ نحن محرري فن المسرح وعشاقه ـ نلهث للحاق بعدة عروض مسرحية مصرية وعالمية، في اليوم الواحد أثناء إقامة فعاليات مهرجان المسرح التجريبي الذي كان لي شرف متابعته من دورته الأولى وحتى الأخيرة، نستمتع بعروضه ونتعلم من مدارسه، وأمامنا العروض المصرية لكبار المخرجين عن نصوص كبار المؤلفين من توفيق الحكيم إلى يوسف إدريس مرورا بألفريد فرج وحتى جيل محمد سلماوي ولينين الرملي والمبدع الجاد المهموم بقضايا الوطن، الصادق في عشقه للمسرح وفنونه المبدع عصام السيد راهب المسرح القومي، وشهيد المسرح مدحت أبو بكر، ولمسرح الطفل بذلت المبدعة فاطمة المعدول جهدا خارقا في سبيل إنارة عقل الطفل المصري، وساهم النجم الواعي محمد صبحي بفكرة رائدة نحو مسرح للجميع، حيث كان يقدم ثلاثة عروض من كنوز المسرح إسبوعيا ـ كارمن وسكة السلامة ولعبة الست ـ قبل أن تأتي تجربة مبدع آخر من أنقى من أنجبتهم مصر، المبدع خالد جلال الذي تحمل عبء تقديم أجيال جديدة من نجوم فن المسرح في كافة عناصره في تجربة شبابية خالصة أحدثت دويا هائلا ونتج عنها عودة الأسرة المصرية بكافة مستوياتها إلى القاعات التي اكتظت بالجمهور في سابقة كنا نسيناها.
سبق أن لفتنا الأنظار إلى أن المسرح المصري يتعرض لكبوة خانقة، فهو يعيش على بضع عروض هزيلة، وبقى فقط أن يقوم الإعلام بدوره وأن يكثف تغطياته من أجل عيون المسرح والوطن.
ساحة النقاش