عشت مع مشروع قناة السويس الجديدة منذ انطلاق شرارة البدء الأولى فيه، ليس فقط بحكم عملي كصحفية ولكن بحكم كوني أولا وأخيرا مصرية، من هنا كان حرصي على القيام بزيارة للعاملين فيه بعد أسبوع واحد من بدء العمل بهذا الكيان الوطني العملاق، وأعترف أن إصرار الجميع على الإنجاز والعطاء قد أذهلني خاصة وسط ظروف شديدة الصعوبة، فقد كان العمل يجري به على قدم وساق دون توقف أو انقطاع لمدة 24 ساعة متواصلة، ولكن روح الوطنية التي لمستها هناك كانت المحرك لكل شيء فمع هذا المجهود الجبار لم يكن هناك من يكل أو يمل أو يشكو، كان هناك من يضع صورة مصر أمام عينيه ويعمل ليل نهار حتى يخرج المشروع في التوقيت المحدد له وفقا لطلب سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعدها توالت زيارتي إليه للمشاركة في دعم ومساندة العاملين به بكافة السبل ولم أكن الوحيدة، كنت دائما ما أرى نساء مصر بكافة طوائفهن في كل مرة أقوم فيها بزيارة هذا المشروع، بعضهن كن يقمن بهذه الزيارة للدعم والتشجيع المعنوي للعاملين به، والبعض الآخر يحرصن على أن يقدمن لهم يد العون بأي صورة من الصورة وبما يساعدهم على الاستمرار في العمل دون تعب أو كلل، والأخريات لم يتوقفن عند هذا الحد بل كن يحرصن على تنظيم الزيارات لكافة طوائف الشعب من المقيمين داخل أرض الوطن أو المغتربين لتعريفهم بالمشروع وحثهم على المشاركة في شراء شهادات استثمار قناة السويس حتى يكتمل البناء، بل واستعراض كافة سبل الاستثمار التي يتيحها المشروع فيما بعد، وبالفعل انجزت الملحمة ونجح المصريون في أسبوع واحد وبدعم ومساندة بل وحث من المرأة المصرية لكل أفراد أسرتها في شراء شهادات استثمار قناة السويس بقيمة 64 مليار جنيه في هذا الوقت القياسي، واكتملت الملحمة وعدت مرة أخرى بعد عام واحد لهذا المكان وبعد أن خرج هذا الكيان الوطني للنور لأجد نساء مصر وشبابها وأطفالها في المقدمة يرحبون بالحضور في افتتاح هذا المشروع في طلة مصرية بهية، وينشدون أجمل الأغاني الوطنية، كانوا ببساطة وكما بدأوا منذ انطلاقه يعبرون عن مصر عن إصرارها على النجاح والعبور، واليوم وبعد مرور ثلاثة أعوام على هذه الملحمة المصرية عدت مرة أخرى إلى قناة السويس الجديدة بعد أن باتت شابة يانعة تحقق كافة العائدات الاقتصادية المرجوة منها، بل وينتظر منها المزيد من الخير لمصر، ولكن عودتي هذه المرة كانت مختلفة، كانت عودة برفقة فريق العمل بمجلة حواء لكي نحتفل بـ"حواء على شط القناة" لكي نحتفل بكل امرأة مصرية شاركت في دعم هذا المشروع حتى خروجه للنور، بكل أم دفعت كل ما تملك  مهما كان بسيطا وحثت كل من حولها على المساهمة في إنجازه من خلال شراء شهادات الاستثمار به، بكل امرأة عاملة كانت ومن خلف الستار جنديا مجهولا يتابع وينفذ وينجز دون النظر لراحتها أو مسئوليتها كربة أسرة، عدت لكي أحتفل بكل هؤلاء وأعترف أني وجدت كل الدعم والمساندة بل والحب والاستقبال الحافل من سيادة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس ورئيس  الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية في القناة لي ولكل فريق عملي بل ولكل ضيوفي الذين رافقوني في هذه الزيارة على نفقاتهم الشخصية للاحتفال بهذه المناسبة الوطنية الجميلة يدفعهم في هذا شيء واحد ألا وهو حب هذا الوطن، أقيمت الاحتفالية تحت عنوان "حواء على شط القناة"، برعاية سيادة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، وبالتعاون مع لجنة النشاط النسائي بالنادي العام للهيئة، وبحضور سيادة الفريق أسامة ربيع نائب رئيس الهيئة، ولاشك أن الدعم الذي تلقينه من الكاتب الصحفي مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال كان السند الحقيقي لنا في خروج هذا الاحتفال للنور، والذي شارك فيه نخبة من البرلمانيين والإعلاميين وأعضاء المجلس القومي للمرأة بفروعه ولجانه المختلفة، كان في مقدمتهم النائبة البرلمانية مايسة عطوة, والنائبة منى منير, والنائبة آمال رزق الله, والنائب أشرف عمارة، والكاتبة الصحفية فريدة الشوباشي، والكاتبة الصحفية سامية زين العابدين، ود. رانيا يحيى عضو المجلس القومي للمرأة, ود. دينا الجندي عضو لجنة المشاركة السياسية بالمجلس, ود. وهاد سمير عضو المجلس القومي للمرأة فرع القاهرة, ود. ماجدة النويشي مقررة المجلس بمحافظة الإسماعيلية، حيث افتتح الاحتفالية سيادة الفريق مهاب مميش بكلمة تطرق فيها إلى مراحل حفر قناة السويس الجديدة وما حققته من عائدات اقتصادية متميزة حتى الآن على كافة المحافل ودورها في دعم الاقتصاد القومي ومستقبل تنمية منطقة قناة السويس ككل، كما تطرق المتحدثون إلى دورالمرأة المصرية في دعم هذا المشروع الوطني العملاق منذ انطلاق شرارة البدء الأولى له وحتى خروجه للنور، وكذلك الدور المنوط بها في المرة المقبلة.

واختتمت الفعالية بتكريم سيادة الفريق مهاب مميش لشخصي من خلال منحي" مفتاح قناة السويس الجديدة"، وتكريم الكاتب الصحفي مجدي سبلة رئيس مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال، كما كرمت مجلة حواء ومؤسسة دار الهلال سيادته بمنحه درع المؤسسة، كذلك حرصت مجلة حواء على تكريم نخبة من الرموز النسائية التي شاركت فعليا في خروج مشروع قناة السويس الجديدة للنور, كان منهم المهندسة منال محرم مستشار السيد الفريق للتطوير وعضو مجلس إدارة الهيئة ومدير الإدارة الهندسية أثناء تنفيذ مشروع قناة السويس الجديدة، والمهندسة انتصار الأمير عضو مجلس إدارة الهيئة ومدير إدارة الأنفاق والكباري، والمهندسة حنان ثروت مدير الإدارة الهندسية، والسيد المهندس محمد عبد العظيم رئيس مجلس إدارة النادي العام لهيئة قناة السويس، وسيادة العميد محمد كامل نائب رئيس مجلس إدارة النادي، والسيدة سحر زغلول رئيس لجنة النشاط النسائي بالنادي، وعضوات اللجنة د. مي عزت الصادق، وديانا صبري، ومي زكريا، وكافة المتحدثين والمشاركين بالحوار في الاحتفالية، وفي النهاية لا يسعنا كأسرة مجلة حواء سواء أن نتوجه بكل الشكر وعظيم التقدير لسيادة الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس، ولكل من ساهموا في خروج هذه الاحتفالية للنور، أدامكم الله جميعا ذخرا للوطن.