الشاطئ حيث المرح والفرصة للتخلص من القيود اليومية والهموم، لكن هناك من لا يعترفن بذلك ويذهبن إليه فى كامل أناقتهن، فماذا عنتحول الشاطئ لمسرح لآخر صيحات الموضةومستحضرات التجميل بدلا من أن يكون فرصة للانطلاق والتحرر من الملابس الرسمية؟

فى البداية تقول منة الله أحمد، 25 سنة: أعلم أن البحر مكان للانطلاق والتخلص من قيود الحياة العملية، لكن لا أتخيل وجهى دون مستحضرات تجميل، لذا أحاول جاهدة شراء أفضل المستحضرات التى توفر لى إطلالة متميزة ولا تسبب أى أضرار لبشرتى.

أما جنة على، مهندسة فتقول: أنا مهوسة بالتقات الصور ونشرها على الانستجرام فهذا يساعدنى على تسجيل مختلف اللحظات والمواقف التى أعيشها ما يجعلنى حريصة على الظهور بكامل أناقتى أثناء تواجدى على الشاطئ لالتقاط أكبر عدد من من الصور، ومن وجهة نظرى التنزه لا يكتمل دون التقاط الصور التذكارية.

وتختلف معها فى الرأى زميلتها ولاء على وترى أن ما يحدث على الشواطئ تقليد أعمى للغرب، مرجعة السبب إلى سطوة وسائل التواصل الاجتماعى، وتقول: منذ عدة سنوات كان هناك ملابس مخصصة للبحر لكن الآن أصبحنا نرى عروض أزياء على الشواطئ ومساحيق تجميل مخصصة لها ما يؤكد أن الكثيرات يحرصن على الظهور بشكل استعراضى وليس للاستمتاع بالجو المنعش والمناظر الساحرة.

وعلى الرغم من أن ياسمين أحمد، محاسبة تحب التقاط الصور أثناء تواجدها على الشاطئ لكنها لا تفضل المظهر المتكلف، وترى أن البحر يعنى الانطلاق والتخلص من كل القيود والظهور بشكل بسيط متناغم مع الطبيعة وجمالها.

تقليد واستعراض

تعلق د. نادية رضوان، أستاذ علم الاجتماع بجامعة قناة السويس على الآراء السابقة وتقول: أصبح لملابس البحر موضة منفصلة عن ملابس الخروج أو المنزل وهو أمر لم يكن موجودا من قبل، حيث لم تعد قاصرة على الـ"مايوه" فقط بل أصبح الكل دون استثناء يبحث عن آخر صيحات الموضة لتتحول الشواطئ من أماكن للاستمتاع إلى الاستعراض، والمثير فى الأمر حرص بعض السيدات على التزين بشكل كامل رغم أن استخدام الإكسسوارات ومختلف أدوات التجميل لا يناسب طبيعة المكان لذا أرى أن من تفعل ذلك إما لالتقاط أو حرصها على الظهور بمظهر جميل أمام صديقها أو حبيبها.

وتضيف: يعد الهوس بالتصوير والتقليد عاملان مشتركان فى كافة الممارسات الجديدة التى تتبعها الفتيات أثناء تواجدهن على الشواطئ حيث تبحث الكثيرات عن كل جديد فى عالم الموضة أسوة بأحد المشاهير بل أصبحن يجدن المتعة فى التباهى بما يملكن من ملابس وإكسسوارات.

الخوف من إظهار الحقيقة

تقول زينب مهدى، خبيرة التنمية البشرية: على الرغم من أن المصطافين عادة ما يرتدون ملابس قطنية خفيفة إلا أن بعض الفتيات والسيدات يحرصن على وضع مساحيق تجميل ليظهرن بأناقة كاملة ويرجع ذلك إلى عدة أسباب أولها أن مستحضرات التجميل تشعر الفتيات بالطمأنينة على إطلالاتهن والظهور بشكل جميل لذا تفزع الكثيرات عندما تلتقط لهن صورة دون وضع مكياج رغم أن الفتاة الواثقة من نفسها ستظهر بشكلها الطبيعى على الأقل فى هذه الأماكن وسوف يكون التركيز على الاستمتاع بالوقت وليس أكثر من ذلك، بالإضافة إلى أن كثير من الفتيات يسيطر عليهن مبدأ العادة، حيث أرجع أحد استطلاعات الرأى سبب تمسك الفتيات بمستحضرات التجميل على الشواطئ إلى تعودهن على الظهور بمكياج كامل وعزا هذه العادة إلى التربية باعتبارها ليست عادة فردية لكنها أسرية، إلى جانب الاعتقاد الخاطئ لدى بعض النساء بأن المكياج يعنى الجمال وبهذا تجد الفتاة الاستحسان من الآخرين ونظرات الإعجاب التى تشبعها نفسيا.

***

كونى على طبيعتك

أظهرت دراسة نشرتها صحيفة الديلى ميل البريطانية أن معظم النساء يحرصن على وضع مساحيق التجميل للظهور بأفضل صورة، غير أن هذا الأمر مجرد مضيعة للوقت لأن المظهر الطبيعى يكون العامل الأهم فى تحديد درجة الجاذبية التى تتمتع بها خاصة أثناء تواجدها بأماكن التنزه.

وأوضحت الدراسة التى أجراها باحثون من جامعة "يورك" أن وضع مساحيق التجميل فى أماكن الترفيه والمرح لا يلعب سوى دور محدود فى تعزيز الجاذبية لدى المرأة لأن المظهر الطبيعى يكون أكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بتحديد درجة جمالها فى عيون الآخرين لاسيما الرجال.

وذكر الباحثون أن وضع مساحيق التجميل على وجه امرأة غير جميلة لن يجعلها أكثر جاذبية، لذا أوصت الدارسة بأن تكون المرأة على طبيعتها وأن تترك الحرية للبشرة فى استنشاق الهواء، فالبحر والأماكن الطبيعية فى حد ذاتها تضفى جاذبية على من يتواجد بها ويتحد معها.