ارتبط المصيف لدى الكثيرين بمشاعر الحب والرومانسية حتى أن الفن رصد هذا الارتباط فى العديد من الأعمال الفنية كما فى فيلمى «البنات والصيف، وأبى فوق الشجرة »، وفى الأغانى ك «هوى المصايف » للمطربة أنغام، فهل اختلف الأمر هذه الأيام أم مازال حلم لقاء الحبيب الذى يخطف القلب خلال المصيف يطارد الفتيات؟

فى البداية تقول سناء أحمد، 44 سنة مهندسة: ارتبط المصيف لدى جيلنا بالبحث عن الحب، فكم حلمت أثناء سن المراهقة أن أجد شريك حياتى خلال إجازة الصيف التى كنت أقضى بعضا منها بإحدى المدن الساحلية ليسمعنى كلمات الحب والعشق على نغمات أمواج البحر ونسماته التى تلامس القلب، ورغم عدم تحقق ذلك إلا أن المصيف ما زال يذكرني بتلك المشاعر المفعمة بالرومانسية.

وتروى حسناء حسن، 52 سنة ربة منزل قصة زواجها قائلة: تعرفت على زوجى قبل ذهابى لقضاء أيام على شاطى الإسكندرية بعدة أسابيع، لكن بمجرد وصولنا إلى هناك وضحت ملامح مشاعرنا التى بدأت بنظرات الإعجاب ثم الاهتمام المتبادل لتبدأ قصة حبنا التى كللت بالزواج بعد ذلك.

وترى إيمى فارس، 19 سنة طالبة أن المصيف يعنى الانطلاق والحرية، وتقول: نرتب أنا وأصدقائى سفرنا دائما للتصييف بشكل جماعى بحيث نتواجد جميعا مع عائلاتنا فى نفس الوقت خاصة أننا أصدقاء منذ المراحل الأولى للتعليم، وقد انعكست صداقتنا على علاقات أسرنا ببعضها البعض، وبالرغم من أن مجموعة أصدقائى تضم شبابا وفتيات يجمع بين بعضهم علاقات عاطفية إلا أننا لا نربط أبدا المصيف بالحب بل على العكس تماما نراه فرصة للانطلاق وإقامة الحفلات الصاخبة ولا مجال فيه للرومانسية.

اما جولى أشرف، 23 سنة مسئولة مبيعات فلها رأى مختلف تماما عن إيمى وتقول: أضع وأصدقائى شروطا للسفر معا لقضاء عطلة الصيف وفى مقدمتها أن يذهب كل فرد مع من يحب، ففي العام الماضى لم يكن لى حبيب لذا رفضت السفر مع صديقاتى المرتبطات لأننى شعرت أننى لن يكون لى مكان بينهن وقد أتسبب فى إفساد جو المرح الذى يتميز به المصيف.

المشاعر والطقس

بعد التعرف على الآراء المختلفة حول المصيف وعلاقته بالعلاقات العاطفية نتساءل هل حقا هناك ارتباط بين المشاعر والمصيف؟ يقول د. حاتم صبرى، أخصائى الطب النفسى: هناك ارتباط بين المشاعر والطقس، فالحالة النفسية لكل إنسان تختلف من جو لآخر ومن مناخ لمناخ، حيث يغير السحاب أو الغيوم من حالاتنا المزاجية كما أن للشمس تأثير علينا، بينما للرطوبة عامل يختلف عن ضغط الجو، فخلال فصل الصيف مثلا ترتفع الرطوبة لدرجة عالية خاصة إذا صاحبها ارتفاع شديد فى درجات الحرارة ما يجعل الرغبة العاطفية لدى الإنسان تقل، ومع طول ساعات النهار يميل الشخص للانطلاق والسفر والاحتفالات، وإذا كان هذا السفر لمكان فيه بحر كالمصيف زادت الرغبة فى الانطلاق أكثر، أما عن ارتباط البحر بالمشاعر الرومانسية فلا شك أن نفسية الإنسان تتأثر بما حوله من ظروف وأجواء، ومن الطبيعى أن يرتبط البحر ومشهدى الغروب والشروق لدى الإنسان بالحب والمشاعر.

أعراف مجتمعية

ترى د. رشا محمد، أستاذة علم الاجتماع أنه سواء كان للمصيف تأثير على الرغبة فى الانطلاق والحرية أو إقامة علاقات عاطفية فيجب أن تكون تصرفاتنا متوافقة مع عادات وتقاليد المجتمع خاصة العلاقات الرومانسية التى تنشأ بين الشباب أو الأصدقاء أثناء قضائهم إجازة الصيف فيجب ألا تتعارض مع الأعراف المجتمعية، وتقول: يجب أن نعترف أننا أصبحنا أكثر تحررا من الماضى، لكن هناك الكثير من الشباب يستغل هذه الحرية بشكل خاطئ ويرجع ذلك للتنشئة الاجتماعية، وغياب دور الآباء فى التوعية والتربية، لذلك يجب على الوالدين الاهتمام بأبنائهما بشكل أكبر، وممارسة دورهما الرقابي بشكل أكثر جدية، عندها لن يكون هناك فرق بين ارتباط المصيف بالمشاعر الرومانسية أو الانطلاق والصخب لأن كل ذلك سيتم فى إطار صحيح ودون تصرفات خاطئة.  

 

المصدر: كتب : جلال الغندور
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 564 مشاهدة
نشرت فى 16 أغسطس 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,693,208

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز