الشواطئ هى الجهة التى تقصدها أغلب الأسر لقضاء الإجازة الصيفية، لكن قد يكون السفر إلى إحدى المدن الساحلية خيار صعب لأسباب عديدة، فكيف يمكن الاستمتاع بالإجازة دون الذهاب إلى البحر وتحمل نفقات قد ترهق الميزانية الشهرية للأسرة؟

فى جولتنا التالية نقدم لك قائمة بعدد من الأماكن التاريخية والترفيهية التى يمكن أن تحظى فيها بوقت من المرح والانطلاق وبتكلفة مادية بسيطة تتناسب مع دخلك..

فى البداية تقول مديحة محمدى، ربة منزل: أذهب في العادة إلى المراكز التجارية بصحبة بناتى حيث نستمتع بالتجول بين أعداد كبيرة من المحلات والمطاعم والسينمات وأماكن مخصصة للعب, وفى نهاية جولتنا نتناول الغداء، وبذلك أكون قد قضيت وقتا ممتعا بصحبتهن ودون أن أتكفل بمصرفات السفر والإقامة بإحدى المدن الساحلية.

أما أحمد رحيم، محاسب فيقول: أعشق المناطق التى تسجل تاريخ مصر فى مقدمتها الأهرامات ومنطقة الحسين وشارع المعز الذى يزخر بمعالم القاهرة الفاطمية وروعة العمارة المصرية، لذا أنتهز فرصة الإجازة الصيفية لاصطحب أفراد عائلتى إلى هناك ليتعرفوا على تاريخ بلدهم ومعالم حضارته العريقة، ومع حلول الليل أنظم لهم رحلة نيلية للاستمتاع من ميدان التحرير باعتباره أشهر الميادين حيث كان شاهدا على ثورة 25 يناير.

القناطر الخيرية

تقول عبير محمد، مدرسة فتقول: اصطحبت أبنائى لقضاء يوم فى أحد الأماكن الذي يوفر طقوس القرية الريفية حيث يقدم إفطارا عبارة عن فطير مشلتت وجبن قديم وعسل، بعدها كان هناك عدة فقرات ترفيهية كالعرائس والبلياتشو والساحر بالإضافة إلى الفنون الشعبية التي جعلتهم يمضون الوقت في سعادة ومرح بل طلبوا منى التردد على المكان أكثر من مرة.

لا تقتصر الرحلات اليومية على سكان القاهرة فقط, فأمنية محمد بنت محافظة القليوبية تحرص على تنظيم يوم ترفيهى لأبنائها من وقت لآخر وخاصة أثناء الإجازة الصيفية ما يساعدهم على تجديد طاقاتهم ونشاطهم فتقول: ما أروع الذهاب إلى القناطر الخيرية بالأتوبيس النهري فهى نزهة مرحة وفي نفس الوقت غير مكلفة، أذهب مع جيرانى لقضاء يوم هادئ وسط المساحات الخضراء الجميلة وذلك دون أن نتكبد عناء السفر إلى إحدى المدن الساحلية.

أما محمد عبد الرحمن، رسام من محافظة الشرقية فيستبدل الرحلات المصيفية بنزهات ثقافية لإحدى معالم محافظته كمتحف هرية رزنة وصان الحجر، بالإضافة إلى الذهاب إلى السينما والملاهى الموجودين بمدينة الزقازيق.

مناطق أثرية

يطرح د. مصطفى الوزيري، أمين عام المجلس الأعلى للآثار بدائل للرحلات المصيفية تساعد الأسر محدودى الدخل على استغلال الإجازة الصيفية فى تثقيف الأبناء جنبا إلى جنب مع الترفيه وقضاء أوقات سعيدة فيقول: يوجد في كل محافظة العديد من الأماكن الأثرية التي تتمتع بالسحر والجمال، ومن الأفضل أن يتعرف أبناء كل منطقة على معالم مدينتهم بدلا من حصر تمضية العطلات على السواحل، فمثلا أبناء أقصى الجنوب عندهم السد العالي ومتحف النوبة والمسلة ومعبد فيلة بأسوان، وأبو سمبل ووادي الملوك والملكات بالأقصر، وفي قنا يوجد معبد دندرة، أما سوهاج فبها أبيدوس، وبنى حسن فى المنيا، كما توجد مناطق مماثلة في محافظات الوجه البحري وكلها مناطق رائعة تؤدى الدور الترفيهى والتثقيفى فى نفس الوقت.

ويقول د. معتز السيد، نقيب عام  المرشدين السياحيين السابق: لا شك أن مصر مليئة بالأماكن الأثرية العظيمة التي من الممكن زيارتها في الإجازة الصيفية والتى من شأنها تنمية الحس الوطني لدى الصغار، مثل منطقة الأهرامات، وشارع المعز لدين الله الفاطمى أقدم الشوارع ذات الطابع المعماري الإسلامي فى العالم حيث يضم الكثير من الآثار الإسلامية المهمة مثل جامع الأقمر وباب الفتوح وباب زويلة وجامع الحاكم بأمر الله.

ويتابع: أجواء الصيف يلائمها زيارة المتاحف، حيث نجد فى القاهرة المتحف "المصرى، والقبطي، والإسلامي"، وقصر عابدين والقلعة، كما يوجد الكثير من المتاحف فى العديد من المحافظات كالمنيا والتي تشتهر بمتحفى ملوي وإخناتون, كما تتميز المنصورة بوجود دار بن لقمان ومتحف المنصورة، أما فى الفيوم فيوجد متحفي كوم أوشيم, والكاريكاتير.

الأفلام التسجيلية

يلقى وليد البطوطي، مستشار وزير السياحة السابق الضوء على بعض الأماكن الترفيهية التى توفر المتعة وتطلق للعقل العنان فى التخيل، وتأسر العين بجمال منظرها، ويقول: بجانب الأماكن الأثرية  يوجد الكثير من المناظر التي أسميها ما وراء العقل "الخيال" كبرج القاهرة التى تحلو زيارته ليلا، وحديقتى الأسماك والفسطاط، بالإضافة إلى الجامع الأزهر ومنطقة الحسين، ودار الأوبرا المصرية وقصر عابدين.

ولأن للإعلام دورا كبيرا في ترسيخ ثقافة قضاء العطلات الصيفية على المدن الساحلية لدى المصريين يدعو د. حسن على، عميد كلية الإعلام بجامعة السويس سابقا إلى عودة الأفلام التسجيلية الوثائقية التعريفية بالأماكن السياحية والأثرية المهمة في مصر، لافتا إلى وجود مناطق لا يعرفها أبناء المحافظة التي يقطنون بها ومدى أهميتها.