حكايتي عن بهية المصرية وزوجها اللذين لا يجيدا فن التعامل مع أبنائهما ويمارسا العنف ويستخدما العقوبة معهم بعيدا عن الضوابط الشرعية والنصائح التربوية.
دارت هذه القضية بذهني لكثرة حوادث تعدي الأبوين على أبنائهما.. فهذا الأب الأستاذ الجامعي يضرب أبناءه بسير الغسالة المربوط في مفك بعدما أبلغته زوجته وأم أولاده اختفاء النقود من دولابها فيموت أحد أبنائهما الثلاثة ثم يأخذه الأب ويلقي به في الشارع وكأنه لا يعرف عنه شيئا، ويأتي إخوته ويعترفون على أبيهم ويحكون تفاصيل ما فعله بهم وبأجسادهم من إيذاء جسدي غير محتمل, وهذا أب آخر ربط ابنه الرضيع في المروحة لبكائه المستمر حتى توفى الطفل وجسمه مليء بالجروح والكدمات.
في الحقيقة هذه النوعية من الآباء والأمهات في الغالب غير أسوياء نفسيا فهم أناس تخلوا عن إنسانيتهم واستخدوا حقهم في تربية أبنائهم بشكل خاطئ.
وللأسف الكثير من الآباء والأمهات يسيئون استخدام الثواب والعقاب في تربية أبنائهم, فبعضهم يضرب أبنائه على الوجه والرأس أو يستخدم الحزام والأسلاك والعصا للعقاب.
وما يحدث أحيانا أن الأبناء قد يقترفون فعلا سلوكيات غير مناسبة أو يقومون بالتقصير في أداء واجباتهم المدرسية أو يقدمون حتى على عمل مشين، بل قد يكررون السلوكيات الخاطئة رغم تحذيرهم من تكرارها فيفقد أحد الأبوين أعصابه ويتعامل مع هذا الخطأ بخطأ أبشع ويعالج المشكلة بمشكلة أكبر.
ويلجأ الآباء والأمهات إلى الضرب أحيانا كنوع من العقاب لأبنائهم معتقدين أن التأديب الجسدي هو الرادع الوحيد للطفل عن السلوك الخاطئ الذي يرتكبه, وبالقطع هذا فكر خاطئ.
الفكرة أن تعرض الأطفال للإيذاء البدني له تأثير نفسي عليهم وقد يؤثر على توافقهم العاطفي والاجتماعي والسلوكي وبالطبع هذه التأثيرات قد تكون قصيرة أو طويلة الأجل حسب شدة الإيذاء وتكراره.
علينا جميعا أن نقترب من أبنائنا.. نحبهم.. نتعرف على مشاكلهم.. نتحدث لغتهم.. نلعب معهم.. نشاركهم همومهم.. نلتمس لهم الأعذار إذا أخطئوا.. نتعامل معهم كما هم بإمكانياتهم وقدراتهم كما هي.. فليس من المفروض أن يجسد الابن حلم أبويه ويفعل ما كانوا يريدون تحقيقه لأنفسهم.. ونحاول أن نجعلهم يقتربون أكثر من الله ويتعرفون على تعاليم الكتب السماوية التي تدعو إلى العدل والحق والخير.
وأخيرا علينا أن نقرأ عن أساليب التربية ونستمع إلى المتخصصين ونلجأ إليهم عند وجود أي مشكلة تقابل أبناءنا.
أولادنا أمانة وضعها الله في أعناقنا فلنتقي الله فيهم ونسعى أن نعلمهم طاعة الله بممارسة الأخلاق السوية, وأتذكر قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة".
ساحة النقاش