يتسم كل شخص بالعديد من السمات التى تميزه عن الآخرين، ويتمتع بمواهب كثيرة قد لا تكون موجودة لدى غيره، لكن البعض لا يرى ما لديه وينظر دائما إلى ما عند الآخرين ويظل يتحسر طوال الوقت على حاله، ما يوقعه فى العديد من المشكلات، وأحيانا يخسر ما لديه جراء مقارناته المستمرة بينه وبين الآخرين، فكيف يحدث ذلك، وهل يمكننا تفاديه؟

فى البداية تقول سهر محمد، طالبة بكلية الإعلام: كنت أتناول إحدى الوجبات فى مطعم شهير، وفوجئت بإحدى الفتيات تنادى على «الجرسون » وتقول له إنها تريد مثل الوجبة التى أتناولها، الأمر الذى استفزنى كثيرا وجعلنى أترك المطعم.

ويذكر مهند سليم، طالب بكلية الهندسة أن والده أهداه سيارة فاخرة فقام أحد زملائه بتصويرها ليشترى له والده واحدة مثلها تماما، وبعد أن حصل عليها انتابته رغبة فى عدم استخدامها وبالتالى ذهد فيها!.

وتقول دعاء أيمن، طالبة بكلية طب أسنان: لم أكن أعرف أن المقارنة والغيرة من الأخريات يمكن أن تسبب لى كل هذه الكوارث، فقد ارتبطت بزميل لى فى الكلية أثناء دراستى بالفرقة الرابعة، وكان يحبنى حبا شديدا ويفعل ما فى وسعه لأجل إرضائى، لكن بالمصادفة خطبت ابنة عمى لنجل مقاول شديد الثراء، فبدأت أقارن نفسى بها رغم الفوارق بيننا سواء فى المظهر أو المستوى التعليمى، ما جعلنى أطالب خطيبى بالكثير من الأشياء المادية التى تفوق قدراته حتى ضاق ذرعا بغيرتى ومقارنتى بينه وخطيب ابنة عمى وأنهى خطبتنا.

مسألة طبيعية

ترى مى سيد، طالبة بالفرقة الثالثة بكلية إدارة الأعمال أن التقليد بين الفتيات أمر طبيعي، وتقول: لا عجب أن تنظر فتاة إلى ملابسى وتحاول تقليدى إذا كنت أتبع الموضة أو كان مظهرى يروق لها لكن أن تحاول أن تسير على نهجى فى أمور تفوق قدرتها المادية فهنا تكمن الكارثة الحقيقية.

أما منة أحمد، طالبة بكلية الهندسة فتختلف معها فى الرأى وتقول: يعد التقليد الأعمى أمرا فى غاية الخطورة بل هو من قبيل الأمراض النفسية التى يجب أن يعالج منه الشخص، فالفتاة التى تحرص على تقليد غيرها ضعيفة الشخصية وغير راضية بما أعطاه الله لها.

تغيرات مجتمعية

تعلق د. سامية قدرى، أستاذة علم الاجتماع على الأراء السابقة وتقول: هناك تغيرات حدثت فى المجتمع المصرى جعلت الإنسان غير راض عن نفسه وينظر دائما إلى ما فى أيدى الآخرين خاصة مع سفر الكثير إلى دول الخليج وانفتاحهم على ثقافات مختلفة وتأثرهم بها إلى حد كبير.

ويرى د. أحمد على مصطفى، رئيس قسم الطب النفسى بمستشفى القوات الجوية أن تقليد الآخرين سلوك طبيعى ما لم يؤثر سلبا على الشخص سواء ماديا أو اجتماعيا أو نفسيا، ويقول: قد يصل الأمر إلى حد الهوس إذا كانت المقارنة فى الشكل والجسم مثلا وهذا يتعلق بعدم الرضا عن الذات بسبب التربية الخاطئة أو نتيجة أمراض نفسية أخرى، وعادة ما يقع هذا الشخص فريسة للضغط العصبى والتوتر طوال الوقت لأنه يحاول تقليد أشخاص قد يتفوقون عليه ماديا وثقافيا وعلميا، لذا أنصح الأهل بالاهتمام بتنشئة أبنائهم على القناعة وعدم النظر إلى ما لدى الآخرين، بالإضافة إلى تجنب الأم مقارنة حياتها بغيرها من الجيران أو الأقارب فالأبناء يتأثرون بطباع وسلوكيات الأباء.

الإعلام فى قفص الاتهام

تتهم د. سهير صالح، أستاذة الإعلام التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعى بالتسبب فى حالة عدم الرضا التى أصابت الشباب وتقول: تعرض بعض الفضائيات طوال الوقت شاليهات وشققا سكنية فاخرة وسيارات فارهة وأشياء أخرى كثيرة لذا فمن الطبيعى أن ينظر الشاب إلى ما لدى أقرانه، ناهيك عن أننا نشاهد مسلسلات تركية وأفلام أمريكية تقدم نماذجا للثراء الفاحش ما يخلق نوعا من ثورة التطلعات فيقارن الشخص ما لديه بما عند الآخرين، ولا شك أن كل هذا قد يصيب الشباب بأمراض نفسية ويشعرهم بعدم الرضا.

المصدر: كتبت : سمر عيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 730 مشاهدة
نشرت فى 6 سبتمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,697,299

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز