لكل شخص من اسمه نصيب، وهى بالفعل لها نصيب كبير من اسمها «أحام ».. شخصية تحلم كثيراً وتعمل على تحقيق أحلامها، تولت منصباً قيادياً رفيعاً حين تولت رئاسة واحدة من أهم المؤسسات التعليمية والثقافية والفنية فى مصر والوطن العربى بعد استصدار فخامة رئيس الجمهورية قراره رقم 118 لسنة 2015 لتتولى أحلام يونس رئاسة أكاديمية الفنون منارة الفن والفنانين، والذى جاء بعد غياب قيادة نسائية عن الأكاديمية لثلاثة عقود متتالية فكانت ثالث حواء تتقلد مسئوليتها العاتية.
جاءت وفجرت الأحلام داخل الأكاديمية وعملت على رفع شأنها داخلياً وخارجياً، بالتأكيد هناك الكثير من الصعوبات والمعوقات التى أطاحت بجزء من تنفيذ الأحلام، لكنها بمثابرتها وإصرارها وإيمانها بما تقدمه استطاعت أن تعلى من شأن أكاديميتنا خلال الأربع سنوات الأخيرة وتحطم الأغلال، حيث تعاونت مع العديد من المؤسسات والجامعات من خلال بروتوكولات تعاون مشتركة تسهم من خلالها فى الارتقاء بالذوق العام ونشر الفنون الرفيعة، والولوج لعوالم أخرى تنفتح عليهم الأكاديمية وننقل خبرات الأساتذة إلى المعاهد والأكاديميات المتطلعة لإنشاء مؤسسة تعليمية فنية على غرار منارتنا الراقية.
ولم تكتف بالتوسع فى شبكة التعاون الداخلى والخارجى، وإنما جاء قرارها بفتح فصول لذوى الإعاقة فى معاهد الأكاديمية قراراً جريئاً قبل إعلان 2018 عاماً لذوى الإعاقة، فاستقبلت فى معهد الباليه مجموعة من الأطفال وصل عددهم الآن إلى أربعين طالباً وطالبة يثلجون القلوب حين تراهم ببهجة وفرحة عارمة أثناء تأديتهم للرقصات والمشاركة فى الاحتفالات والمهرجانات، أما ذووهم فمهما بلغت الكلمات لا تصف مشاعرهم التى عايشتها مرات عديدة بعد إدماج أبنائهم داخل الأكاديمية ورعايتهم أفضل رعاية، ولا نغفل دور مدربهم الأستاذ حسن محمد الذى لا يدخر جهداً لاحتوائهم وإسعادهم، كذلك اهتمام رئيسة الأكاديمية بإحدى طالبات المعهد العالى للفنون المسرحية وهى من متحدى الإعاقة رغم قسوة ظروفها فكانت خير دليل على نبل إحساسها وإنسانيتها المفرطة.
كذلك قدمت منحا مجانية داخل معاهد الأكاديمية للدول الأفريقية الناطقة باللغة العربية تماشياً مع توجهات القيادة السياسية بالانفتاح على أفريقيا، أما عن تعاونها المثمر والبناء مع المجلس القومى للمرأة فلا أحد ينكره حين فتحت أبواب الأكاديمية لإقامة أى فعاليات أو مهرجانات تدعم وتعزز قضايا المرأة المصرية من خلال حملة «كونى » لمناهضة العنف ضد المرأة عامين متتاليين، إقامة مهرجان للمسرح النسوى، ومنتدى المرأة ومستقبل الإبداع بخلاف الندوات والفعاليات، وإنشاء وحدة لمناهضة العنف ضد المرأة داخل الأكاديمية مما ساهم فى زيادة الوعى والاهتمام بالمرأة المصرية وقضاياها وأولويات الدولة المصرية، والآن بعد انتهاء المدة القانونية لمسئوليتها نقدم الشكر الجزيل لفخامة الرئيس على اختياره لقيادة نسائية تفتخر بها الأكاديمية كانت خير ممثل لمصر فى كثير من المحافل الدولية، كما نشكر أحلام يونس على كل ما قدمته على مدار سنوات طويلة لا أقتصرها فى توليها رئاسة الأكاديمية ولكن كأستاذة ورئيسة قسم ووكيلة وعميدة للمعهد العالى للباليه أعطت فيهم الكثير، أما بشكل شخصى فكنت محظوظة أن أقترب من هذا الاسم الرنان بعد أن شرفتنى بثقتها فى مسئولية الإشراف على إدارة العلاقات العامة والإعلام بالأكاديمية فعشقت روحها النبيلة الطيبة وأحببت إنسانة بشوشة مبتهجة متفائلة، ضحكتها تنم عن براءة ورقة وشفافية، وكانت لى خير ناصح كأستاذة ومعلمة وأخت وصديقة، تعلمت منها فن إدارة الأشياء ويسبقهم حب الحياة، فتحية حب وتقدير وعرفان ترافقها باقات ورود تليق بزهرة عطر تفوح ينابيع حنان من بستان الفن الراقى.
ساحة النقاش