يعد صندوق الإدمان والتعاطى أحد آليات الدولة لمواجهة الآثار السلبية للتدخين والمخدرات، وقد شرع الصندوق منذ العام الماضى فى تنفيذ الخطة القومية لمحاربة الإدمان والتعاطى تحت إشراف رئاسة مجلس الوزراء وبدعم من القيادة السياسية للقضاء على المخدرات وانتشارها بكل محافظات مصر، ومع بدء العام الدراسى بالمدارس والجامعات حاولنا التعرف أكثر على الدور الذى يقوم به الصندوق فى الحد من انتشار المخدرات وبخاصة داخل هذه الأماكن وغيرها، وآخر حملاته فى هذا الصدد من خلال هذا الحوار مع د. عمرو عثمان، مساعد وزير التضامن الاجتماعى ومدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان.
- بداية ما الدور الذى يؤديه الصندوق لمكافحة وعلاج الإدمان؟
يقوم الصندوق بثلاثة أدوار،الأول يهدف إلى نشر التوعية الكاملة حول خطورة المواد المخدرة بكافة أشكالها والآثار الضارة المترتبة على تعاطيها، ويتم ذلك من خلال الحملات التوعوية بمختلف المدارس والجامعات المتواجدة بكافة محافظات الجمهورية بالإضافة إلىالحملات الإعلامية، ويتمثل الدور الثانى فى الكشف المبكر على المدمن,وأخيرا الشروع فى العلاج الذى يتم داخل أحد المراكز المنتشرة فى ربوع الجمهورية والتي يزيد عددها عن 22 مركزا.
- ما الخطوات التي يجب على المتعاطى اتباعها لتلقي العلاج بتلك المراكز؟
أولا عليه أو أحد ذويه الاتصال بالخط الساخن "16023" ليتم تحديد أقرب مركز له لتوقيع الكشف عليه من قبل فريق من الأطباء المتخصصين في علاج الإدمان لعمل تقييم إكلينيكي له، بعدها يتم عمل جلسات تحفيزية للمريض من قبل الأطباء مع أخصائي نفسى للشروع فى مرحلة العلاج التي تبدأ بسحب المخدر وغالبا ما تستغرق حوالى 10 أيام،ثم مرحلة المتابعة والتى تستمر حتى التعافى الكامل للمريض.
- "أنت أقوى من المخدرات" إحدى حملات الصندوق لمواجهة الإدمان فما ردود الأفعال حول هذه الحملة؟
حققت الحملة نجاحا غير مسبوق، حيث زاد التفاعل مع الخط الساخن بنسبة 400% بعد إعلان اللاعب المصرى محمد صلاح "أنت أقوى من المخدرات", كما تم التفاعل معها من قبل التليفزيون الصيني باعتبارها حملة رائدة، ووصل عدد المتابعين إلى أكثر من 36 مليونا، ما دفعنا للعمل على إطلاق عدد من المبادرات التي تستهدف التوعية بمخاطر الإدمان مثل "بالفن نقدر نغير" التي استهدفت توعية 5000 أسرة بحى الأسمرات بأضرار التعاطي ورفع الوعي حول أضرار التدخين، وضرورة إقصاء الأطفال من الأماكن التي يتواجد بها المدخنون.
- وكيف يتم التنسيق مع مختلف وزارات الدولة لمكافحة الإدمان؟
شاركت 11وزارة فى حملة مكافحة المخدرات، حيث تم الكشف على عدد من الموظفين لاكتشاف العناصر المتعاطية للمواد المخدرة وفى مقدمتها وزارة التضامن الاجتماعى، ونسعى لتعميم هذا الكشف على موظفى كافة الوزارات والهيئات الحكومية بالإضافة إلى الكشف الدائم على سائقي الوزارات والمدارس بجانب سائقى التاكسى والسرفيس بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور.
- ما الفئة العمرية الأكثر عرضة للإدمان، وما نسبة الإناث من المتعاطين للمواد المخدرة؟
من أكثر الفئات عرضة للإدمان من سن 11 : 18 عاما،ما يجعلنا نؤكد على أهمية دور الأسرة الذى لا يكتمل بدونه دور الإعلام ومؤسسات الدولة المختلفة، فغياب الوالدين فى حياة الأبناء إلى جانب سوء الأجواء الأسرية قد تدفعهمإلى التعاطي.
أما عن نسبة الإناث فقد وصلت إلى 27 % من إجمالي المتعاطين، وهناك مشكلة تواجهنا فى معالجة المدمنات وهى عزوف الكثيرات منهن خوفا من علم الأهل بتعاطيهن للمخدرات، لذا أود أن أؤكد أن العلاج يتم فى سرية تامة دون إطلاع أحد الأبوين بذلك، كما أن لدينا أقسام لعلاج الإناث مؤهلة على أعلى المستويات مثل قسم الإناث في مستشفي القوات المسلحة بالمعادي.
- هل للصندوق دور فى تأهيل المتعافين وإعادة دمجهم بالمجتمع؟
بالطبع هذه هي المرحلة الأخيرة للعلاج حيث نعمل على تأهيلهم وتحويلهم من عنصر سلبي وضار بالمجتمع إلى أشخاص قادرين على العمل والإنتاج ،فهناك مبادرة بالتعاون مع بنك ناصر لتوفير القروض والمشروعات الصغيرة للمتعافيين الذين يقام لهم دورات تدريبية لتعلم هواية أو حرفة يدوية أو لغة أثناء فترة العلاج ما يؤهلهم للانخراط في سوق العمل، بالإضافة إلى حرص الصندوق على تغيير نظرة المجتمع للمتعافىمن الإدمان من خلال نشر ثقافة أن المدمن مريض يحتاج الى علاج ورعاية مجتمعية وضرورة احتوائه وتقبله مجتمعيا بعد التعافى.
- وماذا عن البروتوكولات التي يتم عقدها دوليا وعربيا في مجال مكافحة الإدمان؟
لدينا العديد من البروتوكولات مع عدد من الدول لعرض التجارب الناجحة والحملات الإعلامية للاستفادة منها عربيا وعالميا،فهناك تعاون مع المملكة العربية السعودية ودولة السودان الشقيقة ،بالإضافة إلى التواصل مع دولة كينيا لدعمها فنيا في مكافحة الإدمان والقضاء على المواد المخدرة، إلى جانب التعاون مع مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة من خلال المشاركة سنويا في المؤتمر الدولي الذي تنظمه الأمم المتحدة لمكافحة الإدمان ، وكان آخر المؤتمرات التىحضرها الصندوق بدولة الهند اطلعنا من خلاله على تجارب الدول السابقة في مجال مكافحة الإدمان، كما عرضنا تجربتنا لتستفيد منها الدول الأخرى.
- كيف يتم التعامل مع ظاهرة التدخين التى لاتقل خطورة عن الإدمان؟
يعد التدخين البوابة الرئيسية لتعاطى المخدرات ،لذلك دمجنا قضية التوعية من مخاطر التدخين فى المناهج التعليمية، بالإضافة إلى التعاون مع صناع الدراما للتعريف بمخاطره وهو ما ظهر في دراما رمضان 2017,حيث اقتصرت مشاهد تعاطى المخدرات على 4% منها، بينما بلغت مشاهد التدخين13% من وقت العمل الدرامى، وبعد التعاون مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام استطعنا تقليل هذه النسبة فىدرامارمضان 2018 حيث ظهرت مشاهد تعاطى المخدرات بنسبة 2% والتدخين بنسبة 6 % فقط من مساحة الأعمال الدرامية، كما نسعى إلى القضاء على مشاهد التعاطى والتدخين فى الأعمال الدرامية لعام 2019.
- وهل للفن دور في دعم مسيرة الصندوق لمكافحة الإدمان؟
نؤمنبدور الفن في مواجهة الإدمان بمراحله المختلفة، حيث نحرص دائما على إعداد أغاني جديدة كاشتراك الفنان محمد حماقي بأغنيته في إعلان الكابتن محمد صلاح لمواجهة الإدمان، إلى جانب عمل مسرحيات يتم عرضها في الجامعات تحمل نفس الأهداف التوعوية تحت إشراف معهد السينما.
- رغم أن للمركز 22 فرعا إلا أن هناك محافظات ما زالت تعانى الحرمان من العلاج، فما خطتكم للوصول إليها؟
نسعى إلى الوصول بالعلاج إلى مختلف محافظات مصر، حيث نسعى إلى إنشاء مركزين جديدين، وهذا يعد إنجازا .
ساحة النقاش