يا بنت بلدى تغير مفهوم الزواج فى هذا الزمن! زمان كان الزواج يعنى حياة أبدية واستقرارا وبيتا قائما على مبادئ ثابتة وتقاليد وأعراف وأولاد يتلقون أفضل تربية واحتمال للحلوة والمرة, فقد كان الزواج يعنى القدر والمصير والقسمة والنصيب ولا مفر من احتمال كل الصعاب لأنه مهرب من احترام الحياة الزوجية والبقاء مع الأولاد مهما كانت الظروف حتى لا يتشردوا!
أما الآن فقد تغير المفهوم! أصبح الزواج حسب التساهيل إذا نجح وتحققت منه كل الأغراض كان بها وإلا من الذى يدفع الزوج أو الزوجة للاستمرار؟ لا يهم استقرار الأسرة ولا الأولاد ولا أى شيء! المفهوم السارى لماذا تتحمل أى مكروه أو كرب مادمنا نستطيع أن نهرب من المسئولية ونريح بالنا ودماغنا؟ والكارثة الأكبر فيما يقوله البعض! إن التغيير ظريف فلماذا الملل والتواجد إلى الأبد فى وجه أم العيال والعيال أنفسهم؟ علاوة على تحمل أمور تسمم البدن وتدلل على أننا نعيش زمنا غريبا عنا ومن بين الحكايات التى تقلق وتحير القلب حكاية اليوم!
***
هاتفتنى السيدة روحية, من الجيزة وسألتنى متى أستطيع أن أرسل لك ابنتى التى أعيتنى الحيل معها وأصابنى اليأس من عدم سماعها لكل ما أقول؟ ربما تسمعك وتتعظ بعض الشيء؟! أعطيتها موعدا لابنتها فى الجمعية التى نحضرها أن وأمها السيدة روحية, وجاءت ياسمين الابنة ولم يقنعنى كلامها ولم أستطع أن أقنعها, واكتفيت بإسداد النصح لها وفى النهاية هى حرة فى حياتها!
***
قالت ياسمين36 سنة, وهى سيدة شابة مصرية التقاسيم خمرية اللون أنيقة ولطيفة وجذابة: ما حدث فى حياتى من صنع القدر وأرجو ألا تلومينى عليه فكل شيء كان غصبا عنى, ولأبدأ لك حكايتى منذ أن كنت فى بيت أبى الابنة الوحيدة المدللة, إذ لى شقيقان من الذكور لكنهما أصغر مني سنا, فقد كنت (بكرية) أمى التى كانت تعمل مديرة مدرسة, وكان أبى موظفا فى الحكومة, ودخلت الجامعة وتخرجت وكانت إرادة أمى أن أعمل بالتدريس, وفعلا لشدة حبى لها وافقت, وعندما تقدم لى العرسان بعد التخرج والعمل أصررت على أن أتزوج من زميل لى بالجامعة من أسرة بسيطة تنتمى لمدينتنا, وكانت تربطنا صداقة وحب وتفاهم لكنه لم يكن موسرا بل كان يعمل بالتدريس أيضاً, وأسرته أقل اجتماعياً من أسرتنا لكنه الحب والتفاهم بينى وبينه, ورغم المعارضة المبدئية من أهلى إلا أننى نجحت أنا وهو فى فرش شقة صغيرة بإيجار جديد وأثاث على قد الحال, وتزوجنا وكنا أسعد زوجين فى هذا العالم لمدة عام كامل, ولم تهمنى الظروف المادية ولم أقارن نفسى بأى صديقة أو زميلة بل كنت دائماً أحمد ربى على سعادتى معه وسعادته معى, ولم يكن قد حدث حمل خلال العام, وذهبت إلى طبيب النساء والولادة الشهير وطلب مني عمل التحاليل المكثفة لى والتحاليل المكثفة أيضاً لزوجى, وفعلا أجرينا التحاليل وفوجئت بالطبيب يطلع على تحاليل زوجى ويقول إنه سليم مائة فى المائة, وحيرنى أنه طلب منى إعادة التحاليل الخاصة بى مرة أخرى, وساورنى الشك وطلبت من الطبيب مصارحتى, فقال بعد ثالث تحليل سوف أقول لك كل شيء, وبعد التحليل الثالث كانت المفاجأة التى جعلتنى أصاب بغيبوبة وإغماء. الأسبوع القادم أكمل لك الحكاية !
ساحة النقاش