انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعى والفيديوهات المصورة، ظاهرة ندعو علماء النفس والاجتماع لدراستها وتحليلها على وجه السرعة، وهى إعادة استنساخ حقبتى الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، من صور وأغانى ومسلسلات وأفلام رغم أن أفلام الثمانينيات لا تعبر عن الجودة بهذا القدر باستثناء بعض أفلام ل «جو » يوسف شاهين، محمد خان، وعاطف الطيب.. ما علينا المهم أن القرن العشرين كله تم اختزاله فى هذين العقدين، حتى أنه انتشرت ضمن هذا الحنين الجارف للماضى فيديوهات مصورة للشوارع والإعلانات القديمة فى بكائية مريرة، والغريب أن من بين الباكين شباب غض لم يعش هذه الفترة ولكنه أصبح لأسباب لا نعرفها من الباكين عليها، الظاهرة جد خطيرة وفيها هروب بين من الواقع، وهو جزء من حالة إنسانية أطلق عليها العلماء مصطلح بات معروفا وهو: «نوستالجيا » وهى كلمة يونانية الأصل مكونة من مقطعين: «نوست » ومعناها العودة للبيت، أما النصف الأخر «لجيا » فمعناه الوجع، والمعنى الأقرب للمصطلح هو «أنين العودة إلى البيت »، وبذلك استخدمت الكلمة بمعنى «الحنين للماضي » أو لصور الزمن القديم، وانتشرت الكلمة انتشار النار فى الهشيم، لأنها عبرت عن صفة إنسانية تلازم الرجال والنساء على حد سواء بعد سن الأربعين عند الغالبية منهم، حيث يصيبنا الداء كجزء من تقدمنا فى العمر ولكن لماذا لحق بنا الشباب مبكرا، والداء هنا هو: الهروب إلى الماضى والتقوقع فى شرنقته، ويا سعدنا لو تم تغذية ذلك إعلاميا، وهو شعور ينتابنا عند المشيب واقتراب مرحلة التقاعد، وقبل أن تفهمنى خطأ وتتصور أننى أتكلم عن مرض نفسى مثله مثل الاكتئاب وبالتالى يطلع نصفنا مرضى، فإنه من الواجب أن أنبهك إلى أن المتخصصين النفسيين يعتبرون النوستالجيا حالة حديثة من حالات مرحلة الرومانسية الوردية! ولكن هل كان جيلى يشعر بقيمة هذه الأعمال القديمة وقتها؟!
نعم.. كانت أيااااام!
ساحة النقاش