اختتم مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى أعماله وسط احتفال عشاق المسرح باليوبيل الفضى لبدء فعالياته.. ربع قرن هو عمر المهرجان الذى كان ولا يزال منارة للمسرحيين المصريين والعرب والأجانب على مدار الأعوام، فى كل عام تتجدد الأمال وتتوالى العروض فى سبيل التواصل بين الثقافات المختلفة لتكون «خشبة المسرح » هى المنصة التى توحد لغات العالم، ومع كثير من عروضه أدركنا كيف يكون المسرح وسيلة للتخلى عن الكلمة لتحل محلها حركة الجسد والتمثيل الحركى الصامت..

«حواء » عاشت أيام وليالى المهرجان بين كواليسه وعروضه وصناعه..

فى البداية يقول الفنان ناصرعبد المنعم، مخرج العرض المسرحى "الطوق والأسورة": حصلت المسرحية على جائزة أفضل إخراج فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى فى الدورة الثامنة عام 1996، وهو أول عرض مصرى يحصل على جائزة بالمهرجان، وتدور أحداثه فى صعيد مصر حيث يصورالعرض معاناة الأسرة الفقيرة التى تعانى الحرمان والفقر وتصبح ضحية للخرافات الشعبية، لافتا إلى أن العرض يقدم دون حذف أو إضافة مع تعديلات طفيفة لمواكبة الأحداث الحالية.

الصين قادمة

أما العرض الصينى "أمير لانلينج" فقد اتاح الفرصة لتفعيل تعاون فنى مسرحى بين مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى  كمؤسسة والسفارة الصينية، وينشأ عن ذلك التعاون تبادل ثقافى فنى صينى مصرى يتم من خلاله إرسال بعثات فنية للتعرف على المسرح الصينى وتبادل الخبرات، وأن يقوم الجانب الصينى بإرسال مدربين لديهم الخبرة فى عناصر العرض لعمل ورش تدريبية ضمن مشروع المركز الدولى للتدريب الذى سوف يتم تدشينه بمعرفة إدارة المهرجان.

ويعد "أمير لانلينج" من العروض الكلاسيكية العريقة خلال العام الحالى، وتقدمه الفرقة المركزية الأولى بالصين، وقد تمت كتابته عام ١٦٠٠، وهو عرض تاريخى مأخوذ عن قصة تاريخية قديمة تم تناولها خلال أكثر من عمل درامى وتليفزيونى هناك.

سنو وايت

شارك من مصر العرض المسرحى "سنو وايت" وهو العرض الفائز بجائزة أفضل عرض مسرحى بالمهرجان القومى للمسرح، كما أنه يعد العرض الأول من إنتاج فرقة المسرح القومى للأطفال، بالإضافة إلى حصوله على جوائز أفضل تصميم أزياء للمصممة نعيمة عجمى، وأفضل ممثلة دور أول نساء للفنانة مروة عبد المنعم، وأفضل مخرج لمحسن رزق.

خالتى صفية

تقول الناقدة المسرحية أنس الوجود رضوان: شهد المهرجان هذا العام تطورا كبيرا، وهو الأفضل فى كل تفاصيله، فالعروض المقدمة من الدول المختلفة جعلتنا نرى العالم بعيون الآخرين، وقد جاء حفل الافتتاح بصورة رائعة خاصة مفاجأة حضور الفنان الكبير عزت العلايلى لمراسم تكريمه.

وعن مستوى العروض المشاركة تقول أنس الوجود: العرض السويسري "أنت وأنا" تجربة جديدة قدمتها الفرقة السويسرية "مومانشانز"، فالموسيقي رائعة واللغة البصرية عالمية بها ابتكار وتنوع جعل الحاضرين يتفاعلون معها، خاصة أن سويسرا هى ضيف الشرف، بالإضافة إلى الورش والندوات المقامة على هامش فعاليات المهرجان والتى كانت إضافة مهمة لتبادل الخبرات حيث اتسمت بالتنوع وتواجد خبراء أجانب من تخصصات مختلفة فى مجال المسرح كالرقص والحركة وكتابة السيناريو وغيرها.

وتابعت: أما "خالتي صفية والدير" فهو حدوتة مصرية متكاملة، نجح القائمون عليها فى تقديمها فى شكل ممتاز خاصة أنها مأخوذة عن نص أدبى تم عرضه فى مسلسل تليفزيوني، لذا أرى أن دورة هذا العام من عمر المهرجان كانت "مشرفة وناجحة" فى كل تفاصيلها.

ذاكرة المسرح

يقول المخرج المسرحى القدير عصام السيد، المنسق العام للمهرجان: لا يعرف الكثير من الجمهور أن مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى والمعاصر فى دورته الـ 25 قد بدأت بالفعل قبل انطلاقه وافتتاحه يوم 10 سبتمبر الجارى بفاعلية اختارت لها إدارة المهرجان عنوان "ذاكرة المهرجان"، وهى عبارة عن مجموعة من المسرحيات التى قدمت عبر تاريخه تم عرضها بسينما الهناجر، وهو ما لاقى استحسان الجمهور والنقاد.

كل لغات العالم

أما الكاتبة والناقدة المسرحية صفاء البيلى فقد أبدت إعجابها بالعرض المقدم خلال حفل الافتتاح للمبدع الكبير الفنان خالد جلال من بطولة طلابه فى مركز الإبداع، قائلة: كان عرضا رائعا استطاع من خلاله عمل توليفة جميلة وبديعة من تراثنا المسرحى مجدول بشكل راق ليس به أى خطأ .