حفر شهداء مصر أسماءهم من نور فى سجل البطولات وذلك بما قدموه من تضحيات شهد عليها العالم كله - ومازال يشهد حتى الآن -, لذلك وكما رفع هؤلاء الشهداء اسم مصر عاليا فأسماؤهم أيضاً ينبغى أن ترفع على واجهة كل حى وقرية ومدينة، ومبادرة مجلة حواء التى نظمتها تحت رعاية وزارة الدفاع، وبالتعاون مع المجلس القومى للمرأة، وبدعم النائبة البرلمانية منى منير، تحت عنوان "شجرة الشهيد" لغرس أشجار باسم شهدائنا من القوات المسلحة والشرطة فى العاصمة الإدارية الجديدة، هى مبادرة رائعة وفكرة اختيار المكان الذى سيتم تنفيذ المبادرة فيه - وهو العاصمة الإدارية الجديدة - كان لأنها مشروع قومى عملاق، وحلم مصر الجديدة ومصر المستقبل، وهذا المكان بالذات يؤكد هذا المعنى، وإذا كان هناك مبادرات أخرى تمت لتخليد أسماء شهدائك يا مصر فهذا ليس معناه أن ننسى أهالى هؤلاء الأبطال، فهناك بعض المحافظين الذين قرروا أن تتحمل محافظاتهم جميع المصروفات الدراسية لأبناء الشهداء بداية من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الثانوية، وهناك آخرون أطلقوا اسم شهداء المحافظة على شوارع أو مدارس، وقاموا بتوفير فرص عمل بالمناطق الصناعية والقطاع الخاص لأسر الشهداء، ومحافظات أخرى خلدت ذكرى الشهداء عن طريق كتابة أسمائهم وصورهم على الطائرات الورقية وإطلاقها فى سماء المحافظة، كلها مبادرات عظيمة ولكنها لا تكفى لإعطاء هؤلاء الشهداء الذين دفعوا حياتهم للدفاع عن مصر وشعبها حقهم، إن ما تنعم به مصر الآن من أمن وأمان فى حربها ضد الإرهاب دفع ثمنه أكثر من 3782 شهيدا من القوات المسلحة، وأكثر من 1780 شهيد شرطة، هذا غير شهدائنا من القضاة وعلى رأسهم المستشار هشام بركات النائب العام، علاوة على المدنيين الذين سالت دماؤهم فى مذبحة دير العبد، أو الجريمة الإرهابية البشعة التى استهدفت أتوبيسا للأقباط فى الطريق الصحراوى الغربى بمحافظة المنيا وكان معظمه من الأطفال، يجب علينا ألا ننسى كل هؤلاء الشهداء، وأن نتذكرهم كل يوم نحن وأبناؤنا وأحفادنا وأحفاد أحفادنا، ولن يتحقق هذا إلا بمثل هذه المبادرات العظيمة فى كل محافظة من المحافظات التى شهدت أحداث عنف وسقط فيها شهداء سواء من الجيش أو شرطة أو أى مواطن مصرى شريف سقط على أرض هذا الوطن غدراً.. تحية لمبادرة مجلة حواء الغراء، وتحية لكل مسئول يقوم بتخليد أسماء شهداء هذا الوطن.. وتحيا مصر.