بعد 12 ليلة وعشرات الحفلات لنجوم ونجمات الطرب الأصيل، أسدل مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية ال 27 الستار بعد لياليه المضيئة التى قضاها عشاق الطرب الأصيل فى إنصات واستمتاع بالنغم والشجن والوجد، ليال ممتعة لم تروِ عطش عشاق الموسيقى إلا قليلا، ولكن منحتهم جرعة تجعلهم أكثر شوقا لعودة ليالى الطرب من جديد، فقد احتضنت دار الأوبرا المصرية على مسارحها فى القاهرة والمحافظات مطربى مصر والعالم العربى لتؤكد بذلك ريادة مصر فى الثقافة والفنون والطرب الأصيل.

المهرجان الذي تأسس في عام1992هو الأقدم والأكبر الذي يتخصص في الحفاظ على الموسيقى العربية وتجديدها، ويجذب سنويا عشرات المغنين والعازفين من مختلف الدول العربية إضافة إلى المواهب الجديدة.

صوت الفرحة

على كلمات أغنية الراحلة شادية "صوت الفرحة"، التي حملت هذه الدورة اسمها وأهدتها فعاليتها،جاءتهذه الدورة الـ 27 لمهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، وتغنت بأغانيها نجمات الموسيقى العربية بدار الأوبرا: إيمان عبدالغنى وحنان عصام ونهى حافظ، كما شدى بالعديد من أغانيها بمشاركة عازف القانون ماجد سرور، وشهد المهرجان عرض فيلم تسجيلى بعنوان "وداعا شادية" تضمن مقتطفات من أعمالها وبعض من كلماتها التي سجلتها في مناسبات مختلفة، وهو ما جعل جميع الحاضرين يبكون شوقا على فراق "معبودة الجماهير".

رد الجميل

وكعادة المهرجان كل عاموعرفانا بالجميل كرمت الدكتورة "إيناس عبدالدايم" وزيرة الثقافة خلال مهرجان الموسيقى العربية 18 شخصية ساهمت فى إثراء الساحة الفنية فى مصر ومن المكرمين التقينا بالكاتب الصحفى والفنان محمد البغدادي الذي أشار لـ "حواء" عن تكريمه كأحد رواد فن الخط العربي وكفنان تشكيلي يهتم بالموروث الشعبي والمفردات العربية على مدى عقود ماضية وأنه يحمل على كاهله مسئولية الحفاظ على خصوصية فن الخط العربي بعد أن تسلم رايتها من الرواد العظام، في زمن خطوط الكومبيوتر المعلبة، المهندس "بدر الزقازيقي" رئيس الإدارة المركزية للتجهيزات الفنية بالأوبرا ، المطربة التونسية "لطيفة"، بعدها أهدى رئيس الأوبرا وزير الثقافة الدرع التذكاري للمهرجان تقديرا لها وعرفاناً بدعمها الدائم .

أنوار المسرح:

قدمت ليالي الموسيقى العربية 43 حفلا فنيا على 7 مسارح هي "المسرح الكبير والصغير بدار الأوبرا بالقاهرة، معهد الموسيقى العربية،مسرح الجمهورية ودمنهور والإسكندرية وطنطا، بمشاركة 73 فنانا وفنانة من 8 دول عربية هى "مصر، السعودية، الكويت، تونس، العراق، لبنان، البحرين، الأردن".

وائل جسار

في الليلة التاسعة لليالي المهرجان افتتح المطرب اللبنانى بأغنية وطنية وهى "بحبك يا مصر" ليلتقي بعشاقه في دار الأوبرا المصرية لأول مرة ، واستكمل جسار الغناء  بأغنيته الشهيرة والمحببة لدى الجمهور المصرى "غريبة الناس" وسط تفاعل كبير من الحضور، ثم غنى "مشيت خلاص" وبعدها غنى "بتوحشينى".

على هامش بروفات حفلات المهرجان أعرب الفنان التونسي "صابر الرباعي" لـ "حواء"، عن سعادته بالمشاركة في مهرجان الموسيقى العربية، للسنة الثانية على التوالي هذا العام، مؤكدا أن ذلك يحمله مسئولية كبيرة تجاه جمهورهخاصة وأنه عاشق لمصر وجمهورها الذواق.

وعن مشاركة الفنانة الكبيرة "ماجدة الرومي"، بالمهرجان هذا العام، أكد "الرباعي" أن ذلك خطوة إيجابية تحسب للقائمين على المهرجان هذا العام، موضحا أن المهرجانات غالبا ما تسعى لاستضافة أسماء فنية كبيرة للمشاركة بها، معربا عن سعادته بتواجدها بهذه الدورة التي يشارك بها.

أصابع ذهبية

كعادته دائما تألق الموسيقار "عمر خيرت" في الليلة الخامسة من مهرجان الموسيقى العربية، حيث قدم خيرت عددا من المقطوعات الموسيقية الساحرة التى تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، حيث قدم باقة من أعماله منها: "العرافة، العطور الساحرة، هى دى الحياة، خلى بالك من عقلك ، زى الهوى، الداعية، فيها حاجة حلوة واختتم مجموعته بتتر مسلسل"ضمير أبلة حكمت"، والذي أعرب لنا عن حرصه الشديد للتواجد بين هذا الحشد من الجمهور المخلص لتراثه وموسيقاه العربية الأصيلة التي ينحني لها العالم احتراما وتقديرا.

أغنية شادية

يقول الشاعر هاني عبد الكريم، مؤلف أغنية شادية:"تحمست جدًا للفكرة بعد أن اقترحتها مدير المهرجان الدكتورة جيهان مرسي، مؤكدًا أنه رحب بالفكرة على الفور وقام بكتابتهافي غضون ساعات، ليتصدى لغنائها 3 مطربات من الأوبرا من الأصوات الجميلة، هن إيمان عبدالغنى، وحنان عصام، ونهى حافظ".

يضيف عبد الكريم: أن الأغنية تحمل اسم "شادية.. معبودة الجماهير"، وهي عبارة عن ضفيرة مجدولة وتوليفة من أغنيات شادية، تكريمًا لها، وتضم أغنيات، منها "أقوى من الزمن، وأمي، وشباكنا ستايره حرير، وخلاص مسافر، ويا حبيبتى يا مصر، وحياة عينيك، وغاب القمر يا ابن عمى".

وعن المهرجان تقول الدكتورة "جيهان مرسي" مديرة المهرجان:"مهرجان الموسيقى العربية الحدث الأهم الذي ينتظره عشاق الموسيقى العربية ليس في مصر وإنما في العالم العربي لأنه المهرجان الذي يضع أمام عينه هوية موسيقانا العربية فلا يخفى على أحد أن الموسيقى العربية لم تعد تمثل اهتماما للعالم العربي فقط وإنما وصل صداها للعالمية وصارت تعزف وتغنى وتدرس في جميع أنحاء العالم".

ولـ "حواء" يقول الموسيقار الكبير حلمي بكر:إن هناك محاولات كثيرة لسحب الريادة الثقافية من مصر ولكنها كلها محاولات فاشلة، فعلى الرغم من هناك بعض المطربين المصريين يتهربون من مهرجان الموسيقى العربية، فهناك أيضا نجوم كبار أمثال على الحجار وهانى شاكر يدعمون دائما المهرجان ولياليه ويلبون نداء عشاقه.