لعب الإعلام دورا كبيرا فى التوعية بأهمية تنظيم الأسرة من خلال تبنيه للعديد من الحملات التوعية والتى ارتبطت بالمواطن البسيط الذى حفظ كلماتها ورددها كثيرا منها "الراجل مش بس بكلمته الراجل برعايته لبيته وأسرته"، لكن لماذا لا تتواجد مثل هذه الحملات فى الوقت الحالى رغم ارتفاع معدلات المواليد؟ وهل يستطيع الإعلام تغيير الثقافة الريفية والموروثات الشعبية التى لا تقتنع بأهمية تنظيم الأسرة؟

فى البداية تقول د. نجوى كامل،أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: لم تعد حملات التوعية موجودة بكثرة بسبب الأحداث السياسية التى أعقبت ثورة يناير وطغت بشدة على المناخ العام، كما إن الإعلام التنموي الذى يسعى لحل المشكلات هو إعلام الدولة صاحب التواجد الضعيف مقارنة بالإعلام الخاص الذى يسعى للربح والإثارة ولا يهتم بتوعية المواطنين، لكن بعد حديث الرئيس عبدالفتاح السيسي عن الكثافة السكانية قد تتجه الجهات الإعلامية إلى تنظيم حملات توعية عبر التليفزيون المصرى فى الفترة المقبلة، ولإنجاح هذه الحملات يجب أن يشارك بها أطباء ورجال دين لديهم قدرة على الإقناع،ومخاطبة المواطن وفقا لقناعاته الشخصية,فهناك عدد كبير من السيدات لديهن قناعة أن وسائل منع الحمل تسبب مشكلات صحية، وبجانب حملات التوعية المباشرة لابد من توجيه رسائل غير مباشرة للمواطن عبر الأعمال الدرامية فالتوعية تتطلب عدة طرق بأشكال مختلفة لأن بعض المواطنين قد لا تصلهم الرسالة المباشرة من الحملات.

التيارات الدينية

يقول د. سامى عبدالعزيز،أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: فى الفترة من 2004: 2009 كانت هناك استجابة لحملات تنظيم الأسرة والتى كان من بينها "قبل ما نجيب مولود لازم نتأكد إن حقه علينا موجود، والراجل مش بس بكلمته الراجل برعايته لبيته وأسرته" حيث انخفضت معدلات المواليد، لكن بعد عام 2011 شهد التعداد السكانى تزايدا كبيرا بسبب التيارات الدينية المتشددة التى ترفض فكرة تنظيم الأسرة وتروج لتعارضها مع الدين الإسلامى،لذا يجب فى الفترة المقبلة يجب أن تتكاتف جميع جهات الدولة لمحاربة الكثافة السكانية لأنها تعد قضية أمن قومى، ونظرا لتكلفة حملات التوعية أدعو البرلمان لمطالبة الحكومة بتخصيص ميزانية لمكافحة هذه المشكلة من خلال تنظيم حملات توعية عبر التليفزيون وقصور الثقافة والمساجد والكنائس، إلى جانب ضرورة تعاون وزارة الصحة مع وزارة الأوقاف والمجلس القومي للسكانوالجهات الإعلامية، فعلى الرغم من تنظيم وزارة التضامن الاجتماعى لحملة "2 كفاية"إلا أنها لا تملك الموارد الكافيةالتى تضمن وصولها لجميع المواطنين.

من جانبه يحمل د. مرعى مدكور، عميد كلية الإعلام بجامعة أكتوبرالجمعيات الأهلية مسئولية كبيرة فى تنظيم الحملات الميدانية لتوعية المواطنين بخطورة الزيادة السكانية من خلال الذهاب للقرى والنجوع ذات الكثافة العاليةوالموارد القليلة، داعيا القائمين عليها بتوحيد جهودهم مع الدولة، لافتا إلى أن الحكومة وجهت كافة طاقاتها لمحاربة الإرهاب فى الفترة الماضية ما أثر على دورها فى معالجة مشكلة السكان.

الاتصال الشخصى

عن الأساليب التى ينبغى على وسائل الإعلام اتباعها خلال حملاتها التوعوية تقول د. إيناس محمد،أستاذة الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة: يجب على القائمين على صناعة الإعلام أن يبحثوا عن مدخل لإقناع الأسر الريفية من خلال حملات التوعية لأن الفلاح مازال يتعامل مع الطفل على إنه مصدر دخل وأداة للعمل فى المزرعة، لكن بجانب الحملات الإعلامية لابد من الاهتمام بالاتصال الشخصي الذى كان سببا فى نجاح حملات التطيعم ضد شلل الأطفال, فالأطباء والممرضات كانوا يذهبون للأطفال في منازلهم حتى عرف الجميع أهمية التطعيم.

وترجع د. حنان يوسف، مقرر لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للثقافة غياب الحملات الإعلامية فى هذا الصدد إلى أن القائمين على صناعة الإعلام ليس لديهم رؤية بأهمية العمل على توعية الناس بأهمية تنظيم الأسرة، لافتة إلى أن الإعلام بحاجة لتوجيه من القيادة السياسية لوضع رؤية تتناسب مع احتياجات الدولة نظرا لأن الكثافة السكانية تشكل خطرا على الاقتصاد المصرى.

وينصح د. جمال حماد،أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية بضرورة ابتكار أفكار جديدة للوصول لعقل المواطنين مع الاستعانةبأساتذة علم اجتماع وخبراء تخطيط لتوضيح الخطر الناتج على الدولة في المستقبل من خلال أفكار مباشرة وغير مباشرة، لافتا إلى أن الزيادة السكانية قضية أمن قومى.

المصدر: كتبت : نرمين طارق
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 558 مشاهدة
نشرت فى 6 ديسمبر 2018 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,703,544

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز