كتبت : سماح موسى
قرارات عدة اتخذتها وزارة التربية والتعليم كإجراءات وقائية حماية لابنائنا من فيروس كورونا وحفاظا على صحتهم، والتى كان من بينها استبدال الامتحانات فى بعض السنوات التعليمية والاكتفاء بتقديم أبحاث تقتصر على ما درسه الطالب بينما يؤدى البعض امتحاناته إلكترونيا، فكيف تستطيعين مساعدة ابنائك فى تجاوز هذه المرحلة بنجاح مع صيام شهر رمضان؟
فى البداية تقول هنية راشد، أم لطالب بالصف الأول الإعدادي:لا شك أن نظام الأبحاث خفف العبأ النفسي على الطلاب خاصة مع إلحاح الأمهات عليهم بالمذاكرة، فضلا عن أن الامتحانات كانت ستوافق الصيام وهو أمر شاق على الأبناء.
ويرى محمد راضى، ولى أمر لثلاثة طلاب بمراحل نقل مختلفة أن القرار نجح فى القضاء على الدروس الخصوصية من خلال إغلاق مراكزها بمختلف المحافظات.
ينتقد عبدالرحيم سعد،ولى أمر لطالب بالصف الثاني الإعدادي القرار الوزارى واصفا إياه بالعقيم الذى لا فائدة منه،ويقول: فكرة تكليف الطالببعمل بحث تحتاج إلىتدريب بواسطة معلم المادة، فبدلا من إلغاء الامتحانات كان لابد من امتحانهم في أساسيات المواد كي تساعدهم على الانتقال لعام دراسي جديد، كما أنه فرصة لاستغلال المدرسين للطلبة من خلال بيع الأبحاث.
يصفد. مراد حكيم بباوي،أستاذ المناهج وطرق التدريس ورئيس قسم التكنولوجي بالمركز القومي للبحوث التربوية،النظام البحثى بالقرار الصائب لما يعيشه العالم من مرحلة صعبة، ويوضح مفردات النظام قائلا: يعنى قرار الوزارة جميع الطلاب بسنوات النقل "من الصف الثالث الابتدائي حتى الثاني الإعدادي"حيثيكلف الطالب بإجراء بحث فيما درسه حتى يوم 15مارس 2020، وبعد تقديم الأبحاث يعد المعلم تقرير أداء للتلاميذ، وفي حالة نجاح الطالب تحتسب نتيجة الفصل الدراسي الثاني كاملة بنسبة 100 %، كما حرصت الوزارة على أنيكون هناك تواصل بين الطالب والمعلم من خلال إنشاء منصة "أدمودو"ما يتيح للطالب الاستفسار حول البحث المكلف به،أما بالنسبة للصفين الأول والثاني الثانوي فقد اعتمد الوزير جدول امتحانات نهاية الفصل الدراسي الثاني على أن تشمل الامتحانات ما درسه الطالب حتى تاريخ تعليق الدراسة، حيث تبدأ امتحانات الصف الأول في الفترة من 29 أبريل : 20مايو،وتكون امتحانات الصف الثاني الثانوي في الفترة من 30 أبريل:17مايو،وسيتم إتاحة الامتحانات للطلاب بمنازلهم عبر التابلت في الفترة الزمنية وفقا للجدول على أن يكون التصحيح إليكترونيا ثم ترسل نتيجة الامتحان للطلاب.
أبحاث "تيك آواى"
لكن ما مدى إمكانية استغلال النظام لبيع الأبحاث وشرائها من المكتبات دون بذل أى جهد من الطالب؟
يقول د. مراد: يتعامل بعض أولياء الأمور بلامبالاة مع النظام الجديد ويشترون الأبحاث جاهزة من المكتبات دون أن يدركوا أن تدريب أبنائهم على عمل بحث يعلمهم المسئولية في إنجاز المهام الموكلة إليهم، فالبحث العلمي له خصائصه ومواصفاته حيث تحددكل مديرية تعليمية بعض موضوعات البحث على ألا تكون تلك الموضوعات مقررة في المديريات الأخرى.
ويتابع: إن تحويل الامتحانات إلى عمل مشروع بحثي من شأنه تخفيف الضغط النفسي على الأولاد وكذا العبءالمادي على الأسرة المتمثل فى الدروس الخصوصية، فضلا عن تحويل اتجاهات الطالب من نظام حفظ للمواد إلىالتفكير واستخدام الانترنت فى البحث بدلا من التسلية واللعب، أما بالنسبة لامتحانات الصفي الأول والثاني الثانوي فهو نظام يناسب تطورات العصر.
مشروعات تطبيقية
يرى د. محمد صالح، مستشاروزارة التربية والتعليم السابق فكرة تكليف الطالب بأبحاث دون مناقشتها معه لا تخرج عن كونها أبحاث مكتبية دون مناقشة فعلية ما يفقدهاقيمتها، ويقول: لابد من تحويل حصص مادة التفكير والبحث العلميإلى مواد متصلة تكاملية وليست منفصلة على أن يتم منذ مرحلة رياض الأطفال إلى التعليم الجامعي، وأقترح تكليف الطلاب بمشروعات تطبيقية بدلا من الأبحاث عن طريق استغلال معرفتهم بأساليب التعامل مع التكنولوجيا الإليكترونية بمعنى تقديم مشروع تطبيقي حسب هواياته وإبداعاته،فكل الاختراعات جاءت عن طريق اللامألوف.
أما د. صبورة السيد،الخبيرةالتربوية، فترى أن قرار استبدال الاختبارات بأبحاث علمية رائعة، مؤكدة أن أساس التعليم هو البحث حيث يوفر للطالب فرصة مهمة للقراءة في كل المجالات وتعويده على ذلك منذ الصغر،الأمر الذى قد يغرس بداخله حب القراءة.
تنتقد زينات الشال، الخبيرة التربوية قرار الاكتفاء بالأبحاث العلمية عن إجراء الامتحانات قائلة: كيف نوقفمعلومات أساسية بالمنهج تبنى عليها الأعوام المقبلة، إذاكان لابد من عمل بحث يجب أن يكون بجانب تدريس المواد عبر مواقع الانترنت وإجراء امتحانات إليكترونية منعا لاختلاط الطلاب، فضلا عن مساعدة ولى الأمر وكذا المدرس للطالب فى إعداد بحثه.
وتتابع: أما عن مذاكرة طلاب المرحلة الثانوية خلال رمضان فعلى الأسرة تهيأة الجو المناسب للطالب، وتخصيص وقت للمذاكرة قبل الإفطار بساعتين حتى موعد الإفطار فهذا الوقت لايوجد شيء مفيد أو ترفيهي في التليفزيون، على أن يتاح للطالب مشاهدة التليفزيون أو ممارسة هوايته بعد الإفطار، بعدها يبدأ المذاكرة لمدة ساعتين ثم النوم لوقت السحور، وأنصح الطلاب بالمذاكرة بعد صلاة الفجر حيث يعد الوقت الأمثل لها نظرا لصفاء الذهن والهدوء الذى تتسم به تلك الفترة.
وأخيرا يقول د. حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية بجامعة عين شمس: لا شك أن تحويل الامتحانات إلى أبحاث فكرة جيدة تحقق نشاطا مختلفا للطالب وتمنحه قدرة على جمع المعلومات وتنظيمها وإكسابه قدرات عقلية تبعده عن الحفظ والتلقين، بالإضافة إلى الخروج من النمطية إلى نظام تعليمي جديد يعلمه المشاركة المجتمعية وقبول الاختلافات ومهارة التفاوض وعرض الأفكار إلا أنها تحتاج إلى تدريب للطلبة ومساعدة من الأسرة وبخاصة فيما يتعلق بتنظيم ساعات المذاكرة وإعداد الأبحاث خلال أوقات الصيام بشهر رمضان.
ساحة النقاش