بقلم : طاهــر البهــي
جيل الشباب قبل هذا العهد عاش مظلوما، غير معترف بمواهبه وإمكاناته، بل وغير مرحب بها أصلا، ولم تكن السينما والفن بصفة عامة بعيدة عن هذا الجحود، حتى رأينا من يشبه أفلام الشباب بظاهرة انتشرت في مصر في ثمانينيات القرن الماضي وهي "أفلام المقاولات"، بعد أن عز على كبارنا أن يتقبلوا النجاح الساحق الذي حققه شباب الفنانين منذ منتصف التسعينيات؛ حيث حقق بضعة نجوم شابة إيرادات غير مسبوقة في تاريخ السينما المصرية بدءا من فيلم "إسماعيلية رايح جاي" من بطولة هنيدي وحنان ترك ومحمد فؤاد وغيرهم، ليس هذا فقط بل نجحت هذه الأفلام في التسويق الخارجي وأعادت لمصر ريادتها، وحدثت طفرة في سوق الفيديو كاسيت الذى كان ظاهرة ذلك الزمان، حدث هذا في وقت تراجع فيه الإنتاج وتورط فيه معظم الفنانين الكبار فى الثمانينيات في أفلام المقاولات التي يتهمون الشباب بها، وكان ذلك فاتحة خير على السينما والأغنية بل والفيديو"التليفزيون"؛ حيث حققت الأسماء الشابة أضعاف نجوميتهم في الدراما التليفزيونية رغم المنافسة الشرسة مع أجيال الرواد.
حركة سينما الشباب منتعشة الآن بفضل مجموعة من الفنانين والكتاب الشباب المتميزين مع تواجد مرحب به من جانب كبار الفنانين من جيل الوسط أمثال هنيدى الذي فتح الطريق، والسقا المحافظ على لياقته، والفيديت منى زكي التي يكرمها مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مطلع ديسمبر المقبل، التي ابتعدت قليلا عن المنافسة بسبب ظروف أمومتها، وكريم عبد العزيز، وصولا إلى فلوكس الابن وأمير كرارة وأحمد فهمي، وجيل الكبار المبدعين أمثال محمود حميدة، لطفي لبيب، كما أن سينما الشباب الآن ليست فقيرة الإنتاج مثلما كانت عليه في زمن أفلام المقاولات ولم تخاصم الكبار كما يدعى البعض.
ساحة النقاش