إشراف : إيمان عبد الرحمن - أمانى ربيع - هدى إسماعيل - نرمين طارق

تصوير : جلال المسرى

لم تدخر الدولة أي مجهود لانعاش السياحة الداخلية حيث أطلقت العديد من المبادرات لتنشيطها، كما نجحت الدولة في القيام بدورها خلال أزمة وباء كورونا بأفضل صورة ممكنة مع اتخاذ كافة التدابير الاحترازية، وهو ما نجح في العبور بصناعة السياحة المصرية إلى بر الأمان حتى الآن حيث أصبحت مصر في المركز الأول عالميا كأفضل وجهة سياحية عالمية..

في السطور المقبلة نعيش مع هذه المبادرات حتى يمكننا دعمها من خلال دورنا فى دعم سياحتنا الداخلية ككل.

 

البداية مع مبادرة "شتي في مصر" التي أطلقتها وزارتا السياحة والآثار والطيران المدني وبدأ تفعيلها في 15 يناير الماضي وتستمر حتى 28 فبراير الجاري قبلة الحياة للقطاع السياحي بالبلاد بهدف تنشيط السياحة الداخلية وتشجيع المصريين والأجانب على زيارة الأماكن السياحية والأثرية والتعرف على الحضارة المصرية العريقة، مع التشديد على ضرورة الالتزام بكافة الإجراءات الاحترازية وضوابط السلامة الصحية  للحد من انتشار فيروس كورونا.

منحت هذه المبادرة تخفيضات على أسعار تذاكر الطيران الداخلي للمصريين والأجانب إلى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ وطابا والغردقة ومرسى علم بسعر موحد يتراوح ما بين 1500 إلى 2000 جنيه شاملة الضرائب، بالإضافة إلى تخفيض أسعار الفنادق المشاركة في المبادرة، كما منح المجلس الأعلى للآثار تخفيض ٥٠٪ على أسعار تذاكر المصريين الكاملة بالمناطق والمتاحف الأثرية المفتوحة للزيارة بمحافظات قنا والأقصر وأسوان، وكان الهدف من المبادرة تنشيط حركة السياحة الداخلية وهو ما حدث بالفعل حيث ارتفعت نسبة إشغالات الفنادق الثابتة والعائمة المشاركة بالمبادرة إلى 50% من طاقتها الاستيعابية، ومثلت المبادرة دعاية إيجابية للسياحة المصرية.

 

مصر جميلة

هي مبادرة أطلقتها غرفة شركات السياحة لإظهار أوجه الجمال المختلفة بكافة أنحاء مصر ومقاصدها السياحية بهدف المساهمة في تنشيط السياحة حيث تضمنت مبادرة "مصر جميلة" تنظيم مسابقة لأفضل 10 صور عن المناطق السياحية والأثرية والتنموية المختلفة بمصر، تتم بالتعاون بين الغرفة والقائمين على هاشتاج "اتصور كأنك في أوروبا" الذى تصدر وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة الماضية، ليتم استقبال الصور المشاركة، لاختيار أفضل 10 من بينها تُعبر عن جمال المعالم المصرية، ثم تقديم جوائز لأفضل صور فائزة بالمسابقة.

 

صيف في الصعيد

أطلقت وزارة السياحة والآثار مبادرة "صيف فى الصعيد" فى محاولة لتنشيط حركة السياحة بالصعيد، الذي لاقى انخفاض عدد الزيارات خاصة شهرى يوليو وأغسطس بسبب ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة بمحافظات الصعيد وخاصة الأقصر وأسوان، واستهدفت المبادرة تقديم بعض الدعم لمن يريد قضاء إجازة اقتصادية منخفضة فى تلك المناطق، والاستمتاع بما تملكه من معالم سياحية، وذلك عن طريق تخفيض أسعار زيارة مناطق الآثار في الصعيد، وتخفيض أسعار تذاكر الطيران الداخلي وغيرها من العروض التي تسمح بتنشيط الحركة.

 

جهود حكومية

بجانب مبادرات تنشيط السياحة قامت الحكومة بعدة قرارات أخرى لإنعاش هذا القطاع، فقد تم التنسيق مع وزارة المالية لإصدار ضمانة للبنك المركزي بـ 3 مليارات جنيه لصالح البنوك الوطنية لإقراض المنشآت السياحية والفندقية لأول مرة بدون أية ضمانات.

وتم التنسيق مع وزارة البيئة وتم تخفيض نسبة 50% للرحلات من مدينة الغردقة، وإعفاء اللانشات التي يقل طولها عن 25 متر من دفع رسم دخول المحميات.

كما تم  تخفيض الرسوم المقررة على الأفراد لجميع الرحلات اليومية للمحميات بمحافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر – دون السفاري- بنسبة 50%، وتخفيض الرسوم المقررة على لنشات الرحلات اليومية بنسبة 50% وذلك حتى نهاية مارس 2021.

بجانب التنسيق كذلك مع وزارة البترول والثروة المعدنية لمنح تخفيضات إضافية على سعر وقود الطيران للرحلات السياحية، لدعم القطاع السياحي وتحفيز برنامج الطيران، وجذب الشركات العالمية لزيادة عدد رحلاتها إلى مصر.

 

ثمار الجهود المبذولة

خلال 2020 شاركت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بـ 16 معرضًا سياحيًا دوليًا وإقليميًا، وأثمرت هذه الجهود عن زيارة أكثر من 3 ملايين سائح لمصر منذ يناير حتى نوفمبر 2020، منهم حوالي مليون سائح منذ استئناف حركة السياحة الوافدة 1 يوليو 2020 حتى نهاية نوفمبر 2020، واختار الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية مصر لتكون أول دولة يزورها خارج أوروبا منذ أزمة فيروس كورونا.

 

ثناء واجب

من الأرقام والجهود المبذولة إلى آراء الخبراء حيث أكدت عزة خليل، رئيس قطاع السياحة الداخلية بهيئة تنشيط السياحة المصرية على أن تأثير المبادرات المصرية أصبح واضحا للجميع، بدليل أن الفنادق ما زالت تعمل حيث أدى تدفق السواح الأجانب أو الزائرين من داخل مصر إلى استمرار تشغيل الفنادق والعاملين بقطاع السياحة في وظائفهم بدلا من تسريحهم أو إغلاق المنشآت الفندقية، بالطبع لا تزال نسب السياحة الدولية منخفضة نظرا لقيود السفر العالمية، لذا فمبادرات تنشيط السياحة الداخلية بالمحافظات، مثل مبادرة "مصر في قلوبنا"، تعد فرصة حقيقية للقطاع خلال هذه الأزمة، لكنها مجرد مسكنات مؤقتة، فلا عوض عن السياحة الدولية وما تمثله من دعم لقطاع السياحة عبر تشغيل الطيران ونسب الإشغال المرتفعة بالفنادق فضلا عن توفير العملة الصعبة.

وتقول: في الحقيقة الحكومة المصرية تستحق الثناء في تعاطيها مع أزمة كورونا فيما يتعلق بقطاع السياحة، حيث أصبح المقصد السياحي المصري هو الملاذ حاليا للسواح فضلا عن كونه مقصدا آمنا، ومع وجود اللقاحات، وبدء التطعيمات ضد كورونا حول العالم، ستصبح الأمور أفضل مع بداية مارس، حيث ستخف القيود الدولية على الطيران وتفتح الحياة تدريجيا، كذلك عودة الرحلات بين مصر والدول العربية مثل الكويت والسعودية والتي يمثل مواطنوها نسب إقبال مرتفعة عادة في الأوضاع العادية، وعموما نجحت مصر خلال الوباء في تكوين صورة جيدة لدى مؤسسات السياحة العالمية كوجهة سياحية جذابة وآمنة.

 

مبادرات ناجحة

من جانبه أثنى د. عادل المصرى، المستشار السياحى السابق لوزارة السياحة بباريس على مبادرة "شتي في مصر"، ويقول: أفضل توظيف المبادرات القادمة بشكل أفضل والإعلان عنها قبلها بوقت كاف، والتنسيق بين القطاعين الحكومي والخاص لضمان كفاءة أكبر عند التنفيذ، واستغلال وسائل الدعاية بشكل أفضل للوصول للشرائح المستهدفة، مثل مبادرة "مصر في قلوبنا" التي نجحت إلى حد كبير في تحقيق أهدافها، وعلى مختلف مؤسسات القطاع السياحي دراسة المبادرات السابقة وتقييمها ومعرفة أسباب النجاح لتلافي أية سلبيات بالمستقبل، وإبراز وجهات جديدة مثلا عبر حملة بعنوان "اكتشف مصر" والتركيز على أماكن لم يزرها من قبل أو يعرفها، بهدف رفع روح انتماء المواطن المصري وإشراكه في دعم بلاده خلال الأزمة.

ويتابع: تبرز حاليا أهمية وجود خطة فعالة ومرنة مبنية على أسس واقعية تطبقها وزارة السياحة والآثار وذراعها التنفيذي وهو هيئة تنشيط السياحة للتعامل مع الأزمة الحالية لاستعادة النشاط سريعا، والحفاظ على استمرار تدفق حركة السياحة الوافدة إلى مصر وحث متخذي القرار ومنظمي البرامج السياحية بالدول المصدرة للسياحة لمصر على إدراج المقصد السياحي المصري في كتالوجات السفر مع بذل مزيد من دفع الجهود التسويقية وخلق الطلب على مصر مع قرب إصدار  كتالوجات الموسم القادم.

 

تنشيط أماكن جديدة

يقول محمد كارم، الخبير السياحي: إن جهود وزارة السياحة والآثار خلال هذه الفترة ممتازة خاصة فيما يتعلق بالترويج للسياحة الداخلية وتعد مصر من أولى الدول في عودة السياحة خلال أزمة كورونا وهو ما ظهر على أرض الواقع بشرم الشيخ والغردقة وساهم في وضع مصر على الخريطة السياحية بقوة خلال 2020/ 2021، والمختلف في هذه المرحلة هو الترويج لوجهات جديدة في مصر بدلا من الوجهات المعتادة، بحيث أصبحت كل محافظة في مصر تقريبا مكانا للعديد من المقاصد السياحية التي يسعى الكثيرون لزيارتها، فساهم في مساعدة الفنادق على استمرار العمل وزيادة نسبة الإشغال بها، ودوران عجلة القطاع السياحي ولو في إطار ضيق بدلا من توقفها نهائيا وخسارة الآلاف لأعمالهم.

المصدر: إشراف : إيمان عبد الرحمن - أمانى ربيع - هدى إسماعيل - نرمين طارق تصوير : جلال المسرى
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 587 مشاهدة
نشرت فى 4 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,463,977

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز