حوار : منار السيد

رحلة طويلة من البحث العلمي والتي توجت نتائجه بالتميز العلمي بعد ساعات من العمل المتواصل بداية من محراب الجامعة والتي استطاعت خلاله تحويل الأبحاث العلمية إلى مشروعات نافعة للمجتمع  مرورا بالعمل الخدمي والمجتمعي والتفاعل مع القضايا الشبابية والمرأة وصولا إلى قبة البرلمان والذى يشهد خطوة جديدة وإنجازا يضاف إلى سجلها العلمي والسياسي، إنها د. جيهان البيومي، رئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة حلوان وعضو لجنة التعليم بمجلس النواب والتي حدثتنا عن رحلتها العلمية والأكاديمية وصولا إلى عضويتها بمجلس النواب.

بداية.. حدثينا عن رحلتك من محراب الجامعة إلى قبة البرلمان؟

أعمل حاليا أستاذ ورئيس قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة حلوان، وأمينة المرأة المركزية بأحد الأحزاب، حيث تخرجت فى كلية الآداب قسم الجغرافيا، وتدرجت وظيفيا في العمل الأكاديمي من خلال  سلسلة عمل متواصلة بداية من ماجستير ودكتوراه مرورا بأستاذ مساعد ووصولا لمنصب الأستاذ، ولم اكتفي بالتدرج الوظيفي بل كنت في حالة تطوير دائم لمهاراتى فحينما وجدت أنه من الضروري إتقان اللغة الإنجليزية التحقت بكلية الآداب قسم اللغة الإنجليزي بجامعة القاهرة ودرست 4 سنوات لاكتساب اللغة الإنجليزية لمعاصرة المؤتمرات العلمية، وحرصت دائما على تنمية مهاراتي في مجال العمل، فحينما وجدت أنني علي معاصرة النظام الإلكتروني حصلت على دبلومة حاسب آلي وهندسة برمجيات التابعة لمجلس  الوزراء وكنت ضمن الدفعة السادسة لنظم المعلومات الجغرافية  لGIs"" والاستشعار عن بعد، وبدأت أستفيد من هذه الدبلومة في التطبيقات الأكاديمية بالجامعة، كما أننا بحاجة دائمة لتطوير مهارات الأستاذ الجامعي وهذا ما أنصح به الهيئة المعاونة لي، خاصة في مجال البحث العلمي الذي يتطور بسرعة كبيرة، لذلك علينا مواكبة اللحاق بمجال البحث العلمي.

وكيف استطعت تطبيق العمل البحثي وتحويله لمشروعات نافعة للمجتمع؟

في هذه النقطة يجب أن أوجه حديثي للطلاب الباحثين بأن يكون لديهم طموح لتحويل أبحاثهم العلمية لمشروعات نافعة، وهذا ما حدث معي أثناء تحضيرى لرسالة الدكتوراه والتي كانت تناقش الخصائص البيئية لـ "بحيرة البرلس" وبعد نشر الرسالة أتيحت لي فرصة اختياري ضمن الفريق البحثي لدراسة المحميات في دول البحر المتوسط "اليونسكو" وهو مشروع دولي، ومن هنا تعلمت فكرة العمل الجماعي  من خلال بحث متكامل في جميع العوامل والخصائص، وبعدها عملت من خلال صندوق البحوث العلمية والتكنولوجية بأكاديمية البحث العلمي، وكونت فريقا بحثيا من جامعة أسيوط والمركز القومي للبحوث وعدة جهات لدراسة الأخطار الجيوبيئية على المناطق الأثرية بمحافظة المنيا، وبدأت فكرة البرامج المميزة وأنشأت أول معمل لخدمة كلية الآداب والعلوم والهندسة "الاستشعار عن بعد والخرائط الرقمية"، بسبب اشتراك التخصصات بين الثلاث كليات، وأعددت برنامج جيوماتيكس ونظم معلومات جغرافية، ومن هنا نؤكد على ضرورة تطبيق الأعمال البحثية في المجتمع في كافة المجالات.

وكيف بدأت العمل الخدمي والمجتمعي؟

اشتركت بالعمل الخدمي والمجتمعي على مدار سنوات العلم والدراسة ولم ينقطع اتصالي عن قضايا المرأة والشباب منذ بداية عملي كأستاذ مساعد واشتركت في الأنشطة الطلابية وكونت جمعية "أصدقاء البيئة" بالتعاون مع وزارة البيئة لتوعية الطلاب والتوعية بالمعالم الطبيعية في مصر، وكنت حريصة على التفاعل مع الشباب والاهتمام بقضاياهم وإشراكهم في الحياة الخدمية وهذا جزء مهم في تكوين الحياة الاجتماعية والسياسية للشاب الجامعي.

وماذا عن بدايتك مع العمل السياسي؟

في البداية عملت كأمينة مرأة بأحد الأحزاب السياسية وتقدمت للترشح بقائمة الحزب فى انتخابات مجلس النواب 2015، ولكن لم أوفق وبعدها مارست العمل الخدمي بالحزب طوال الأعوام السابقة، وشاركت في العديد من أنشطة المرأة والفعاليات الشبابية، حتى قررت خوض تجربة الترشح لمجلس النواب من جديد وبالفعل اجتزت الانتخابات وأصبحت عضو مجلس النواب.

ولماذا اخترت عضوية  لجنة التعليم بمجلس النواب؟

لأهمية التعليم فهو أساس تقدم الأمة، وهناك العديد من القضايا التي سأعمل على طرحها من خلال اللجنة الفترة القادمة وأهمها إعادة النظر للتعليم ما قبل الجامعي بسبب المناهج الدراسية، فبالرغم من منظومة تطوير التعليم الحالية ولكن مازلنا نفتقد الآليات لنجاحها، وهذا سيتم من خلال التواصل الدائم مع كافة الجهات المعنية والطلبة وأولياء الأمور، كما أنني سأسعى لعودة الرقابة على الأنشطة والمهارات الفردية  للطلبة من خلال الأنشطة الرياضية والفنية والخطاب الديني للأطفال وخاصة في مرحلة التعليم الأساسي، وبالنسبة للتعليم الجامعة فسيتم إعادة النظر في مشكلة الكتاب الجامعي والسعي لإيجاد آلية لدعم الأستاذ الجامعي.

كيف استطاعت المرأة الحفاظ على المكتسبات في حين أنها تعيش عصرها الذهبي من خلال دعم القيادة السياسية؟

بداية يجب أن توجيه الشكر الدائم للقائد المصري الداعم للمرأة المصرية الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي فى عهده أخذت المرأة المصرية حقها السياسي والاجتماعي الذي تستحقه، والأرقام خير شاهد فنرى اليوم عدد الوزيرات في الحكومة المصرية من أكثر الأعداد على مر تاريخ مصر المعاصر، بالإضافة إلى نسبة الـ27%  التى استحوذت عليها المرأة فى مجلس النواب، إضافة إلى نسبة 10 بالمائة فى مجلس الشيوخ، فضلا عن تولي المرأة العديد من المناصب السيادية فى الدولة، وهذا يدل على أن الدولة دائمًا تحرص على دعم المرأة المصرية بمختلف الفئات والطبقات، مما يساعد على تمكينها في كافة المجالات، كما أن المرأة المصرية دائما ما تكون على قدر من المسئولية والفعالية عندما يتاح لها الدخول في أي مجال.

وما أهم قضايا المرأة بأجندتك البرلمانية؟

أهم قضايا المرأة هو التأكيد الدائم على التمكين الاقتصادي لها فهو البوابة الرئيسية لتمكينها في كافة المجالات على أرض الواقع، حيث إن المرأة لم تستطع أن تمارس دورها في المُجتمع  بموضوعية ومهنية وحرفية، إلا إذا كان لديها مصدر دخل مستقل حيث إن الكثير من المشروعات المتوسطة والصغيرة التي تقوم بها الحكومة للمرأة تساعد على تمكين المرأة ولكن بصورة غير مباشرة، ولذلك منح حوافز ومزايا مالية للشركات والجهات العاملة في الأنشطة المالية غير المصرفية  تستهدف تمكين المرأة وتعزيز إتاحة التمويل لها، مما يُساعد الدولة على تنفيذ خطتها في تحقيق التنمية المُستدامة 2030، والتي تسعى إلى بناء مجتمع عادل يضمن الحقوق والفرص المتساوية بين الجنسين في الوصول للتمويل، لذلك سنطالب بوضع عدد من الضوابط الواجب مراعاتها والالتزام بها  كأحد متطلبات إصدار واستمرار الترخيص بمزاولة النشاط، والتي تُساعد على حظر التمييز بين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى العمل على تنمية مهارات السيدات في القرى وتوعيتهم والسعي للتغلب على قضايا زواج القاصرات.

مع نفحات الشهر المبارك والذي يعاصر أجندة برلمانية مليئة بالقضايا والتشريعات.. هل ستستطيعين الالتزام بطقوسك الرمضانية في سنة أولى برلمان؟

شهر رمضان هو شهر الخير واليمن والبركة، وكما اعتدت كل عام يتم قضاؤه بين العمل والعبادة والأعمال الخيرية، ومع شهر رمضان في عامي الأول بالبرلمان سيكون فيه تنسيق أكبر للوقت للتوفيق بين الأداء البرلماني وبين العبادة ومتطلبات أبناء الدائرة وتوفير الاحتياجات الرمضانية ليعم الخير علينا جميعا.

المصدر: حوار : منار السيد
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 353 مشاهدة
نشرت فى 22 إبريل 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,748,387

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز