إيمان العمري
أصحابي الأعزاء صديقتنا نادين كانت تستعد للسفر مع أسرتها لقضاء الإجازة الصيفية في الساحل الشمالي حيث الهدوء والابتعاد عن ضجيج المدينة.
لاحظت الجدة أن حفيدتها تأخذ معها الكمبيوتر الشخصي وأجندتها الخاصة بمهام العمل، وعندها سألتها عن السبب في ذلك أجابتها أن هناك بعض المهام الضرورية التي تستغل فترة الإجازة لإنجازها.
هنا ابتسمت لها الجدة بسخرية مؤكدة أنه لا داع للعطلة ومن الأفضل أن تبقى في القاهرة ولا تستنفذ رصيد إجازتها السنوية وهي لن تحصل على واحدة حقيقية.
وقبل أن تناقشها نادين فيما قالته بادرتها بشرح وجهة نظرها بأن العطل لا تعني عدم الذهاب إلى العمل فقط وإنما هي راحة تامة منه بأن يتركه الشخص دون التفكير في أي شيء يخصه لا أن يأخذ معه بعض المهام لينجزها.
إن الإجازة ليس لراحة الجسم وحده، وإنما لراحة العقل هو الآخر من التفكير في أي شيء يقلقه سواء مهمات العمل أو حتى مشاكله.
فالعطلة تعني الاسترخاء التام حتى يستعيد الجسم كل نشاطه ويتخلص العقل مما يشكل ضغطا عليه، فيصبح قادرا على استعادة كفاءته والقدرة على مواصلة عمله، لكن أن يتم استنزافه حتى في وقت الإجازة وقتها سنكون كمن يشغل آلة طول الوقت والنتيجة طبعا معروفة.
والأخطر من إنهاك العقل هو أن أي توتر أو ضغط يتعرض له الإنسان يؤثر على صحته الجسدية بشكل كبير ويجعله يشعر بالتعب من أقل مجهود ومن هنا نجد أن إجازة العقل هي الأهم، فهي ما تجدد للفرد نشاطه الذهني والبدني وتجعله قادرا على مواصلة عمله بجد واتقان.
فأسبوع يكون فيه العقل في إجازة هو زاد الشخص طول العام.
ساحة النقاش