أسماء صقر

تحقيق التوازن بين الأسرة والعمل من الاهتمامات الأولي للنساء العاملات  التي تسعى لتحقيق النجاح في العمل وزيادة خبرتها بجانب تحقيقها للاستقلالية المادية أو المشاركة في أعباء الحياة وتحسين مستوي المعيشة مع اهتمامها بالحفاظ على الكيان الأسري ورعاية الأبناء ما يجعلها  تواجه تحديا كبيرا في التوازن بين نجاحها في العمل والأسرة، لذا التقت "حواء" بالخبراء لتقديم روشتة نجاح للنساء العاملات.. 

في البداية تقول ريم ماجد، مهندسة: بعد إنجابي أبنائي الثلاثة ازداد العبء عليّ، لذا طلبت من زوجي مشاركتي في تربية الأبناء وبالفعل قمنا بتنظيم أوقاتنا معا لرعايتهم، فالعمل أمر أساسي في حياتي لأن شعوري بالنجاح وتحقيق أهدافي يمنحني الثقة بالنفس والاستقلالية.

وتقول هبه رجب، مدرسة: اصطحب أبنائي معي إلى المدرسة التي أعمل فيها، ولكي أنجح في التوازن بين عملي وأسرتي وضعت خطة للمنزل من خلال القيام بطهي الطعام ليلا لأقوم بتسخينه بعد عودتي من العمل ثم أقوم برعاية شئون الأبناء وسماع مشكلاتهم والمذاكرة معهم. 

أما مروة توفيق، طبيبة فقد اكتفت بإنجاب طفل واحد لتستطيع رعايته بجانب الاهتمام بعملها خاصة أن زوجها مسافر خارج البلاد ووالدتها تسكن في مدينة الإسكندرية وهي تعيش في مدينة بنها بالقرب من عملها  ما اضطرها للتفكير بشكل إيجابي واتخاذ القرار السليم.

وتنسب سمية عبدالفتاح، محاسبة نجاحها فى التوفيق بين أسرتها وعملها إلى والدتها حيث تساعدها في تربية ابنيها بشكل كبير، فضلا عن توجهيها لي بضرورة تنظيم وقتي وتخصيص وقت لزوجها وابنيها وتلبية احتياجاتهم  الأسرية ومشاركتهم الحوار وتحديد وقت خاص بالعمل والسعي لتحقيق النجاح فيه.

ترتيب الأولويات

يقول د. حسن الخولي، أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس: تتحمل المرأة العاملة مسئولية كبيرة سواء في المنزل ودورها كزوجة وأم لأبنائها عليها الاهتمام بتربيتهم وتنشئتهم بشكل سليم وكذلك دورها في العمل وتحقيق النجاح فيه، لذا فإن التسامح والمودة والرحمة ضروري بين الزوجين فالمرأة تبذل جهدا أكثر من الرجل على مدار اليوم في الأسرة ما يفرض على الزوج مراعاة الحالة النفسية والصحية لها وعدم إشعارها بالتقصير، وعلي الزوجين ضرورة  تعليم الأبناء المشاركة في أداء المهام المنزلية من نظافة وترتيب ومساعدة الأم في إعداد الطعام. 

ويتابع: هناك عوامل تساهم في التوازن بين الأسرة والعمل في ظل التغيرات الاجتماعية التي يشهدها المجتمع من هذه العوامل تنظيم الوقت وترتيب الأولويات على حسب أهميتها ووضع حد زمني لكل مهمة كي لا يهدر الوقت، كما يمكن الاستعانة بالتطبيقات الإلكترونية المتوفرة على شبكة الانترنت الخاصة بالتسوق لمساعدة المرأة علي إدارة الوقت، وفي الإجازات يجب على المرأة  تخصيص وقت للترفيه مع الأسرة وتجديد النشاط البدني والنفسي من خلال ممارسة الهوايات والرياضة المفضلة لديهم، كما يجب الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي حيث تستهلك الكثير من الوقت الذي يجب على الزوجين قضائه مع الأبناء وسماع مشكلاتهم ومساعدتهم على حلها بشكل سليم، فالتوازن هو الشعور بالرضا عن الذات وتحكم الفرد في مسار حياته وهذا يعني أن المرأة العاملة إذا تحقق لديها الشعور بالرضا والسعادة في حياتها تستطيع النجاح في حياتها الأسرية والعملية وعندما تكون أقل توترا يصبح لديها دافع  أكبر على تحقيق النجاح الأسري وزيادة الإنتاج في العمل وذلك لأنها ستصبح أكثر نشاط وتركيز ذهني .

تقدير الأبناء لجهد الأم

يؤكد د. عبدالكريم  الميري، استشاري العلاقات الأسرية والصحة النفسية على ضرورة أن يكون بين المرأة العاملة وزوجها تفاهم وتناغم، مع أهمية وعي ومعرفة الأبناء بالمسئوليات التي تتحملها الأم داخل المنزل وخارجه لذا يجب تربية الأبناء على تحقيق الهدف والإنجاز من خلال رؤيتهم لنجاح والديهم في العمل واتخاذهم قدوة أسرية، وفي ذات الوقت ينشئ بداخلهم سمة التعاون والمشاركة الجماعية داخل المنزل مما يخفف الضغط النفسي والتوتر على الأم العاملة خاصة في ظل ارتفاع معدل الأمهات العاملات مؤخرا بشكل كبير.

ويرى د. عبدالكريم أن أول خطوة تجاه حياة متوازنة هي التفكير الإيجابي للمرأة وتذكرها للدوافع المهمة التي جعلتها تقرر العمل منذ البداية فهناك دوافع مادية سواء من خلال الاستقلالية أو المشاركة في الدخل الشهري للأسرة وأيضا رغبتها في تحقيق ذاتها من خلال نجاحها في العمل والترقي والمساهمة في نهضة وتنمية المجتمع، وأيضا يجب على النساء العاملات التواصل مع الآخرين مثل الوالدين وأهل الزوج ومناقشتهم عن الضغوط والأعباء التي تواجهها في العمل والمنزل للتخلص من الكبت النفسي  ويجب عليهم تقديم الدعم النفسي  ومشاركتها في تخفيف الضغط النفسي عنها، كما يجب على المرأة العاملة تقسيم وقتها وتعطي الكثير من الوقت للعائلة وتربية الأبناء عند الانتهاء من العمل وتجلس مع زوجها والأبناء  وتشاركهم في الحوار الأسري وتقوم بمهامها في تربية الأبناء من خلال اللعب والتوجيه والمتابعة والمذاكرة معهم، وأيضا يجب أن تمنح المرأة العاملة نفسها بعض الوقت للراحة والاسترخاء وتقوم بتسجيل مهامها اليومية كي تستطيع إنجازها بنجاح.