بطالة الشباب ومشاكلها

كتبت:ايمان الدربي

رولا مازن، أحمد السيد، حسام فتحي شباب جامعي قاموا بمظاهرات سلمية.. مشروعة ومعهم الآلاف في الشباب يعانون البطالة ومشاكلها ويحلمون بالحصول علي لقمة العيش بشكل محترم.

الشباب حلم الغد وأمل المستقبل كانوا بالمظاهرات في حالة احتقان وغضب وحلم مشروع في بداية عمل والعيش بشكل كريم.. بطالة الشباب هي عنوان تحقيقنا.

 البطالة بصفة اساسية احدى المشكلات التى يعانى منها الشباب لدينا ويعد 90% من العاطلين بمصر فى الشباب (البرنامج الانمائى للأمم المتحدة ومعهد التخطيط القومى 2010) ويصل معدل البطالة بين الشباب 15.8% وقد يصل هذا المعدل ويرتفع الى 21.5% ومع ذلك يزيد معدل البطالة بين الاناث عن ضعف معدل البطالة لدى الذكور وقد يصل الى 31.7% .

 «زياد فتحى» شاب جامعى تخرج من كلية التجارة قسم ادارة الاعمال تحدث معى عن مشكلة البطالة مؤكداً وجود خلل من الدولة فى التخطيط لتوظيف الشباب والربط بين الدارسين وسوق العمل ولكن يؤكد أن القضية أيضاً تقلق باصرار الشباب على العمل بمؤهل وفى وظيفة محترمة فهو لا يريد أن يتنازل وقد يكون هذا حقاً ولكن (أى زياد) له تجربة مختلفة بدأ يرويها بهدوء.

 

وظيفة متواضعة

 تخرجت من الجامعة وبداخلى طموح ورغبة في العمل وبدأ حياة كريمة بالزواج وفتح بيت جديد مثل كل الشباب ولكننى لم استطع الحصول على عمل يلائم مؤهلى فبدأت فى وظيفة رفضها الكثير من الشباب كمدون لبيانات على الكمبيوتر وظيفة متواضعة بملبغ بسيط وقتها بدأت فى دراسة كورسات للكمبيوتر أكثر تخصصا ومهنية فى البرمجة والتكنيك الاعلى بعدها عدلت وظيفتى بالشركة والآن أنا مبرمج كمبيوتر احصل على مبلغ محترم لدى مهارات وقدرات عالية بالاضافة لدراستى فى الحسابات وادارة الاعمال واستطعت الحصول على شقة بسيطة حقيقى ايجار جديد ولكن على الاقل اصبح لدى امل فى الغد.

 

شباب العشوائيات

 يعانى شباب العشوائيات من الذكور والاناث من معدلات بطالة مرتفعة للغاية فى مراحل عمرية مبكرة وتعانى الاناث تحديداً فى المناطق الريفية والعشوائيات من البطالة بصورة اكبر من غيرها فى المناطق الحضرية ويتزايد التفاوت بين تلك المعدلات مع السن لتكون اناث العشوائيات من الاكثر تعرضا للبطالة حيث تبلغ معدلاتها 44% فى جميع المراحل العمرية حسب دراسة (لمسح النشء والشباب فى مصر للمجلس الدولى للسكان ومركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار).

 «محمود هشام» شاب خريج كلية الهندسة قسم مدنى يسكن إحدى المناطق العشوائية حكى تجربته مؤكداً مسئولية الدولة عن عدم توفير فرص عمل حقيقية للشباب ولكن كما يقول حاول هو ومجموعة من زملائه خريجى الكلية فتح مكتب مقاولات صغير فى شقة ايجار مؤقت اقتسموا ايجارها.

وبدأوا فى البحث ليحصلوا على مقاولات بسيطة ثم ليعمل بها هو وزملاؤه وبالتدريج ومع الوقت هم الان وبعد مرور خمس سنوات من المعاناة والمجهود الشاق يحصلون على دخل معقول جداً (كما يؤكد محمود) والأهم انهم لم يعدوا يمدون ايديهم لاهاليهم ليحصلوا على المصروف اليومى وهم فى العقد الثالث من عمرهم !!!

البطالة مشكلة يعانى منها الشباب المتعلم حيث تتصادم توقعات هؤلاء الشباب فيما يتعلق بالتوظيف مع الظروف الصعبة لسوق العمل.

وتؤكد الدراسة السابقة ازدياد البطالة بصفة عامة مع ارتفاع مستويات التعليم ويعد الأميون من الذكور والاناث والحاصلون على التعليم ما قبل الثانوى من الذكور والاناث ايضاً من المجموعات التى تعانى البطالة بنسبة تقل 10% عن بقية الشباب .

 

ثقافة المجتمع

 «محمد متولى» شاب حاصل على تعليم فنى متوسط حكى تجربته مؤكدا أنه قبل العمل كعامل فى احدى المصانع بمرتب الف وثمانمئة جنيه رغم مؤهله.. المصنع يقع بأحد الاماكن النائية بالمنيا.. تحدث محمد قائلا:

- ان الكثير من شباب المنيا الحاصلين على مؤهلات متوسطة رفضوا العمل كعمال حتى ولو بمرتب معقول ولكن فكر بشكل وطريقة مختلفة كما يقول وسألنى لماذا عندما تسافر فى الخارج تعمل فى أى مهنة لكسب لقمة العيش وما المشكلة يا سيدتى الثقافة والدراسة ليس لها علاقة بنوعية العمل هكذا أفكر.

واعتقد أن القضية أن علينا تغيير الثقافة العامة فنحن لسنا بلد شهادات كما يشاع ولكن يجب أن نفرق بين المؤهل والدراسة والثقافة والعمل ورغم ذلك لا انفى مسئولية الدولة فى تجاهل وضع الشباب واحلامهم وطموحاتهم ومراعاتهم والاهتمام بهم بشكل فعلى وحقيقى واعتقد أن هذا التجاهل هو سبب من اسباب الغضب والاحتقان بين الشباب فى المظاهرات.

- الفترة الزمنية للبطالة أو الفترة التى يظل خلالها الشاب بدون عمل هى مشكلة اقتصادية خطيرة ويبلغ متوسط الفترة الزمنية للبطالة بين الشباب فى مصر (120) اسبوعا أى أكثر من عامين وحتى الفتيات (141) اسبوعاً أى نحو 2.75 عاماً واسباب البطالة كما يؤكدها شرائح الشباب فى الدراسة هى عدم وجود وظائف على الاطلاق أو عدم وجود وظائف تلائم خبراتهم ومؤهلاتهم أو عدم وجود وظائف ذات أجر مناسب أو بمكان عمل مناسب.

«مها على» فتاة حاصلة على ليسانس اداب قسم لغة انجليزية قالت انها عانت الكثير من البقاء فى المنزل وفى محاولة الحصول على فرصة عمل تتلاءم ودراستها وبعد فترة حصلت على وظيفة بسيطة من على النت مترجمة لصفحات بسيطة بالانجليزية بمبلغ بسيط فى البداية كانت تعمل بمنزلها بجنيهات بسيطة ثم مع الوقت بدأت تترجم أبحاثا ودراسات واستطاعت عمل علاقات متعددة مع راغبى الترجمة ومع الوقت اخذت مكتباً بإيجار مؤقت للترجمة والتصوير والكمبيوتر ومع الوقت توسعت واصبح الان لديها مركز متخصص فى الترجمة فى جميع اللغات ويعمل معها حوالى عشرة من زملائها وزميلاتها خريجى ذات القسم مها لا تلغى ايمانها بإهمية التخطيط من قبل الدولة لمعاونة الشباب فى ايجاد وظائف لهم ولكنها ترى ايضا أن أى شاب يبذل جهداً ويبحث ويستعين بالله ويصر على العمل والنجاح سيحصل على وظيفة قد تكون فى البداية بسيطة وبمرتب قليل ولكن فى النهاية سيستطيع تحقيق ذاته ولو بعد فترة وجهد وعناء.

بطالة الاناث

 فى النهاية تظل البطالة مشكلة تواجه عملية اقتحام الشباب لسوق العمل وخاصة هؤلاء الذين يدخلون سوق العمل للمرة الأولى ولا تزال البطالة أكبر حجما بين الشباب المتعلم من الجنسين وتظل البطالة ترتفع بين الفتيات بصورة اكبر من ارتفاعها بين الذكور مع اختلاف الخصائص الاجتماعية والاقتصادية والديموجرافية ويستمر تعرض الاناث للمعاناة أيضاً مع الانخفاض الملحوظ فى معدلات المشاركة فى قوة العمل وما تزال عوامل كثيرة تساهم فى ضعف مكانة المرأة فى سوق العمل المصرى وانخفاض معدل مشاركتها فى القوى العاملة وخاصة فى القطاع الخاص وتتمثل هذه العوامل فى التعارض بين العمل والادوار المنوطة بالنوع الاجتماعى وظروف العمل المحيطة بما فى ذلك الأجور البسيطة وشبكات العلاقات الاجتماعية الضعيفة وصعوبة التنقل وصعوبة المشاركة فى تنظيم المشروعات وارتباط الاناث بوظائف القطاع العام التى تتلاءم بصورة اكبر مع أدوارهن الاسرية وتوفير الحماية الاجتماعية لهم.

برواز

 أكدت الدراسة أن 53.6% من الشباب يفضل اقامة مشروعات خاصة على الالتحاق بوظائف ذات رواتب ثابت ولكن الواقع أن نسبة ضئيلة للغاية من الشباب يعملون لحسابهم الخاص بما يمثل 1.2% من اجمالى عدد الشباب و.3% فقط من اجمالى عدد الاناث.

وذلك لان هناك قيودا مفروضة على الموارد التى يواجهها اصحاب المشروعات ومن بين اصحاب المشروعات الذين كانوا يحتاجون الى الاموال لبدء مشروعاتهم الخاصة المستمر اعتمد 62.5% من الذكور و 46% من الاناث على مدخراتهم الخاصة ايضاً الافتقار الى المعلومات التجارية سبب اساسى لعزوف الشباب عن عمل مشروعات خاصة.

وهناك مشكلة أخرى وهى الافتقار الى خدمات التسويق والخدمات المالية كان ثانى اكثر المشكلات شيوعاً فيما يتعلق بادارة المشروعات الخاصة من جانب الشباب من الجنسين..

 

 

 

 

المصدر: مجلة حواء- ايمان الدربي

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,735,222

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز