تعددت الأسباب

انقطاع المياه.. الخدمة صفر

كتبت :سمر الدسوقي

مخاوف عديدة بدأت تنتاب الكثيرين مع تكرار قطع المياه عن العديد من المناطق الحيوية والسكنية مؤخرا، فالبعض يرى فى ذلك أزمة مؤقتة تتعلق بمستوى الخدمات التى تقدمها الوزارات المعنية بالأمر، والتى مازالت تحتاج إلى إعادة تأهيل، بل وتحسين فى مستوى الخدمة، خاصة بعد أن طالبت ثورة الـ 25 من يناير بهذه الإصلاحات فى كافة المجالات، فى حين يرى البعض الآخر أن الأمر قد يكون مؤشراً بصورة ما لبداية أزمة نتيجة اتفاقية تقسيم مياه نهر النيل، والتى حاولت مصر تداركها فى الآونة الأخيرة، للحفاظ على مستوى متوسط نصيب الفرد من هذه المياه، وتساؤلات كثيرة حاولنا البحث عن إجابات لها >>

فى البداية يقول الخبير الإستراتيجى والكاتب الصحفى «يحيى غانم» لاشك أن اتفاقية حوض النيل والخاصة بتحديد نصيب مصر من مياه النيل، والتى أدت الظروف خلال الفترة الزمنية الماضية وبالأخص فى بدايات الثورة إلى تقوية العديد من الأطراف عليها، فى ظل غياب من التواجد المصرى ، ثم حاولت بعض الأطراف المعنية بالأمر من الجهات الأهلية تنظيم وفود شعبية مصرية سافرت لجنوب أفريقيا «تحديدا إثيوبيا» وحاولت أن تتدارك غيابنا بل وتحافظ على الحصة المصرية لمياه نهر النيل، خاصة وأن الحد الأدنى من نصيب الفرد من هذه المياه يكاد يكون منخفضاً عن الحد المحدد دولياً للإيفاء بمستلزمات الفرد من المياه، والتى يخصصها للمأكل والمشرب ومستلزمات الحياة اليومية، ولكن هذا لا يعنى أننا لن نعانى من جراء هذه الاتفاقية فى المستقبل إذا لم يتم علاج الأمر بشكل جذرى، وإذا لم يحاول الأفراد بأنفسهم تدارك الأمر وترشيد الاستهلاك. ولكن ما يحدث فى الوقت الراهن هو نوع من سوء أداء بعض الوزارات والهيئات المسئولة، خاصة مع التغييرات الوزارية المتعاقبة التى نعيشها فى ظل الأوضاع الانتقالية الراهنة.

اعتصامات فئوية

فى حين ترى الناشطة الحقوقية «عزة بدوى» عضو المجلس الرئاسى لحزب «التنمية والحرية» أن هذه المشكلة تعود لأكثر من ثلاثة أشهر مضت، حينما بدأ موظفوا شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى اعتصامهم ومظاهراتهم للمطالبة بإقالة رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب بالقاهرة الكبرى.. وعدد من المسئولين بها، وهددوا لأكثر من مرة بقطع المياه ، لذا، ففى رأيى أن الأمر يعود بشكل أو بآخر، وحتى بعد تسوية هذه الأزمة، إلى بعض الاعتصامات الفئوية التى يقوم بها بعض الموظفين مؤخرا وفى شتى المجالات، والتى لا تؤثر فقط على مستوى خدمة المياه فى حد ذاتها، ولكنها تؤثر أيضا على خدمات أخرى كالكهرباء والاتصالات التيلفونية.

فساد نظام سابق

ويرى د. «هانى عبدالفتاح» الأستاذ بمركز بحوث المياه بالقاهرة، أننا مازلنا نعانى من السلبيات التى خلفها النظام الحاكم السابق، فهناك مثلا انفجار ماسورة مياه الشرب الذى حدث مؤخرا بشارع السبتية والذى أدى إلى توقف حركة قطارات الوجه القبلى المتجهة والقادمة من محطة مصر برمسيس، من جهة وإلى قطع المياه عن منطقة وسط القاهرة من جهة أخرى، على الرغم من أن هذه المحطة قد تم تجديدها مؤخرا وبالتالى فقد دمرت نتيجة لهذا، وفى نفس الوقت تم قطع مياه الشرب من جهة أخرى ، إذا أضفنا إلى ذلك مستوى أداء الهيئات والوزارات المسئولة عن المياه والذى يتدهور يوما بعد اليوم لدرجة أن هذه المشكلة لم تعد مقصورة على محافظة القاهرة، بل وتعدتها إلى محافظة الجيزة و6 أكتوبر ومدينتى الشيخ زايد والشروق، حيث يتم الإعلان بين الحين والآخر عن قطع مياه الشرب بهم، ولساعات طويلة ودون أى مقدمات، سنعرف أننا أمام مشكلة حقيقية تستدعى وجود جهات مراقبة ومتابعة للمؤسسات المسئولة عن هذه الخدمات الحيوية، هذا بجانب وجود وزارات قائمة وثابتة ومستمرة وليست انتقالية تقوم بواجبها فى هذا الإطار، بل وتتفقد الخدمات الحيوية مثل الغاز والكهرباء والمياه {

المصدر: مجلة حواء -سمر الدسوقي
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 497 مشاهدة
نشرت فى 11 ديسمبر 2011 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,948,499

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز