الزوجية .. والسلفية!

كتبت :نجلاء ابوزيد

سألتنى فتاة فى منتصف العقد الثالث بخجل هل البنت التى تعمل ولديها مرتب ثابت فرصتها أفضل فى الزواج ممن لاتعمل تعجبت لسؤالها، وأخذنى بعيداً خاصة وأنها ليست المرة الأولى التى تسألنى فيها امرأة عن دخلها وما تنفقه فى البيت وما تخص به نفسها ، وتذكرت معاناة الكثيرات من عنف غير مبرر من أزواجهن للحصول على المرتب كاملاً . وشعرت أن هناك الكثير من المعايير والمواصفات تغيرت فى الرجال وأصبح مرتب الفتاة سبباً فى تفضيل واحدة على أخرى ، والمدهش أن الفتيات يدركن هذا الأمر ولا يرفضنه بل يتعاملن معه على أنه جزء من الواقع وربما كان هذا سبباً فى فشل الكثير من الزيجات فيالها من حياة زوجية تلك التى تقوم على الطمع فى مرتب الزوجة، يكون المرتب أساس هذه الحياة وسبب انهيارها وهذا الفكر المادى يستحق وقفة تريث من الفتاة والشاب ، فقدسية الحياة الزوجية تحتاج التأنى عند الاختيار والبحث عن الآخر الذى نسعد بوجوده إلى جوارنا لا البحث عن المرتب وحجمه ومدى ثباته .

فجأة وبدون مقدمات منطقية أصبحت المرأة محوراً لأحاديث وفتاوى عدداً من الإخوة السلفيين وكأنها مخلوق فضائى ظهر فجأة فى سماء القاهرة ونبحث عن طريقة للتعامل معه . البعض يرى إلزامها بالحجاب والبعض الآخر يراها مصدراً للفتنة يجب القضاء عليه بتزويج كل شاب أربعة من الفتيات !! . أما أكثرهم رفقاً بهذا المخلوق العجيب فيرى أن البيت هو موقعها وأن العمل لن يسمح به إلا لمن تعول !! ومن مات زوجها ستعاقب إذا خرجت قبل انقضاء شهور العدة . وهكذا أصبحت المرأة فى انتظار ماهو أصعب من نتيجة الثانوية العامة ، فى انتظار تحديد وضعها كما يراها الشيوخ الجدد !!

وعلى الرغم من كل هذه الفتاوى والآراء فالأمر لايقلقنى لأنهم بالتأكيد يقصدون امرأة أخرى غير المصرية الجدعة التى خرجت وعملت وثارت وشقت الصخر . فليتحدثوا عمن يقصدونها كيفما يحلو لهم أما نحن المصريات فمثلنا مثل النيل سنجري وننطلق ونغير، ولتعلو أصواتنا مطالبات بحقوقنا حتى وإن وصف البعض مطالباتنا بكلام ستات فلنا الشرف لأننا نساء ونفتخر !!