هل حقاً سرق الإخوان الثورة؟!

كتب:ايمان عبدالرحمن

اسماء صقر

اميرة اسماعيل

سماح موسي

عمر سمير

عندما حان وقت الاحتفال بالذكرى الأولى للثورة، تباينت الآراء، فهناك من قال ليس احتفالاً بل استمراراً للثورة حتي تتحقق المطالب المشروعة، وهناك من قال احتفالاً وتأكيداًَ على تحقيق بقية المطالب التي لابد وأن تنجز، إلا أن الرأى الأخير قوبل فى ميدان التحرير بمعارضة شديدة من قبل التيارات الليبرالىة التى رأت أنه لا ينبغى الاحتفال بل التذكير باستمرار الثورة وبحق الشعب فى الحصول علي مطالبه وتحقيق العدالة في قتلة الثوار، وإتهمت جماعة الإخوان التي حملت شعار الاحتفال بأنها سرقت الثورة ، وأكلت التورتة فهل حقاً سرق الإخوان الثورة وما دلالات ذلك؟ سؤال نطرحه على جميع الأطراف، فماذا قالوا؟

أكرم القصاص :

أساليب الحزب المنحل

يري الكاتب الصحفى أكرم القصاص أن الإخوان لم يسرقوا الثورة ، ولكنهم أكبر فصيل كسب واستفاد منها ويشرح وجهة نظره قائلاً :الإخوان لم يشتركوا فى الثورة من بدئها لأنهم كانوا مشغولين بالأخذ والرد مع النظام السابق ، لكن بمجرد التنحى بدأوا يعملون مع فكرة الانتخابات.

لا يخفى «القصاص» أن الإخوان أكبر فصيل له خبرة فى الانتخابات وكانوا منافسين للحزب الوطنى منذ الثمانينيات ، هم محترفون ، منظمون وعندهم خبرة ، بجانب ما يملكون من قدرات سياسية تمكنهم من المناورة ولا ننكر قدرتهم على مخاطبة الشارع وعندهم مؤسساتهم الخيرية ، وفى أيديهم أدوات استطاعوا بها كسب الشارع لصفهم فى حين أن الأحزاب والائتلافات انشغلت بقضايا وخلافات ومعارك جانبية وتركوا الانتخابات.

ويضيف: أن الاخوان استخدموا نفس أساليب الحزب الوطنى فى عهد المخلوع بالتحكم فى إدارة الناس قبل الصناديق، من خلال تقديم وعود ورشاوى انتخابية، ولكن هذا لا يعنى أنهم الأغلبية أو الوحيدون الذين سيتحكمون فى القرار السياسى وشكل الدستور وشكل الحياة السياسية وما لم تتحقق أهداف الثورة سيسقطون فى أقرب وقت.

عزة عزت:

لا تزال السرقة مستمرة

وتقول د. عزة عزت أستاذة الإعلام بجامعة المنوفية إن الإخوان سرقوا الثورة ، أقولها «بالفم المليان» ، وهم لن يتزحزحوا ، راقب أى برنامج تليفزيونى ولاحظ أى ضيف منهم ستجد أنه من الاستحالة أن يترك أحداً يقول رأيه ، بل يصادر كل الآراء ويتحدث كما لو أنه يقول «الحكمة المقطرة» وكيف لا وهو يتكلم باسم الله وباسم الدين فيقصى كل من حوله.

وتوضح د. عزة أن الإخوان بدأوا بداية غاية فى السوء، تعاملوا بعنجهية وتسلط حتى فى تصريحاتهم ، واحد يقول والآخر ينفى «يضربوا ويلاقوا» من أجل أن يجسوا نبض الشارع حتى من ناصروهم من ليبرالين ونشطاء حقوق الإنسان ، نسوهم. إن كل المؤشرات والتصريحات التى أدلوا بها توضح مدى عنجهيتهم ، حتى فى الميدان، فى البداية قالوا لن ننزل يوم «25 يناير الماضى» وبعدها قالوا «سننزل لنؤمن مداخل الميدان» ثم أقاموا منصة مستقلة لهم أكبر من المنصات الموجودة ورفضوا أن يتشاركوها مع أى جهة أخرى وقاموا بالتشويش على المتظاهرين من خلال الخطب والأناشيد!

وتضيف : لا تزال السرقة مستمرة من قبل الإخوان ، فحتى الآن سنجدهم يقومون بالدعاية الانتخابية لمرشحى الشورى فى يوم الصمت الانتخابى.

أمينة زيدان :

لا تغتروا أيها الإخوان

الكاتبة أمينة زيدان ترى أن الأخوان استولوا على الثورة ، حتى بدون مجهود يذكر ، فتقول : «من يستولى على شئ ، على الأقل يبذل مجهوداً ، لكن الإخوان استولوا على الثورة ، «جات فى حجرهم كدة» وأقول رسالة لهم : «لا يأخذنكم بالله الغرور».

ضاحى عنتر

نعم «سرقوها»

ويلفت ضاحى عنتر المنسق العام لمنظمة ثوار مصر أن الواقع يؤكد أن الإخوان قد سرقوا الثورة منذ أن قالوا «نعم» للتعديلات الدستورية ، وحتى الوصول للسلطة بعد جوع شديد.

ويضيف ضاحى : الإخوان لم يهتموا بالثورة ولا الثوار ولا بما تحقق أو لم يتحقق ولا بما حدث فى الاشتباكات فى «محمد محمود» و «مجلس الوزراء» وأحداث القصر العينى وغيرها ولم يصدروا أى بيانات تطالب بحق الثوار ، ويكفى رفضنا لهم فى الميدان فى الذكرى الأولى للثورة فى 25 يناير الماضى.

الكاتب أسامة عفيفى:

لن يسرق أحد الثورة

أكد الكاتب والشاعر أسامة عفيفى أن الثورات لا تسرق ، وأن ثورة 25 يناير انتصرت بالفعل بإطاحة رأس النظام الفاسد وحزبه الفاسد أيضا.

ويضيف : ما يحدث الآن هو صراع بين التيارات والقوى السياسية ، وهذا أمر طبيعى بعد أى ثورة، وقد نجح الإخوان فى الفوز بالانتخابات ولا أحد يشكك فى نزاهة هذه الانتخابات ، ولكنى أؤكد أن هذه الثورة ملك للشعب المصرى وليست حكراً لأحد ، ولا يستطيع أى تيار أو حزب أو شخص أن يسرقها.

الناشطة سالى توما :

الإخوان أنهوا ثورتهم

تؤكد «سالى توما» عضوة ائتلاف شباب الثورة فى مصر أن جماعة الإخوان - ممثلة فى حزب «الحرية والعدالة» بفوزها فى البرلمان - قد وضعوا أنفسهم فى مأزق كبير فعليهم الآن الاستجابة لمطالب الشعب من توفير فرص عمل وإصلاح ما أفسد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتؤكد سالى أن الإخوان قد أنهوا ثورتهم بدخولهم البرلمان، ولكن الثورة مستمرة بالنسبة لنا جميعا حتى يتم تحقيق كل أهدافها ومطالبها المشروعة من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية.

أحمد أبو بركة:

تاريخ الإخوان النضالي

إن جماعة الإخوان المسلمين: منذ نشأتها عام 1928وهى فى حالة ثورية نشأت لتكون ثورة ضد الظلم، الفساد، الإحتلال الأجنبى وأهدافها حددت غاياتها ووسائلها وآليات الانضمام لها وروافد الجهاد بكل أشكاله ضد الاستبداد فى الداخل وضد الاحتلال الأجنبى، فى أوائل الخمسينيات وفى أرض فلسطين.

واستمرت فى حماية الجهاد ضد الاستبداد والديكتاتورية ، قدمت فى ذلك الشهداء رمياً بالرصاص بدون محاكمات وعشرات الآلاف من المعتقلين وقد استمرت على ذلك فى عهد السادات ومبارك. وكانت فى الطليعة الأولى فى ثورة 25 يناير.

ويضيف أبو بركة : بعد تزوير الانتخابات فى 2010، حددنا يوم 25 يناير لتظاهرة كبيرة وقمنا باختيار مناسبة وأن تكون فى أكثر من مكان وقررنا أن يكون أمام أقسام الشرطة والميادين العامة، وانتشرت هذه الدعوة على مواقع الفيس بوك، وبعد أحداث تونس وهروب بن على أيقن الجميع أن النظام يمكن إسقاطه، وكان لنا مطلبان هما إنهاء حالة الطوارئ وإقالة العادلى وفى يوم 16 يناير أصدر الإخوان بيانا ضممنا فيه المطالب السبعة للجمعية الوطنية للتغيير وحل مجلس الشعب والشوري والمجالس المحلية المزورة وتم استدعاء جميع قيادات الإخوان فى الـ 28 محافظة من قبل أمن الدولة وكان التهديد مباشرا بعدم النزول يوم 25 وكان ردنا قاطعا بأننا سننزل وسط قلب الجماهير. وبالفعل تواجد مائة من النواب السابقين للإخوان منهم ثمانى وثمانون عضوا فى برلمان 2005 بجانب نواب من حزب الكرامة ومستقلين، و453 عضو نقابة مهنية وشباب الإخوان الذين تواجدوا أمام دار القضاء العالى وفى كل ميادين مصر.

ثم تم القبض على 34 من قيادى الإخوان يمثلون نصف مكتب الإرشاد يوم 27 يناير حتى لا ننزل يوم جمعة الغضب ولكننا قررنا النزول بنسبة مائة فى المائة على أرض مصر كلها وتواجدنا بالفعل ومرورا بمعركة الجمل وحتى لحظة التنحى، فكيف يقال أننا سرقنا الثورة، هذا كذب وافتراء وتضليل للتاريخ.

إبتسام حبيب:

متوحدون ومنظمون

وتشدد إبتسام حبيب عضوة مجلس الشعب السابقة على أن أحداً لم يسرق الثورة وتقول الإخوان المسلمين لم يسرقوها، هم هيئوا أنفسهم منذ أكثر من 80 عاماً ويتمتعون بالتنظيم والتوحد فى العمل الجماعى على الأرض. وتضيف: كان هناك تقصير من الشباب، فلم ينظموا أنفسهم وصفوفهم ولم يتوحدوا من خلال حزب يجمعهم ويوحد كلمتهم ويواجهوا به الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية، الإخوان منظمون بشكل كبير جداً ولهذا نجحوا فى الوصول إلى البرلمان.

وترى أن عامل الوقت لم يكن فى صالح الشباب لأن التعجيل فى الانتخابات لم يعطهم الفرصة الكاملة فى التواجد فى الشارع المصرى وعلى الأرض خلال الانتخابات البرلمانية.

الناشطة مافي ماهر:

لن يمحوا هوية مصر

مافى ماهر من شباب الثورة ترى أيضاً أن الإخوان لم يسرقوا الثورة موضحة أن بعض الأعداد الكبيرة التى نزلت إلى التحرير يومى 25 يناير و28 يناير لم تعط أى فرصة لأى فصيل أن يسرق الثورة مهما حدث، حتى لو حصل الإخوان على أغلبية مجلس الشعب، فهذا ليس معناه أنهم يستطيعون محو هوية مصر أو طبيعتها، لأنه لن يصمت أحد لو حدث ذلك، فالمصريون انتقلوا من مقعد المتفرج إلى مقعد الفاعل ، فلن يستطيع أحد أن يسرق ثورتنا.

الناشط فادي اسكندر:

تقصير القوي السياسية

ويوافقها فى الرأى اسكندر من شباب الثورة وعضو حزب الكرامة قائلاً: «لا أنكر أن الأخوان لديهم تنظيم قوى واستطاعوا فرض وجودهم أكثر من القوى السياسية الأخرى، لكننا شركاء فى الثورة.

ويعترف: ربما هذا تقصير من القوى السياسية الأخرى وربما اختلفت اجندتنا عن أجندة الإخوان ولكن لهم عمل خدمى منذ سنوات وتواجد فى الشارع وأؤكد على أننا كلنا شركاء فى الثورة لذلك أرى أن الإخوان لم يسرقوها.

د. عزة هيكل:

الفكر و الرغيف

وتقول د. عزة هيكل: الإخوان لم يسرقوا الثورة فهم اشتغلوا قبل الثورة وأثنائها وبعدها وأهم ما قاموا به أنهم تعاملوا مع قضايا الشارع المصرى وأزماته مثل رغيف الخبز والصحة والمستشفيات والتعليم وغيرها من القضايا الخدمية.

وبالنسبة للفكر الاقتصادى فإن لهم فكراً إسلامياً لكنه رأسمالى فأغلبهم يتجه إلى ذلك ومشروعاتهم رأسمالية، ومع هذا وصلوا للمواطن المصرى فى الشارع وقدموا له فرصة عمل ومراكز تعليم وهذا ما لم تستطع الحكومة والليبراليون وشباب الثورة تقديم برامج واضحة لتحقيقه، لقد أخطأنا لأننا اشتغلنا على الفكر أكثر من اشتغالنا على رغيف الخبز

 

المصدر: مجلة حواء
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 501 مشاهدة
نشرت فى 1 فبراير 2012 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,700,068

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز