كتبت : أميرة اسماعيل 

 

هل مازال الأب هو فارس أحلام البنات؟!.. فحتي وقت قريب كانت كل فتاة تسعي لاختيار شريك حياة يشبه والدها لتري فيه القوة الممزوجة بالحنان والخوف عليها فضلا عن صفات وأحاسيس أخري كثيرة يمنحها الأب لبناته ليصبح العثور عليها هو الحلم الذي تصبو إليه طوال رحلة بحثها عن زوج المستقبل.. فهل اختلفت تلك الصورة الآن؟!... وإذا كان الأمر كذلك.. فلماذا توارت صورة الأب عن أذهان البنات؟ ll

تقول هبة حامد «23 سنة» محررة بأحد المواقع الإلكترونية: إننى أحب والدى جدا لطيبته وثقته المتناهية فى تصرفاتى وأفعالى وكم تمنيت شخصا مثله ولكن عندما تحب الفتاة شخصا حبا حقيقيا لا تبحث عن كونه شبيها بوالدها بقدر بحثها عن موافقة الأب عليه وبالتالى تطمئن أن اختيارها موفق..

بينما تقول مى.ع. «24 سنة»: لقد عانيت مع والدى - رحمه الله - ولكنى أثق تماما أنه ما كان يقسو علىَّ إلا لأتعلم وأكون أفضل فتيات العالم.. وخطيبى يشبهه كثيرا فى الحنان والحب ودائما ما يعطينى إحساسا بأننى الأفضل والأجمل دائما وهو ما يزيد رابطة الحب والمودة فيما بيننا.

وتوضح سمر صبرى «21 سنة» بكالوريوس إعلام جامعة القاهرة أن الأب له «كاريزما» خاصة به وله مفاهيمه الخاصة فى الحب والاهتمام والخوف على أبنائه.. ولكن الحبيب يختلف عن الأب وإن كانت هناك سمات مشتركة مثل الحب الشديد والغيرة والاحتواء وهناك فتيات يفضلن الارتباط بشخص مختلف عن آبائهن وبخاصة إن كن يفتقدن أشياء عاطفية هامة فى حياتهن.

بينما تريد بسنت .س «19 سنة» طالبة الارتباط بشخص يشبه والدها فهو مثال للاحتواء والتفاهم مع والدتها وكثيرا ما يبذل قصارى جهده لتحقيق مطالبهما ورغباتهما.

وتتفق معها فى الرأى مروة البدرى «25 سنة» -ربة منزل- والتى ترى أن والدها هو المثل الأعلى فى كل شئ.. فهو الرفيق .. الحنون.. عطاء بلا حدود.. وعن اختيارها لزوجها قالت: كان حبى الأول وزوجى الذى لمست فيه أشياء تقترب من أبى ولكنها تقترب أكثر من مشاعرى كأنثى وبدأت حياتى معه بالزواج وإنجاب طفل الذى أصبح محور حياتى الآن..

تفكك الأسرة وترابطها هو العامل المؤثر فى الاختيار .. هذا ما أكدته هايدى محمد وأضافت أن الأب القدوة قليلا ما يكون موجودا الآن.

وللشباب رأي

يقول هشام سيد «31 سنة»: قليلات جدا من يحلمن بشريك حياتهن الذى يشبه والدهن لأن الأب له صورة صارمة وجادة وذلك للتأثير وتربية أبنائه بشكل سليم وهو ما لا تحبه الكثيرات فى شخص ترتبط به ويكون له نفس الطباع.. ولكن إن أحبن شخصا له نفس الصفات فهذا هو قرار القلب والحب..

بينما يوضح محمود عبدالفتاح «27 سنة» كيميائى، رأيه قائلا: كل فتاة بداخلها صورة تتكون ملامحها من كل من حولها لتكون الصورة النهائية لفارس أحلامها التى تحمل صفات من أبيها وأخرى من أخيها ومن الأقارب ومن الزملاء .

ويرى عبدالسلام محمود «29 سنة»َ كيميائى: أن الفتاة كثيرا ما تعجب بوالدها ولكن عند اختيار الزوج تختلف المعايير وقديما لم يكن نطاق التعارف والانفتاح الذى نراه الآن.. فأصبحت كل فتاة لها رؤيتها الخاصة بشريك حياتها.. ويتفق معه فى الرأى هانى على «34 سنة»َ طبيب فى أن الصفات التى يغرسها الأب بداخل ابنته تؤثر عليها فى الاختيار، والفتاة بشكل عام هى دائما باحثة عن الحب والاحتواء وغرس الثقة وتنميتها وإعطائها الشعور بالذات ودفعها لتحقيق طموحها وإثبات شخصيتها.

بينما يدافع على مؤنس «45» سنة -مهندس ديكور- عن اختيارات بناته قائلا: لقد غرست الحب فى بناتى وثقتهن بالنفس والقدرة على الاختيار وعندما اختارت ابنتى الكبرى خطيبها لم أعترض لأنه مناسب لها وهى من اختارته بمحض إرادتها ولا علاقة إذا كان يشبهنى أم لا، المهم هو التوافق والترابط بينهما.

احتياجات عاطفية

وتعلق د.سوسن فايد أستاذة علم النفس الاجتماعى بالمركز القومى للبحوث على الآراء السابقة قائلة: إن الأب هو المثل الأعلى الأوحد فى الماضى ولكن فى هذا العصر الملئ بالمتغيرات والإغراءات المادية وطغيانها على الجوانب المعنوية باتت هناك اختيارات متعددة ودائما ما تبحث الفتاة عن زوج يحتويها ويوفر لها المتطلبات الأساسية فى الحياة ولا يتجاهل الجانب النفسى واحتياجها المستمر للعاطفة والحب وتؤكد د. سوسن أن الفتاة الآن لا ترتبط كثيرا بوالدها وإنما تتطلع لحياتها المستقلة واختيار شريك حياتها وفقا لمعايير خاصة لها ولكن مع مراعاة موافقة الأب والأسرة على هذا الاختيار  

 

المصدر: مجلة حواء- أميرة اسماعيل

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,783,691

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز