من دون مقدمات نرشح الفنان حسن حسني لجائزة نجم العام، وهي الجائزة التي سوف تتجاهلها معظم الاستفتاءات التي يوحي لنا أصحابها أنها تمت بحيادية وبناء على آراء الآلاف من الجماهير ـ مستمعين أو مشاهدين أو قراء ـ وهو أمر مشكوك في مصداقيته في كل وقت وحين؛ فالحقيقة أننا لا نعرف استطلاعات الرأي التي تنظم بشكل علمي منهجي، بل أنها في الغالب الأعم تعبر عن أهواء أصحابها ومصالحهم و"شللهم" التي ينتمون إليها ويتحكمون في نتائجها..
حسن حسني يعمل بدأب ونشاط ابن العشرين ـ مواليد حي القلعة في الخامس عشر من أكتوبر عام واحد وثلاثين من القرن الماضي، ليس له شلة ينتمي إليها، وإن كان في المقابل يعد أبا روحيا لكل النجوم الموجودين على الساحة، وقد سألت أحد النجوم السوبر من الشباب الذي له نصيب الصدارة في الشباك بالنسبة للسينما والمسرح، سألته عن سر "خطف" نجوم السينما لعم حسن حسني وتمسكهم فور توقيع عقد لفيلم جديد، فاندهش النجم الشاب متسائلا في دهشة: إنت مش عارف بجد السر؟
قلت: لا أعرف غير أنه فنان موهوب من الدرجة الأولى، ويجيد لعب كافة الأدوار بإتقان شديد وأيضا أنه يجمع بين الكوميدي والتراجيدي في براعة يتميز بها.. ولا يغريه المال بقدر ما يغريه فريق العمل.
قال: وفوق كل هذا فهو بمثابة "تميمة الحظ" لأي عمل فني يدخله، وهو بالفعل تحقق الأعمال التي يشارك بها أرقاما خيالية، وأضاف محدثي: كل الوسط الفني يعلمون أن الفنان حسن حسني هو "وش الخير والسعد" عليهم، وهو من جانبه يعد أكثر الفنانين تواضعا واستجابة لدعوات الجيل الجديد من الشباب، وهو يوقع على العقود دون أن يقرأ شروطها، ولا تشغله على الإطلاق مسألة مكان اسمه على الأفيش، ولكن الكل يعرف قدره وتاريخه ومكانته بشكل لائق يشرف العمل الذي يشارك به.
هذا العام شهد قبيل رحيله تكريم الفنان الكبير، القدير، حسن حسني، بجائزة يستحقها عن جدارة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهو أمر تأخر كثيرا، ولكن نحمد الله أننا انتبهنا لتكريم الكبار في حياتهم ووسط جمهورهم الذي يحبهم ويدوي تصفيقهم في أذن وقلب نجمهم المفضل فيمدونه بإكسير الحياة، ويعيش لحظات الحصاد لمشواره باحتضانهم له.
ساحة النقاش