جهود عديدة تبذل من قبل الدولة والجهات المعنية لمواجهة آفة السمنة التى تصيب بعض الأطفال والشباب من هنا حرصت «حواء » على الالتقاء بأستاذ د. بهاء ناجى خبير علاج السمنة والرشاقة، للتعرف عن العادات الغذائية الواجب اتباعها مع الطفل منذ ولادته حماية له من الإصابة بهذا المرض، كما تطرقت معه لأبرز وأحدث طرق علاج السمنة...
- أظهرت بعض الدراسات ارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة لدى الأطفال، فما الأسباب وراء تلك الزيادة؟
ترجع سمنة الأطفال إلى عدة أسباب منها ما هو وراثي، فإذا كانت الأسرة تحمل جينات سمنة يكون الأطفال أكثر عرضة للإصابة بها، بالإضافة إلى السلوك الغذائى الخاطئ للأسرة من إطعام الأطفال بطريقة عشوائية وعدم النظر لما يتناوله الأطفال من عناصر غذائية، وقد يكون سببا مرضيا كالخمول في الغدة الدرقية أو بعض الأمراض في الغدة النخامية.
- وهل يمكن علاج السمنة الناتجة عن أسباب وراثية؟
أثبتت العديد من الدراسات العلمية أنه إذا كان هناك جين وراثي أو عدة جينات مسئولة عن السمنة يمكن علاجها من خلال تعديل السلوك الغذائى للطفل بزيادة نسبة البروتين والخضراوات والفاكهة وتقليل المقليات والنشويات فى الوجبات الغذائية، مع ممارسة الرياضة المختلفة من عمر 4 سنوات أو ممارسة رياضة منزلية من قبل ذلك وهذا ما يساعد على حمايته من تكون الخلايا الدهنية فى الجسم.
- وماذا عن السلوك الخاطئ في تناول الطعام وإلى أى مدى يؤثر على زيادة الوزن؟
يرجع هذا السبب إلى الأهل مباشرة فهم يعتقدوا أن إطعامهم لأطفالهم بشكل عشوائي هو السبيل لحمايتهم من الأمراض والضعف، وهذا اعتقاد خاطئ حيث إن معظم الأطفال الذين يعانون الأنيميا يشتكون السمنة، بالإضافة أن الطفل يصاب بأمراض أخرى بسبب ثقل وزنه مثل "اعوجاج الساقين" وارتفاع نسبة الكوريسترول فى الدم، بالإضافة إلى ابتعاده عن ممارسة الرياضة لعدم قدرته على ممارستها ما يصيبه بحالة نفسية تدفعه للإسراف فى تناول الحلويات لتعديل حالته المزاجية.
- وفي حالة إصابة الطفل بقصور فى إفرازات الغدة الدرقية أو النخامية كيف يتم التعامل مع هذه الحالة؟
يتم اكتشاف المرض عن طريق التحاليل والإشاعات ، وبناء على ذلك يتم علاج المرض من خلال تغذية مناسبة للطفل مع إعطاء بعض الأدوية التى تساعد على تنشيط الغدة.
- إذا تحدثنا عن التغذية المناسبة منذ لحظة الولادة، فهل تتسبب الرضاعة الصناعية فى الإصابة بالسمنة؟
أفضل طرق التغذية لحديثي الولادة الرضاعة الطبيعية والابتعاد تماما عن الألبان الصناعية، فالرضاعة الصناعية هي الخطوة الأولى لإصابة الطفل بالسمنة لما يحتويه اللبن من عناصر تساعد على تكوين الخلايا الدهنية، لذلك فمن الأفضل إعطاء الطفل ألبان قليلة الدهون وليست صناعية، كما أنصح بإطالة فترة الرضاعة الطبيعية وعدم قصرها على 6 شهور أو عام.
- وماذا عن التغذية المناسبة للطفل بعد 6 أشهر؟
تعد هذه المرحلة أكثر الفترات التي يجب التركيز فيها على تغذية الأطفال لذا يجب اختيار نوع ونمط الطعام الصحي للطفل لتعتاد خلايا المخ على هذه النوعية من التغذية والابتعاد تماما عن الأطعمة الجاهزة، كما يجب الحفاظ على الساعة البيولوجية للطفل حيث إنه يجب أن يعتاد على مواعيد ثابتة للطعام وعدم مساعدته على تناوله، فالأفضل أن يستفاد الطفل من وجبته الصغيرة بكل ما فيها من عناصر وأحماض أمينية، إلى اعتماد وجبة الافطار وجبة رئيسية مع الحفاظ على نمط تناول الطعام حتى لا نسمح للطفل بتناوله في أي مكان وأي وقت أو أمام التلفاز أو الإنترنت أو غير ذلك بل يجب أن يفهم أن للطعام وقتا ومكانا محددين لتناوله.
- وماذا عن أهمية ممارسة الرياضة بالنسبة للأطفال؟
يحتاج الطفل في سن صغيرة إلى اللعب والحركة لتنشيط الدورة الدموية ومنع تكون الخلايا الدهنية لذلك يجب أن نلاعب الأبناء ونساعدهم على الحركة والمشي دائما، ومع عمر 4 سنوات يجب إشراكهم فى رياضة ما في أحد الأندية أو مراكز الشباب والمدارس مع أهمية الاستمرار فى ممارستها على مدار العام.
- ما المكونات الرئيسية التى يجب أن نحرص عليها فى وجبة الطفل؟
يجب أن نتبع الهرم الغذائي الذي يحتوى على نسبة 40% من النشويات و30 % من الخضراوات والفاكهة والبقوليات و25 % من منتجات الألبان والبروتينيات و5% زيوت غير مشبعة، وبالنسبة للنشويات فيفضل تناول الأرز والبطاطس والابتعاد عن المكرونة والخبز، أما البقوليات فينبغى أن يتناولها الطفل مرتين أسبوعيا، بينما يجب أن تتضمن الوجبات اليومية نسب كبيرة من الخضراوات، كما يفضل إضافة الليمون إلى طبق السلاطة حيث يحتوي على فيتامين "ج"، وتعد الفاكهة من أهم العناصر التى يجب أن يتناولها الطفل سواء فى شكلها الطبيعى أو عصائر، حيث أثبتت الدراسات أن تناول العصائر مع وجبة الإفطار تزيد امتصاص الحديد خاصة عصير البرتقال، بالإضافة إلى الألبان ومشتقاتها، علما بأن الطفل يحتاج إلى تناول بروتينات لحوم مرتين أسبوعيا وكذا الأسماك والبقوليات.
- وما الزيوت غير المشبعة؟
الزبدة والقشطة وهي غير مفيدة للأطفال أو الكبار، أما الزيوت النباتية مثل زيت عباد الشمس وبذرة الكتان والذرة والزيتون فيجب إضافتها إلى الطعام ليحدث نوع من الامتصاص لبعض الفيتامينات مثل فيتامين "أ،ه،د،ك" وهي فيتامينات مهمة للطفل، ففيتامين "أ" يغذي الشعر، بينما يعد "د" مصدرا جيدا للكالسيوم وتقوية العظام ووقاية الطفل من الإصابة بالكساح .
- تعاونت مع المجلة لإطلاق حملتها لمواجهة السمنة من خلال علاج بعض الحالات مجانا، فما الدافع وراء ذلك؟
منذ أن أطلق سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى، مبادرة مواجهة السمنة لدى الأطفال وأنا أنتظر التطبيق الفعلى لها على أرض الواقع فهى مبادرة غاية فى الأهمية حيث تحفاظ على أبنائنا من الإصابة بالسمنة والأمراض المصاحبة لها، كما أنه لم يسبق لرئيس دولة أن أطلق مثل هذه المبادرة، لذا سعدت بمساعى "حواء" لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية وسارعت إلى التعاون معها، وأعد قارئات المجلة أنها ستكون حملة متكاملة توفر برامج غذائية وحميات تناسب مختلف الأعمار، وسيتم إلحاقها بأعداد المجلة للأطفال والشباب، مع تبني حالة شهرية لعلاجها مجانا من السمنة كبداية، حيث أنوي نشر التوعية بها في المدارس والأندية وذلك بالتعاون مع المجلة لضمان انتشارها على أكبر نطاق ممكن.
ساحة النقاش