صورة مشرفة رسمها الشعب المصرى، ومثل أعلى ضربه المصريون للعالم أجمع فى مساندة الوطن ودفعه نحو البناء والتنمية منذ اندلاع ثورة ٣٠ يونيو، وحتى الوقت الراهن، مقدمين كل غال وثمين فداء لهذا الوطن، عزيمتهم صلبة رغم محاولات عديدة للنيل منها وتسريب اليأس إلى نفوسهم. فماذا عن استعدادهم للمشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية وإدراكهم لأهمية هذا، هذا هو ما حاولنا بحثه..
أكد عدد من الشخصيات العامة والبرلمانيين أن المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية الجديدة واجب وطنى على كل مصرى، وأنها معيار لمدى وعى المصريين بحقوقهم الدستورية التى تكفل لهم الحق فى التصويت بـ "لا أو نعم"، حيث دعت د.سحر عثمان،عضو مجلس النواب المصريين إلىالمشاركةبقوةفىالاستفتاءعلى التعديلات الدستورية مؤكدة أنها ضرورة وطنية يجب على الجميع التكاتف لإجرائها دون النظر إلى التأييد أو المعارضة، معولة فى ذلك على وعى الشعب المصرى بواجبه الوطنى فى مساندة بلده، قائلة: ضرب الشعب المصرى منذ ثورة 30 يونيو أروع الأمثلة فى المشاركة الإيجابية فى الأحداث السياسية التى يمر بها الوطن وذلك من خلال نزول الملايين إلى الشوارع والميادين لتفويض الدولة للحرب على الإرهاب واقتلاع جذوره، ولا شك أن مشاركة المصريين فى الاستفتاء المقبل رسالة للعالم أجمع أنهم على وعى تام بحقوقهم القانونية وأنهم لا يتخاذلون عن أداء أدوارهم الوطنية،خاصة فى ظل ترقب العالم لما تحققه مصر من إنجازات على مختلف الأصعدة وسعيها الحثيث نحو الإصلاح السياسي والتشريعى.
ويقول د.صلاح حسب الله، المتحدث باسم مجلس النواب ورئيس حزب الحرية: لاشك أن نسبة مشاركة مواطنى أى دولة فى الاستحقاقات السياسية التى تشهدها تلك الدولة مؤشر على وعيهم بحقوقهم السياسية ومدى الحرية التى يتمتعون بها، لذا أرى أن المشاركة فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية واجب وطنى على كل مصرى وإن كان بالرفض، وأن المقاطعة خيانة للوطن.
وعن استعدادت الحزب للاستفتاء يقول: نعمل داخل الحزب على تنظيمحملةبعنوان "خليك مسئول وشارك فى الدستور" بهدف حث المواطنين على المشاركة فى الاستفتاء على الدستور والذهاب للصناديق الانتخابية إلى جانب شرح مواد التعديلات وترك الخيار للمواطنين بالتأييد أو الرفض.
صورة مشرفة
ودعا محمود حسن، وكيل لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب المواطنن إلى عدم التفريط فى حقهم الدستورى والمشاركة فى الاستفتاء، قائا: من حق مجلس النواب طرح التعديات الدستورية والمواطن هو الوحيد صاحب الحق فى إقرارها، معربا عن ثقته فى قدرة الشعب المصرى على تقديم صورة مشرفة لمصر أمام جميع دول العالم كالتى قدمها خال الاستحقاقات الدستورية السابقة.
وتابع: مبادئ الديمقراطية تعطى الحق للمواطن بالموافقة أو الرفض على أى تعديل يجرى على الدستور الذى هو عقد اجتماعى وليس نصا إلهيا لا يقبل التبديل ولا التعديل، لذا أناشد جمع المصريين بالمشاركة الإيجابية وعدم الانسياق وراء دعواترفضالاستفتاء والمقاطعة والتى تحصر التعديلات فى مد فترة الرئاسة دون النظر إلى مزايا المواد الأخرى التى تم تعديلها كتخصيص 25% من مقاعد البرلمان للمرأة كحد أدنى، وضمان تمثيل مناسب للشباب وذوى الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى إنشاء مجلس شيوخ يساعد على تسريع العجلة التشريعية لتواكب ثورة التنمية.
من جانبها وجهت د. جيهان جادو، عضو مجلس حى فرساى بفرنسا رسالة إلى المصرين بالخارج تطالبهم بالاحتشاد أثناء أيام إجراء الاستفتاء الشعبى على التعديات الدستورية الجديدة، مؤكدة أن المشاركة واجب وطنى على كل مصرى أن يؤديه من أجل بناء مصر الحديثة واستكمال مسيرة التنمية والبناء، لافتة إلى أن المشاركة فى الاستفتاء أبلغ رد على
الشائعات التى يروجها أعداء الوطن، وأن مصر دولة مؤسسات وتعيش أزهى عصور الديمقراطية، مشددة على أن التصويت على التعديات الدستورية حرية مكفولة للجميع بالرفض أو القبول، وليس معنى إجراء مجلس النواب التعديات أو موافقة نوابه عليها مصادرة آراء الشعب، قائلة: الكلمة النهائية للشعب المصرى الذى بإمكانه وحده إقرار هذه التعديلات أو إسدال الستار عليها، لذا أدعو المصرين فى مختلف بلدان العالم إلى المشاركة الإيجابية بكل المقاييس، والتصدى لمحاولات الهدم والإحباط حتى يشهد العالم كله أن لمصر جنودها بالداخل والخارج واعين بحقوقهم السياسية ومكتسباتهم الدستورية.
المرأة المصرية
من جانبها دعت السفيرة منى عمر عضو المجلس القومى للمرأة، المرأة المصرية التى تمثل أكثر من 23 مليون صوت انتخابى إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع لإدلاء بصوتها فى الاستفتاء بحرية تامة دون تردد فى أن تعبر عن رأيها، مؤكدة أن مشاركة المرأة المصرية وتصدرها المشهد كما فعلت خال الاستحقاقات السابقة دليل لا يقبل الشك أنه ما زال لها دور فاعل فى المجتمع وأن التحديات التى تواجهها الدولة لم تنل من عزيمتها بل زادتها أصرارا وتمسكا بحقوقها قائلة: خروجنا للاستفتاء إثبات للعالم أن عزيمتنا وإرادتنا لن يكسرها أى إرهاب يسعى إلى إسكات أصواتنا وترويعنا من أجل النيل من مكتسباتنا أو عرقلة مسيرة التنمية التى تشهدها مصر ويراقبها العالم عن كثب، ولنحافظ على الصورة التى أعطيناها للعالم فى ثورة 30 يونيو وما أعقبها من استحقاقات سياسية كنا فيها جواد الرهان التى طالما عولت عليه الدولة، مشددة على أن مشاركة المرأة فى الاستفتاء على التعديات الدستورية بمثابة حماية للمكتسبات التى حققتها على مدار السنوات الماضية، وإيذانا باعتزامها حصد المزيد من الحقوق، إلى جانب التأكيد على أنها كانت وما زالت سندا لوطنها داعمة له فى كافة الأحداث السياسية.
وقالت: يجب أن تشارك كل امرأة مصرية حريصة على استقرار بلدها وبناء مستقبل زاهر لأبنائها فى الاستفتاء على الدستور وأن تدرك مدى أهمية صوتها حتى تصل مصر بنسائها ورجالها وشبابها وشيوخها إلى ما يستحقه هذا الشعب من مكانة بن الدول المتقدمة بما تمتلكه من ثروات طبيعية وبشرية تؤهلها لأن تكون فى مصاف هذه الدول، خاصة بعد صناعتها المستحيل الذى لم يكن يتخيله العالم أجمع فى سنوات معدودات فى ظل قيادة تتطلع لمستقبل أفضل لوطنها وتؤمن بحق مواطنيه فى عيش حياة كريمة.
فتاوى شاذة
عن الدعوات التى يروجها أتباع الجماعة الإرهابية عن مقاطعة الاستفتاء على الدستور وعدم شرعية تعديله يقول د. عباس شومان، وكيل الأزهر سابقا: أكد الأزهر فى أكثر من مناسبة على أن المشاركة فى الاستحقاقات التى يشهدها الوطن من انتخابات سواء برلمانية أو رئاسية أو استفتاء شعبى على الدستور واجب وطنى على كل فرد يحق له التصويت وفقا لما ينظمه القانون وذلك انطلاقا من أن هذه الأحداث تهدف لمصلحة الوطن التى هى أحد مقاصد الشريعة، إذ لا حرمة لدم ولا حفظ لعقل ولا صون لعرض ولا أمن على مال دون وطن آمن يجمع الشمل ويوحد الصف ويبعث الأمل فى نفوس مواطنيه، وأقول لكل من يحاول ترويج فتاوى أو دعوات لرفض الاستفتاء إياكم والمتاجرة بالدين واستغلاله مطية لأهداف دنيوية، ويمكنكم بدلا من الإفتاء بغير علم أن تتوجهوا إلى مقار التصويت وتصوتوا برفض التعديات فهذا حقكم، وأقول للشعب المصرى لقد أعطيتم للعالم درسا حضاريا فى ثوراتكم التاريخية، وقادرون على تجسيد إرادتكم الحرة فى الخروج للاستفتاء بتحضر وحرية دون التأثر بدعوات التأييد أو المعارضة.
ساحة النقاش