تساؤلات عديدة تشغل فكر المواطن المصرى حول التعديلات الدستورية الجديدة، وما تقدمه من مكتسبات للمرأة والشباب وغيرهما من الفئات، وحيرة تسيطر عليه خاصة مع تباين الآراء حولها.
«حواء » نقلت هذه التساؤلات إلى د. هبة هجرس، عضو لجنة التضامن والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة بالبرلمان، ومقررة لجنة المرأة ذات الإعاقة بالمجلس القومى للمرأة، فى محاولة لتوضيح الصورة كاملة أمام المواطن المصرى..
فى البداية كيف تقرئين كوتة المرأة فى التعديلات الجديدة؟
لا شك أن نظام الكوتة أكبر الضمانات لتمثيل المرأة داخل البرلمان، كما أن الأعضاء لم يضعوه ضمن التعديلات الدستورية إلا لثقتهم بأداء البرلمانيات اللائى نجحن فى التمثيل المشرف للمرأة وإثبات جدارتهن على خوض المعترك النيابى من خلال 90 نائبة تحت القبة، وعلى الرغم من أن البعض كان يشير إلى عدم ملائمة الوضع للكوتة الخاصة بالمرأة لكن على النقيض كانت هناك آراء ناضجة ترى أن عدد النساء المؤهلات المتعلمات الفاعلات اللائى وصلن إلى مواقع قيادية على جميع المستويات والأماكن كبير، لذلك يحق للنساء هذه الكوتة داخل البرلمان.
وكيف تقيمين أداء المرأة داخل البرلمان خاصة الفائزات بمقاعد العمال والفلاحين؟
في الحقيقة هذه النجاحات للنساء داخل البرلمان لا تخص المرأة المتعلمة فقط لكنني أتحدث عن كل النساء سواء الفلاحة أو العاملة منهن، فهؤلاء في الحقيقة أدائهن مبهر ولديهن وعي وثقافة وقدرة على التواجد، فبعض من هؤلاء البرلمانيات بعد دخولها البرلمان تعمل بشكل أفضل، وكثيرات منهن عملن على رفع كفاءتهن وحصلن على مؤهلات أعلى حتى يكن أكثر فاعلية وقدرة على الأداء داخل البرلمان، لذا أعتقد أن كل واحدة منهن خبراتها في مجالها مهمة جدا وذلك حتى يكون هناك تنوع يجعل أي تشريع يراعى كل الفئات والاحتياجات والقضايا داخل المجتمع.
تختلف المرأة عن الرجل داخل البرلمان في النظر لمشاكل المجتمع وعرض القضايا وتناولها، فما تعليقك على ذلك؟
دائما ما تختلف رؤية المرأة عن الرجل، فالأخير ينظر لقضايا العمال والعاملات بشكل عام بينما تنظر المرأة لكل التفاصيل المتعلقة بالأسرة والمجتمع، وتراعى الأدوات المساعدة والقضايا المتشعبة والظروف الاقتصادية والاحتياجات المختلفة، فإضافة المرأة للتشريع له حساسية مختلفة ورؤيتها تكون ملمة لكل تفاصيل الأسرة التى من ضمنها الرجل، كما أن البرلمانية تفكر كيف سيكون هذا التشريع الجديد فعال لزوجها وأولادها وأمها وأبيها والمجتمع من حولها.
نظام الكوتة تطبقه العديد من دول العالم وأثبت نجاحه، فهل سيحقق نفس النجاح فى المجتمع المصرى؟
أعتقد أن نظام الكوتة ضروري خاصة فى ظل الثقافة الذكورية التى تسيطر على مجتمعنا، ما يجعل من هذا الضمان الأكبر لتمثيل المرأة داخل المجالس النيابية والمحلية، كما أن هذا النظام متبع لدى الكثير من دول العالم وعلى رأسها ألمانيا، ودعينا نفترض إلغاء هذا النظام، لا شك أن العادات والثقافات السائدة التي تغلب الرجل على المرأة ستؤثر على تواجد الأخيرة فى الحياة العامة ما يزيد نصيب الرجل من العمل العام على حساب المرأة، لذا قررت العديد من الدول تحديد كوتة للنساء على أن تزداد نسبتها بالتدريج لتصل إلى المناصفة بين الجنسين انطلاقا من أن الرجل والمرأة شركاء فى المجتمع، كما تنص دساتير هذه الدول على كوتة حزبية تضم ستة مقاعد للرجال وأربعة للنساء، وعندما يعطي أحد هذه الأحزاب عدد أقل للنساء يظل مقعد المرأة فارغا ولا يحل مكانها الرجل حتى يهتم الحزب في المرة المقبلة ويبحث عن نساء مؤهلات أو يدعمهن، وهكذا يحاولون تغيير الفكر والعادات الذكورية السائدة ويدعمون المرأة بشكل إيجابي حتى تتوازن الأمور.
وكيف تقرئين ما نصت عليه التعديلات من مواد خاصة بمشاركة الشباب فى الحياة السياسية؟
بالنسبة للشباب في التعديلات الدستورية هناك كوتة مناسبة لهم لكنني أعتقد أنهم يحتاجون إلى كوتة ثابتة تزداد بالتدريج وهو ما أتطلع إلى أن ينص عليه القانون المنظم لمجلس النواب فهم يستحقون مساحات أكبر باعتبارهم أمل المستقبل وحاملو الراية فيما بعد، لذا أدعو الدولة إلى الاستمرار فى تحفيز الشباب وإعدادهم لتولى المواقع القيادية، فعندما يقابلني شباب من المعاقين أتحدث معهم عن الترشح للبرلمان حتى يستطيعون تكملة مسيرة القيادة، فنحن نحتاج أن ندعم هؤلاء الشباب وأن نعرفهم أن هناك فرصا مفتوحة لهم يستطيعون من خلالها التواجد والقيادة.
وإلى أى مدى تؤثر التعديلات الدستورية على تواجد ذوى القدرات الخاصة فى الحياة العامة والنيابية؟
انتهينا من المادة الانتقالية التي كانت تشير إلى أنه يتم الانتخاب لمرة واحدة لجميع الفئات المذكورة بالمادة بالنسبة للشباب والمعاقين والعاملين بالخارج وغيرهم لأن التجربة تؤكد أن كل هذه الفئات أضافوا رؤى جديدة للتشريع وخدمة الناس الذين يمثلونهم، وفي التعديلات الدستورية سيتم تثبيت هذه المادة وأنا في الحقيقة سعيدة بذلك، لأن كل فئة من هذه الفئات أظهرت فعالية غير عادية وكان لهم تأثير إيجابي ترك صدى داخل المجلس بشكل ملحوظ، وإن كان ما تمنيته أن يتغير أو يعالجه القانون بشكل تفصيلي أكثر هي كوتة الشباب بحيث ترفع بالتدريج فهم الأمل والمستقبل.
ما الأمور التي تودين مراعاتها فى إنشاء مجلس الشيوخ الجديد؟
مراعاة التوازن النسبي بحيث يكون التمثيل مرتبط بنسب معينة ومحددة، وأن يكون هذا المجلس مرآة للبرلمان وما يحدث فيه، بمعنى أن يكون بذات التوليفة التي يتم تطبيقها في البرلمان.
في رأيك ما التأثير المباشر للتعديلات الدستورية على المرأة والأسرة؟
أعتقد أن كل مواد التعديلات الدستورية ستعود بشكل إيجابي على المجتمع وسترفع من شأن المرأة وتعود بالنفع على كل أفراد الأسرة.
ساحة النقاش