كنت قد شرفت بحضور افتتاح سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي, لعدد من المشروعات التنموية الكبرى بوسط سيناء والإسماعيلية والتي كان من بينها أنفاق "تحيا مصر" بشمال الإسماعيلية أسفل قناة السويس، وغيرها من المشروعات القومية العملاقة والتى تأتى فى إطار خطط الدولة للتنمية ودعم المقومات الحضارية وإقامة شرايين مرورية جديدة تعزز فرص الاستثمار والتنمية بهذه المناطق كما تخفف العبء عن كاهل المواطنين، ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها بحضور افتتاح مثل هذه المشروعات التي تؤكد بما لا يدعو لأي شك أننا شعب قد حصنته العناية الإلهية بجيش لابد وأن ندعو الله جميعا أن يحميه، بل ونعمل على مساندته ودعمه بكل السبل المتاحة حتى وإن كانت معنوية، والأمر ليس بجديد على جيشنا الذي لم يتوان فيما يتعلق بهذا الجانب التنموي الداعم والمساند للشعب المصري عن التواجد بيننا فعلى سبيل المثال وبجانب إشرافه على مثل هذه المشروعات يقوم بطرح منتجات غذائية متميزة من اللحوم والدواجن ومنتجات الألبان والسلع الغذائية المختلفة بأسعار التكلفة سواء من خلال المجمعات ومنافذ البيع المختلفة, وكذلك سيارات البيع التي تتواجد في كافة المناطق حتى تكون على مقربة من الجميع بما يساهم في التخفيف عن كاهلنا جميعا بل ومحاربة الغلاء وجشع بعض التجار، وهو جانب قد يراه البعض بعيدا عن المسئوليات الجسام التي يضطلع بها الجيش المصري، ولكن هذا هو جيش مصر، جيش يزرع ويبني المشروعات القومية العملاقة، وفي نفس الوقت يحارب ويدافع ويحمي، غير مكترث بما يثيره أعداء الوطن من آن لآخر من دعاوى للسخرية من دوره التنموي هذا، فما يعنيه هنا هو هذا الوطن وأمنه وسلامته، وهو ما عايشناه جميعا عن قرب مؤخرا من خلال العملية الشاملة "سيناء 2018", والتي عنيت بالقضاء على البؤر الإرهابية، وتطهير شمال ووسط سيناء من الإرهاب الأسود, وتأمين حدودنا على كافة الاتجاهات الإستراتيجية، بمشاركة أبطالنا من القوات المسلحة والشرطة, ومن منا لا يتذكر بجانب هذا كله العديد من صور أبنائنا وأشقائنا من أبطال الجيش المصري وهم يشاركون الشعب بكل فئاته لحظات النضال بل والفرحة والنصر خلال ثورة 30 يونيو وما سبقها من أحداث نظيرة، فيحمل هذا طفلا, ويحنو هذا على شيخ أو سيدة مسنة، صور عديدة تحفل بها ذاكرتنا وذاكرة الوطن, وتحملنا بالكثير ونحن نسترجعها بل ونعايش في كل يوم بطولة جديدة لأبطالنا حماة الوطن، فصحيح أننا بعيدون عن قلب المعركة ولكننا كأمهات وزوجات مصريات نستطيع القيام بالكثير دعما لهم ومساندة لوطننا، فيكفي أن نغرس روح الانتماء والولاء وحب هذا الوطن في نفوس أبنائنا, يكفي أن نشترى لهم وكما تربينا جميعا بدلة الضابط وبندقية الجندي حتى يدركوا وببساطة أهمية الدور الذي يقوم به جنودنا من أبطال الجيش والشرطة على حد سواء, بل ويتمنى كل منهم أن يشب ليكمل هذا الدور ويكون واحدا من هؤلاء الأبطال، يكفي أن نصطحب أبناءنا معنا خلال كافة الاستحقاقات الدستورية المقبلة ونحن ندلى بأصواتنا، حتى وإن لم يكن لهم حق التصويت بحكم صغر سنهم حتى يدركوا ما هو معنى الأرض وما هو الوطن، يكفي أن نشرح لهم وببساطة ما يحدث حولهم وما ينسجه أبطالنا في هدوء من بطولات حتى ننمي لديهم روح الفخر والعزة بجنودنا، يكفي أن نضع ميزانية اقتصادية متوازنة لحياتنا تساعد بدلا من أن تكون عبئا علينا وعلى بلادنا، بل ونعلم من خلالها أبنائنا معنى الادخار ومعنى التوفير والاستعداد للبناء في الغد، فبهذا نقول وببساطة لكل جندي من جنودنا "نحن معك, ربنا يحميك لمصر".
ساحة النقاش