ينتقل من علاقة إلى أخرى دون أى حساب للمشاعر، وقد يكون على علاقة بأكثر من أنثى فى نفس الوقت، ينظر إلى نفسه كأنه «دونجوان » ولكنه فى الحقيقة وفى نظر الكثيرات منا، ما هو إلا رجل بتعبير النساء «عينه زايغة ،» لا يأبه بالمشاعر بل يطمس معنى الخيانة عن قصد متعمدا تحت مسميات أخرى باسم الهوى والحب، هو رجل نحذرك منه، فكيف تتعاملن معه؟ وهل نعطى له فرصة أخرى؟ أم لا؟ كلها إجابات اقرئيها معنا فى السطور القادمة..
عن حكايات عاشتها المرأة مع رجل متعدد العلاقات تروي لنا أسماء يحيي محاسبة قصتها قائلة: "كان زميلي في العمل وجمعت بيننا قصة حب، انتهت بخطوبة دامت عامين، عانيت فيها الأمرين من الشك بعد اكتشافي علاقات متعددة له مع صديقات على الفيس بوك، وللأسف يرى أنها صداقات لا يجب أن أغضب بسببها "لأنه رجل"!، أعطيت له فرصة ولكنني أرهقت نفسيا من البحث ورائه وشكي الدائم به، فقررت الانفصال، فكيف أحيا معه وأنا أعلم جيدا أنه لن يتغير بعد الزواج؟
أما دينا أبو السعود محامية فتحكي قصة إحدى الحالات التي تعاملت معها في محكمة الأسرة، فالزوجة بعد عشرة دامت عشر سنوات اكتشفت أن زوجها الطبيب الشهير على علاقات مع أكثر من سيدة، وبعد اكتشافها ومواجهته قال لها لن أتغير أنا اخترتك "قطة مغمضة" وإن لم يعجبك الوضع فـ "الباب يفوت جمل"، وبالفعل لم تتحمل كرامتها الإهانة وأقامت عليه دعوى خلع.
"المصيبة أنهم يعتقدون أنها رجولة"، هكذا علقت رشا شعبان مديرة بإحدى النوادي الرياضية، وأضافت: لن يتغير رجل تعود على إقامة علاقات نسائية ويرى أن الرجل لا يخطئ دائما وما العيب في ذلك؟، خالتي عانت مع زوجها خمسة وعشرين عاما، فقد قررت ألا تنفصل من أجل أبنائها وللأسف وهو في الستين من عمره اكتشفت أنه لا يزال على علاقات بنساء على صفحات التواصل الاجتماعي، لذلك أنصح أي سيدة ألا ترتبط برجل "عينه زايغة" لأنها ستعاني الأمرين.
أما نهى عبد الفتاح مهندسة تقول: "طلبت الطلاق من طليقي وأبو أولادي بعد معاناة معه وشكي الدائم فيه، ومراقبتي له للتأكد من صدقه وأنه لا يعرف سيدات أخريات، هو يرى أنه رجل وطالما لم يقصر في الإنفاق على بيته فلا يجب أن أشكو، الحقيقة لم يقصر ماديا ولكن ماذا عن مشاعري كأنثى؟ أنا أراه يوميا يتحدث مع سيدات على مواقع التواصل، وزميلاته ويسافر معهن وينشر صوره على صفحات التواصل الاجتماعي باسم الزمالة دون أي مراعاة لمشاعري، فحملت جراحي وما تبقى من كرامتي وقررت الانفصال عن شبه رجل لا يرى في الرجولة سوى الإنفاق على أسرته وتعدد علاقاته الغرامية.
الخبراء يتكلمون
كانت هذه بعض القصص، فماذا عن رأي المتخصصين؟
توجهت بسؤالي إلى د. أمل شمس الدين أستاذ علم الاجتماع المساعد بكلية التربية جامعة عين شمس، فقالت: هناك أسباب كثيرة لذلك أهمها التطور التكنولوجي وغياب الأخلاق، وظروف المجتمع، وتضيف: التطور التكنولوجي أوجد ما يسمي "ثقافة الصورة" بمعنى الصورة المتصدرة للمرأة على مواقع التواصل من الفنانات وصور جميلات جعلت الرجل يسعى إلى التعرف على مثيلاتهن، وساعده على ذلك مواقع التواصل الاجتماعي والتواصل الدائم بالانترنت، مع غياب أخلاقي وعادات مكتسبة فلا تمنعه تربيته ولا أخلاقه من التعرف على أكثر من سيدة فيصبح رجلا متعدد العلاقات.
الكيل بمكيالين
أما عن حكمنا المختلف ما بين الرجل والمرأة فتقول د. أمل: إن هذا خطأ كبير، لأن هذا الفعل غير مقبول اجتماعيا منهما على السواء، ولكن للأسف نقع في هذا الحكم لأننا في مجتمع شرقي تعود ألا يسامح المرأة فيما يتعلق بالأخلاق ويحرص أن تكون "كاملة" أخلاقيا، ولكن الرجل لا يتم النظر له على هذا الأساس وتختم حديثها قائلة: "لا يجب أن نكيل بمكيالين فيما يخص بحكمنا على أخلاق المرأة عن الرجل.
مضطرب نفسيا
يرى د. محمد عبد الفتاح أستاذ ورئيس قسم علم النفس سابقا بكلية آداب المنيا: أن الرجل بطبيعته غير قادر على التعامل مع مرأة واحدة، ولكن يجب أن يكون هذا في إطار الزواج إذا استطاع أن يعدل بينهن كما أمر الله تعالى في كتابه الكريم وإلا فيكتفي بواحدة، ولكن فيما يتعلق بالرجال متعددي العلاقات النسائية، والذين يضحكون على المرأة باسم الحب أو المال وهو ما أسميه "النصب عليهن باسم الحب" فهم فئة تعاني من اضطراب نفسي، حيث يحاول أن يعوض هذه المشكلة التي عانى منها في الصغر عن طريق تعدد علاقاته النسائية وهو مرفوض اجتماعيا ودينيا وأخلاقيا.
أزمة منتصف العمر
تتفق مع الرأي السابق د. إيمان عبدالله استشاري العلاقات الأسرية، وتضيف.. بعض الرجال يعانون من مشكلات نفسية مثل الرجل الدونجوان الذي يحب أن يشبع غروره عن طريق التعرف على سيدات كثيرات، ليشعر أنه رجل مرغوب فيه وينتقم من ضحاياه بعدم الزواج والتقليل منهن دائما، وكذلك الشخص الذي يعاني من أزمة منتصف العمر والمراهقة المتأخرة ويشعر أنه لم يحيا حياته بطريقة مرضية وعندما يصل إلى الخمسين أو أكثر يبدأ في التعرف على فتيات وسيدات.
ولكن إذا اكتشفت الزوجة أن زوجها رجل متعدد العلاقات فكيف تتعامل معه؟
تجيب د. إيمان أن هناك نوعين من الرجال، من مر بنزوة ولكنه غير مضطرب نفسيا وسوي أخلاقيا ففي هذه الحالة ننصح الزوجة بأن تسامح وتحاول أن تتغاضى عن هذا الخطأ وتبدأ في احتواء زوجها بالحوار والتفاهم وعدم اللوم الدائم لتستمر العلاقة مرة ثانية.
نزوة أم اضطراب؟
وفي رأي د. إيمان أنه إذا كان الزوج من النوع الآخر، فالزوجة الضحية تعاني دائما منه لأنه لن يتغير، فننصحها أن تتريث في القرار وتفكر أولا إذا أرادت الاستمرار لأسباب مختلفة كثيرة تكون خاصة بظروفها، فعليها أولا أن تتوجه لاستشارة طبيب للتأكد من تمام صحتها وعدم إصابتها بأي أمراض تؤدي إلى شكوكها، ثم عليها أن تتغاضى عن طبع الزوج لأنه لن يتغير، وتحاول جاهدة أن تأخذ بيده وتقنعه بالعلاج، وهو أمر لا ينجح في أحيان كثيرة لأن هذا النوع من المرضى لا يعترفون من الأساس أنهم مرضى.
تضيف: إذا لم تستطع الاستمرار في حياتها معه وقررت الانفصال فعليها أن تضع خطة أولا لشكل حياتها بعد الطلاق، وتؤمن نفسها خاصة مع وجود أطفال، وترتب حياتها من مسكن ومصدر دخل قبل اتخاذ أي خطوة للانفصال، لأن في لحظات الغضب تأخذ المرأة هذا القرار دون النظر إلى حياتها القادمة فتقع في مشاكل كبيرة من عدم تقبل أهلها لها مثلا أو عدم وجود دخل لها ولأولادها.
ساحة النقاش