متابعة : محمد عبدالعال – تصوير : ابراهيم بشير
كعادتها حرصت "حواء" على مشاركة قارئاتها كافة المشكلات الاجتماعية والقضايا الوطنية التى تشهدها، وانطلاقا من دورها المجتمعى الذى حملت عبئه على كتفها منذ صدورها نظمت صالونها الشهرى تحت عنوان "معا لمواجهة الشائعات" الذى ناقشت خلاله أخطار الأخبار الكاذبة على أمن الوطن واستقراره، فضلا عن آثار الشائعات المدمرة للأسرة وحياة الفرد، وذلك بحضور نخبة من الشخصيات العامة..
أدار الصالون الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى، رئيس تحرير المجلة، وحضره اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، المستشار بكلية القادة والأركان، واللواء محمود الرشيدى, مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات، وعصامقمر,أستاذالتربية، وعاطف الشريف,أمين شباب حزب مستقبل وطن عن مدينة نصر، ود. شيماءإسماعيل,خبيرةالعلاقاتالأسرية، ود.عبير المغازى.
فى البداية أكدت الكاتبة الصحفية سمر الدسوقى حرص المجلة على تناول كافة المشكلات التي تشغل الأسرة المصرية والمرأة، ومناقشة العديد من القضايا الوطنية والاجتماعية والاهتمام بها باستمرار على مدى الثلاث سنوات الماضية من تعليم وصحة ومايخص دور المرأة في دعم الوطن اقتصاديا وسياسيا والتنشئة الاجتماعية، لافتة إلى أن الفترة الأخيرة شهدت تزايدا ملحوظا لعدد الشائعات التى يروجها أعداء الوطن والتى واكبت ما أنجزته الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي من مشروعات قومية ما دفع المجلة انطلاقا من دورها الوطنى والمجتمعى إلى إطلاق حملتها "معا لمواجهة الشائعات" بهدف توعية الشباب بمخاطر حروب الجيل الرابع التى تستخدم مواقع التواصل الاجتماعية كمنصات لنشر أكاذيبها لإفقاد المواطنين ثقتهم فى قيادة دولتهم.
الشائعات والإرهاب
قال اللواء أركان حرب محمد الشهاوى، المستشار بكلية القادة والأركان:للشائعات تاريخقديمفمنذ عدة عدة قرون استخدم المستعمرون الحرب النفسية لهزيمة العدو دون قتال حتى أن القائد الألمانى روميل في الحرب العالمية الثانية كان يقول "اهزم عقل عدوك قبل بدنه"، والهدف الأول من ترويج الشائعات زعزعة ثقة المواطن في القيادة السياسية ومؤسسات الدولة خاصة القوات المسلحة والشرطة وهو ما نهجه العدو الصهيونى فى تنفيذ مخططهملتقسيم الشرق الأوسط إلى دويلات.
ولفت الشهاوى إلى أنه تم رصد 60 ألف شائعة خلال الفترة الماضية ما يوضح حجم الحرب التي تتعرض لها مصر والتى تهدف إلى تشكيك المصريين فى قدرتهم على تحقيق التنمية والنهضة التى ينشدونها، فضلا عن التقليل من دور القوات المسلحة والشرطة المصرية، داعيا الأسرة المصرية التي تعد الخلية الرئيسية للمجتمع وفى القلب منها المرأة نشر التوعية بخطورة هذه الشائعات وإيضاح الحقائق ودحض الأكاذيب، بجانب اتخاذ الأجهزة المعنية فى الدولة كافة الإجراءات القانونية الرادعة ضد مروجى هذه الشائعات.
إتاحة المعلومات
ثمن اللواء محمود الرشيدى، مساعد وزير الداخلية الأسبق لأمن المعلومات خلال كلمتهالدور الوطنى الذي تقوم به مجلة حواء من خلال تنظيم صالونها الشهرى وإطلاق حملاتها المستمرة وطرحها للقضاياالخطيرة ودق ناوقوس الخطر بها، وقال: لاشك أن الشائعة تمثل خطورة على الأمن القومى والشباب والأطفال حتى أنها أثرت على نسبة زيادة الطلاق في مصر،فمنذ النهضة التكنولوجية التى شهدها القرن الماضى طفت على السطح بعض المظاهر الخطيرة والسلبية لها متمثلة فى تسخير أجهزة المخابرات العالمية والجمعيات ومنظمات المجتمع المدنى ذات الطابع الإجرامى والجماعات المتطرفة كافة الوسائل التكنولوجية الحديثة فى أهدافها التخريبية والاستعمارية فضلا عن التخابر ونقل المعلومات المهمة، بالإضافة إلى التهديدات المادية والمعنوية التى لايمكن إغفالها كالجرائم المعلوماتية وانتهاك خصوصية الغير وازدراء الأديان والنصب، إلى جانب لجوء بعض وكالات الأنباء لجمع الأخبار من خلال مواقع التواصل دون التأكد من صحتها، واتجاه بعض المنظمات الإرهابية إلى استخدام شبكة التواصل بسبب الأمن وتجاوزها الحدود الجغرافيا.
ودعا الرشيدى على المواطنين إلى عدم تصديق كل ما يبث عبر مواقع التواصل لأن معظمه يتضمن أخبارا كاذبةلا تخضع لأي من الضوابط المهنية سوء كانت أخلاقية أو قانونية، مؤكدا أن وسائل التواصل الاجتماعى لاتعمل دون مقابل, فبعض الصفحات تعد سوقا رائجةلخبراء القرصنة الإلكترونية من خلال بث معلوماتمغلوطة يقوم صاحب الحساب بنشرها دون التحقق من مصداقيتها أو صحتها.
وتابع: يهدف مروجو الشائعات إلى إحباط المجتمع وتصدير حالة من اليأس والخمول للشباب، فهناك 50 مليون خط تليفون، و45 مليون مواطن يستخدم الإنترنت، من بينهم 35 مليون يتبادلون نشر الشائعاتعبر حساباتهم الخاصة بفيس بوك بسبب قلة الوعى المعلوماتى، ولمواجهة الشائعات يجب نشر التوعية بين المواطنين وغرس حب الوطن والانتماء فى نفوس الشباب، مع استكمال منظومة التشريعات خاصة قانونى مكافحة الجرائم وحماية البيانات الشخصية،وسن قانون يتيح السبل الشرعية لحصول الإعلاميين على كافة المعلومات الصحيحة من مصادرهاما يساعد فى مواجهة الشائعة من خلال دحضها بالبيانات والمعلومات الموثقة.
تحالف شعبى
أما د. عصام قمر، أستاذ التربية فيؤكد أن تزايد عدد الشائعات دليل على قوة الدولة واستهدافها من الخارج والداخل، قائلا: لاشك أن الاستقرار الذى حققته مصر خلال السنوات الأخيرة أثار حنق أعدائها خاصة مع إطلاق عدد من المشروعات القومية التى من شأنها تحسين الوضع الاقتصادى لها الأمر الذى يتعارض مع مخططاتهم لهدم أركانها والنيل من أمنها، كل ذلك دفع الحاقدين إلى تسخير منصاتهم الإلكترونية والإعلامية لبث الأكاذيب ونشر الأخبار المغلوطة بين المواطنين لزعزعة الاستقرار وبث روح اليأس بينهم، لذا على مستخدمى وسائل التواصل الاجتماعى التحققمن مصدر الخبر قبل مشاركته مع أصدقائه، داعيا مؤسسات الدولة التربوية والدينة بتكثيف جهودها في نشر الوعى والثقافة وتوضيح خطورة نشر المعلومات الكاذبة.
من جانبه أكد عاطف الشريف،أمين شباب حزب مستقبل وطن عن مدينة نصر على ضرورة أن يكون استخدام وسائل السوشيال ميديا بصورة إيجايبة والبعد عن الشائعات التي تهدف إلى زعزعة استقرار الدولة، وقال: عدد المشروعات الضخمة التي تقوم بها الدولة يناهضها عدد من الشائعات فلايوجد مشروع قومى إلا وأطلق المغرضون ضده مئات الشائعات بهدف إجهاض نهضتها وتنميتها، كما أن استخدام المحرضون لمنصات التواصل الاجتماعى يؤكد إدراكهم لخطورة التعليقات الساخرة وسرعة انتشارها بين المصريين والتى تهدف فى الأصل إلى التشكيك في قيمة المشروع أو مساعى القيادة السياسية.
وتطرق الشريف إلى محاولة الوقيعة بين الجيش والشعب خلال السنوات الأخيرة من خلال بث الشائعات حول المؤسسة العسكرية، مؤكدا أن أعداء الدولة ينظرون إلى التحالف بين الشعب وقواته المسلحة ويعرفون مدى أهميته في اتحاد الوطن ككتلة صلبة على مدار 7 أعوام لذا كان الهدف دائما فك هذا الارتباط متخذين من الشائعات سلاحها الأهم فى تحقيق ذلك الهدف.
التفكك الأسرى.. البداية
قالت د. شيماء إسماعيل، خبيرة العلاقات الأسرية: رغم تعدد أنواع الشائعات بينالنفسية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعسكرية إلا أن جميعها تشترك فى هدف واحد وهو قتل الروح المعنوية للمواطنين والتشكيك في الرموز الوطنية، وتتمثل دور المؤسسة التربوية سواء كانت جامعة أم مدرسة فى التوعية بخطورة ما يبث من معلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعى، مع عمل الأسرة غرس روح الانتماء والمواطنة فى نفوس أبنائهم وتنشئتهم على حب الوطن والدفاع عنه بكل ما نملك.
وشددت د. شيماء على ضرورة الاختيار بعناية للأشخاص العاملين بالإعلام لما ينقلوا من صورة عن الدولة ومدى إقناع الشباب بحديثهم بجانب وعى كل مواطن عن ضرورة الإبلاغ عن الصفحات المشكوك فيها، داعية الأهل إلى متابعة ما يشاركه الأبناء عبر حساباتهم الشخصية، والحد من ساعات جلوسهم أمام شاشات الحواسيب الآلية واستبدالها بالتواصل الحقيقى بين أفراد الأسرة الواحدة لاسترجاع الدفء الأسرى ومواجهة تفككه.
وقالت د. عبير المغازى:تعرف الشائعة بأنها خبر غير رسمي يفتقر إلى التوثيق تتأثر به الفئات غير المتعلمة، لذا فإن العمال في المصانع يعانون كثرة الشائعات التى تثير مخاوفهم تجاه العمل وتهدد استقرارهم كالأرباح أو قلة الموارد وغلق المصنع، لذا يجب على إدارة المؤسسات العمالية الاجتماع بصورة منتظمة مع العمال لتكذيبالشائعات والمصارحة بالموقف المالى للشركة والمؤسسة فتصبح الشفافية الأداة الأقوى لقتل الشائعات التي من شأنها إثارة البلبلة والتأثير على الإنتاج وتعطيل المصانع كليا في بعض الحالات،مع نشر الإنجازات التي تقوم بها الدولة بصورة مستمرة خاصة أن المساهم الأول في تلك الإنجازات هم الشباب مع توسيع مدارك العمل من خلال إتاحة المعلومات وتدفقها وتصحيح المغلوط باستمرار مع سن قوانين تحدد الجهات المسئولة عن الشائعة.
التوصيات
- وعى الشباب هو خط الدفاع الأول ضد انتشار الشائعات.
- تدشين حملات توعية في مختلف المحافظات والجامعات للتحدث عن خطورة نشر الشائعات.
- التأكيد على دور المدرسة والمؤسسات الدينية في توعية النشء وكذا الأسرة في احتواء الأبناء والتحدث معهم ومتابعتهم وعدم تركهم فريسة لمواقع التواصل الاجتماعى.
ساحة النقاش