كتب : حسان فاروق
قدمت السينما على مر العصور العديد من الأعمال السينمائية التى تخص الأسرة المصرية وبالأخص المرأة.. ونجحت السينما فى بعض الأعمال في معالجة وتغيير وجهة نظر المجتمع تجاه هذه المشاكل.. ولكن حواء اليوم تعرض مشكلة من أهم المشاكل الأسرية وهى "الطلاق" أو الانفصال بين الزوجين، وكيف ناقشتها فى أكثر من عمل سينمائى..
أريد حلا
يحكي الفيلم قصة درية "فاتن حمامة" التي تجد أن الحياة بينها وبين زوجها مدحت "رشدي أباظة" أصبحت مستحيلة، لأنه أناني، وله العديد من العشيقات اللاتي يسهر معهن باستمرار خارج المنزل، فتطلب منه الطلاق، ولكنه يرفض، ما يجعلها تلجأ إلى المحكمة لترفع دعوى للطلاق منه، ليصبح أول فيلم عربي يكشف عن ثغرات بقانون الأحوال الشخصية، ليتم تعديله فيما بعد.
امرأة مطلقة
بعد نجاح فيلمها الأول، تبعته الكاتبة حسن شاه بفيلمها الثاني «امرأة مطلقة» إنتاج عام 1986، في محاولة منها لكشف سلبيات هذا القانون الذي ينص على أن الشقة تصبح من حق الزوجة إذا كانت حاضنة فقط، أما إذا لم تكن حاضنة فلا حق لها في الشقة إطلاقا.
امرأة ترفض الطلاق
للكاتبة نادية رشاد التي وهبت قلمها للدفاع عن قضايا المرأة وكان لها مساهمتها في تعديل القوانين لتصبح أكثر إنصافاً للمرأة، من هذه الأعمال فيلمها المؤثر «آسفة أرفض الطلاق» إخراج إنعام محمد على، عام 1980، وتدور أحداثه حول النقيض مما سبق ف "منى" التى تهب حياتها لزوجها وعائلتها، فجأة تجد زوجها يرغب فى الانفصال عنها، وهو الأمر الذى ترفضه بشدة.
محامي خلع
بطريقة كوميدية، ناقش فيلم «محامي خلع»، إنتاج عام 2002، مشكلة استسهال بعض الزوجات للخلع، مستعينات بأسباب تافهة لتعزيز مطلبهن، كما وضح محاولة البعض التلاعب بالحجج القانونية لكي يكسبوا قضايا خلع الزوجات من أزواجهن.
أريد خلعا
بعد معاناتها من سيطرة زوجها الكاملة عليها وتحكمه في اختياراتها الشخصية، تقرر مها الشناوي "حلا شيحة" رفع قضية خلع على زوجها طارق النقراشي "أشرف عبد الباقي"، والذي بدوره يشعر بالإهانة فيقرر أن يستعين بأهله لكي يجعل زوجته تتنازل عن طلبها، وذلك ضمن أحداث فيلم «أريد خلعا» إنتاج عام 2005.
..ونجحت السينما
بعد عرض هذه الأعمال التى ناقشتها السينما المصرية عن مشاكل الطلاق، فالسؤال هنا هل نجحت السينما فى تغيير وجهة نظر المجتمع تجاه المرأة المطلقة.. فيقول الناقد الفنى نادر عدلى: بالفعل السينما لها دور كبير فى معالجة هذه القضية وتم عرضها من خلال فيلم شهير وهو "أريد حلا" للفنانة فاتن حمامة والفنان رشدى أباظة، وهذا الفيلم تسبب فى تعديل بعض قوانين الأحوال الشخصية حتى أتيحت الفرصة للزوجة ألا تظل أسيرة لزوجها لأن القوانين لم تنصفها، وبعد هذا الفيلم بأكثر من عشرين عاما عرضت السينما فيلم "أريد خلعا" بطولة أشرف عبدالباقى وحلا شيحة، وكانت هنا المفاجأة فالقانون أعطى للمرأة حرية طلب الخلع من زوجها مقابل التنازل عن حقوقها الشرعية بعكس فيلم "الشقة من حق الزوجة" بطولة محمود عبدالعزيز ومعالى زايد، فنلاحظ أن الفيلم ناقش مشاكل الطلاق بشكل كوميدى فهنا القانون أعطى الزوجة أو المطلقة الحق فى أنها تجلس فى منزلها لتربية أولادها حتى لا تصبح خارج إطار المجتمع هى وأبنائها.
تغيير القوانين
وتتفق فى الرأى الناقدة ماجدة موريس: فتقول استطاع فيلم "أريد حلا" أن ينجح في تغيير قانون الأحوال الشخصية وتقصير فترة التقاضي في قضايا الطلاق، وجسدت فاتن حمامة شخصية المرأة المعاصرة الراغبة في أن يعاملها القانون على قدم المساواة مع الرجل، من خلال دور "درية"، التي استحالت الحياة بينها وبين زوجها فتطلب منه الطلاق ولكنه يرفض، وتضطر إلى اللجوء للمحكمة ورفع دعوى للطلاق منه، فتدخل درية في متاهات المحاكم وتتعرض لسلسلة من المشاكل والعقبات التي تهدر كرامتها.. وتتعقد الأمور حيث تخسر قضيتها بعد مرور أكثر من أربع سنوات.
سبق حسن شاه
أما الناقد الفنى محمود قاسم: فيقول السينما قدمت العديد من الأفلام التى تخص قضايا الطلاق ولكن قدمتها بصورة خفيفة جداً للواقع الذى نعيشه اليوم، فنلاحظ اليوم المحاكم بها كمية كبيرة من قضايا الطلاق المعلقة، ولكن أتذكر أن السينما نجحت في تغيير قوانين الأحوال الشخصية بفضل الكاتبة الراحلة حسن شاه والمخرج سعيد مرزوق، عام 1975، .......والذى يعد من أول الأعمال التى اصطدمت بهذا النوع من القضايا بشكل مباشر، وكانت سبباً فى إدخال بعض التعديلات على القانون ليصبح أكثر إنصافا للمرأة المصرية.
ساحة النقاش