حوار:سمر عيد
لم تقتصر ظلال فيروس كورونا السوداوية وتأثيراته السلبية على صحة الإنسان فحسب بل كان لها تبعات على القطاع الاقتصادي وبخاصة العمالة غير المنتظمة.
» حواء « التقت النائبة البرلمانية مايسة عطوة، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، لنتعرف على الجهود المبذولة من قبل الحكومة » ستات وشباب قد التحدي « ورئيس كتلة في مصر وإنقاذ الفئات الأكثر تضررا منها. » والقطاع الأهلى لمحاولة تدارك أزمة كورونا
فى البداية أشادت النائبة مايسة عطوة بتعامل الحكومة مع الأزمة، واصفة تعاملها بالاحترافية، وتقول: إذا عرفنا أن الوباء لاعلاج له على مستوى العالم ندرك حجم الخطورة التي يمكن أن تتعرض لها دولة عدد سكانها أكثر من 100 مليون مواطن خاصة أن أغلبهم لم يكن على دراية ووعي بهذا الفيروس ومخاطره خاصة أن تفشيه فى مختلف بلدان العالم جاء بعد تعرض البلاد إلى السيول الأخيرة والتى تتطلب جهودا حكومية مكثفة واستعدادات كبيرة لمواجهة حالة الطقس التى ضربت البلاد، لذا أود أن أشكر السيد رئيس الوزراء على كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذها بسرعة فائقة لمنع تفشي الفيروس في مصر من تعليق الدراسةوغلق المقاهي والمطاعم والمولات وأماكن الأنشطة التعليمية،ومنع أي تجمعات يمكن أن تساعد على نقل الفيروس،ورغم هذه الإجراءات الاحترازية وجدت الحكومة أن أكثر من 25 مليون مواطن يندرجون تحت مظلة العمالة غير المنتظمة والذين تأثروا سلبا بهذه القرارات ما دفع وزارة القوى العاملة إلى إنشاء موقع لتسجيل بياناتهم وحصرهم لصرف منحة استثنائية لهم تقدر بـ 500 جنيه، كما عملت وزارة التضامن الاجتماعي على تعويض النساء المعيلات وخدم المنازل،وبالتعاون مع بعض الجمعيات الأهلية صرفت بعض المبالغ لهؤلاء النساء.
وماذا عن دور كتلة "ستات وشباب قد التحدي" فى مواجهة الأزمة؟
كان للكتلة دور بارز في تسجيل عدد كبير من العمال غير المنتظمين بوزارة القوى العاملة للحصول على التعويضات المناسبة، واستطعنا بفضل الله أن نجمع مبلغ 36 ألف جنيه وتبرعنا به لصندوق تحيا مصر،كما اشتركت الكتلة مع مبادرة المجلس القومي للمرأة "خليك بالبيت" ووجهنا نصائح للشباب والنساء من خلال قنوات كثيرة بضرورة البقاء في المنزل واتخاذ كافة التدابير اللازمة لضمان سلامتهم.
- كيف ترين وضع العمالة في القطاع الخاصوالسياحة بعد الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها؟
مما لاشك فيه أن قطاعات كثيرة قد تضررت من هذا الوباء لكن لايزال حجم الإصابة به في مصر محدود نتيجة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الصحة المصرية لمنع انتشار الفيروس،ومصر ليست الدولة الوحيدة المتضررة من هذا الوباء،ولكن جميع دول العالم تعاني من كوارث اقتصادية كبيرة بسبب الكورونا،وأنا سعيدة أن معظم شركات القطاع الخاص قد صرفت الرواتب للعاملين بها حتى ولو لم تصرف الحوافز لكن المهم أنها لم تستغن عن هذه العمالة وصرفت رواتبهم،ومن الجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قد خصص 100 مليار جنيه لتمويل الخطة الشاملة لمواجهة فيروس كورونا وخفض سعر الغاز الطبيعي وخفض أسعار الكهرباء للصناعة بقيمة 10 قروش، كما حرص سيادته على ضم العلاوات الخمس المستحقة لأصحاب المعاشات بنسبة 80% من الأجر الأساسي،وخصص 20 مليار جنيه من البنك المركزي لدعم البورصة المصرية، ومبادرة التمويل السياحي لتضمن استمرار تشغيل الفنادق وتمويل مصاريفها الجارية بمبلغ 50 مليار جنيه، مع تخفيض تكلفة الإقراض إلى 8%،كذلك تأجيل الاستحقاقات الائتمانية والقروض للشركات الصغيرة ومتناهية الصغر وللأفراد لدى البنوك لمدة 6 أشهر، وعدل سيادته ضريبة الدمغة والإعفاء الكامل منها للعمليات الفورية وتخفيف الضريبة على توزيع الأرباح بنسبة 50% لتصبح 5%.
ما أهمية تكاتف جميع جهات الدولة لمواجهة هذا الوباء وتداعياته على كافة القطاعات؟
هذا بالضبط ما قام بالدعوة إليه الرئيس في احتفالية المرأة المصرية التي أقيمت بالمجلس القومي للمرأة،حيث أكد سيادته على ضرورة تكاتف كافة وزارات وقطاعات الدولة والمؤسسات الحكومية والمدنية والأفراد للخروج بالبلاد سالمة من هذه الجائحة التي اجتاحت العالم.
- هناك جهود كبيرة قامت بها القوات المسلحة لتخفيف العبء على المواطنين في مسألة شراء الكمامات ومستحضرات التنظيف والتطهير، فهل لك أن تحدثيناعن ذلك؟
لاينبغي أن ننسى ماقامت به القوات المسلحة من تطهير وتعقيم لوسائل النقل والمواصلات والسكك الحديدية ومترو الأنفاق،كذلك توزيع كمامات على العاملين بهيئة النقل العام والقطارات،كما انتشرت السيارات التابعة لها في مختلف الأماكن لتوفير الكمامات بسعر جنيه واحد وزجاجة الكحول بـ 4 جنيهات حتى لا تستغل بعض الصيدليات حاجة المواطنين إليها،وهناك تعاون كبير بين القوات المسلحة وأعضاء مجلس الشعب في المحافظات المختلفة حيث تم توزيع كمامات ومواد مطهرة من خلال أعضاء مجلس الشعب على المواطنين في القرى والنجوع لمكافحة انتشار الفيروس.
- هل يمكن أن توجهي كلمة أخيرة للشعب المصري ككل في هذه الأزمة؟
أود أن أقول إن فيروس كورونا جائحة عالمية والدول ذات الموارد المتعددة والاقتصادالقويتعاني جراء تداعيات هذا الفيروس، لذا علينا أن نتحمل جميعا كمؤسسات وأفرادقليلا كي تمر هذه السحابة السوداء على خير،ونحن شعب قد عرف بصبره وقوة إرادته التي أنقذته من كوارث كثيرة على مر التاريخ، وأؤكد للمصريين أننا سنعبر وننتهي من هذا الكابوس على خير،علينا أولا أن نؤمن بالله وأنه قادر على إنقاذنا والعالم كله من هذا الفيروس القاتل وأن نؤمن بأنفسنا وقيادتنا التي تحسن التصرف كعهدنا بها في أوقات الأزمات.
ساحة النقاش