يقف الجهاز المناعى للإنسان حائط صد أمام الفيروسات والميكروبات التى تهاجم أجهزته ومع ضعفه تظل الجبهة بلا جنود أو مصدات تدافع عن الجسم أمام أى هجوم فيروسى، ومع تواجد فيروس كورونا المستجد تتصاعد وتيرة تأكيد الأطباء على ضرورة تجنيب كبار السن مخاطر الإصابة وتقويته لدى الأطفال، فهل يمكن تقويته لدى الكبار؟ وما الأطعمة التى يمكن من خلالها تدعيم أجهزة أبنائنا المناعية؟ وما الاحتياطات التى يمكن اتخاذها أثناء صيام رمضان؟
تساؤلات عديدة تجيب عنها د. كريمة الشامى، أستاذ الجراحة والباطنة بكلية التمريض جامعة المنصورة فى هذا الحوار..
- فى البداية ما الأطعمة التى تساعد على دعم جهاز المناعة أثناء الصيام لتقليل خطر الإصابة بكورونا؟
ينقسم الجهاز المناعي إلى جزء فطري موجود في جسم الإنسان منذ ولادته وهو الذى يقدم حماية عامة للجسم والتى تمتد للأجزاء الخارجية مثل الجلد والأغشية المخاطية، وآخر مكتسب يطوره الجسم عند تعرضه للميكروبات أو المواد الكيميائية التي ينتجها عند تعرضه للمرض، وتتمثل وظيفته فى تخليص الجسم من مسببات الأمراض كالبكتيريا والفيروسات والطفيليات والفطريات.
وهناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إعطاء نظام المناعة لدينا أفضل فرصة ممكنة للعمل على المستوى الأمثل، من بينها اتباع نظام غذائى صحى يضم العديد من الأطعمة الغنية بفيتامين "ج" كالفواكه الحمضيّة والطماطم، والبطاطا، والفراولة، والفلفل الرومي الأخضر والأحمر، والبروكلي، وكرنب بروكسل، والكيوي، فضلا عن منتجات الألبان والمكسرات، كما تساعد شوربة الدجاج على مقاومة الفيروسات ورفع الجهاز المناعي وكذا الفلفل الحلو الأحمر والبروكلي والسبانخ والثوم والزنجبيل والشاي الأخضر والسمك والشوكولاتة والبطاطا الحلوة والكركم والكيوي والعسل.
- ما العادات والسلوكيات الصحية التى تساعد على تقوية جهاز المناعة بصفة عامة؟
هنالك العديد من العادات والسلوكيات والأساليب التي يمكن اتباعها من أجل تقليل خطر الإصابة بالأمراض وتقوية جهاز المناعة بصفة عامة، منها غسل اليدين باستمرار، حيث يعد الحرص على نظافة اليدين من أسهل الوسائل التي يمكن من خلالها وقاية الجسم من الأمراض، كما أنصح بالحصول على نظام غذائي غني بالخضراوات والفواكه والمكسرات والبذور، وتجدر الإشارة إلى أهمية اتباع بعض قواعد السلامة عند التعامل مع الطعام خاصة إذا كان الشخص يعاني ضعفا في المناعة، فعلى سبيل المثال يجب غسل الفواكه والخضراوات قبل أكلها وتجنّب تناول اللحوم غير المطهية بشكل جيد، مع أهمية تناول المكملات الغذائية وتجنب الأطعمة والمشروبات الغنيّة بالسكر حيث إنها تسبب خفض الخلايا المناعية التي تهاجم البكتيريا، وضرورة الإقلاع عن التدخين حيث يجعل التبغ بكل أنواعة الفرد أكثر عرضة للإصابة بعدد من المشكلات الصحية نتيجة ضعف الجهاز المناعي كالإصابة بالربو وسرطان الرئة والنوبة القلبية والجلطة الدماغية، بالإضافة إلى أهمية الحفاظ على النظافة وتطهير الأدوات والأسطح المنزلية وتجنب الاتصال المباشر بالمرضى، والتعرض لأشعة الشمس للحصول على فيتامين "د" والذى يسبب انخفاض مستواه فى الجسم احتمالية الإصابة بعدوى الجهاز التنفسي.
- تعانى الحامل نقصا فى الفيتامينات التى قد تصل للإصابة بالأنيميا فكيف يمكنها تعزيز جهازها المناعى لحمايتها من كورونا؟
لا شك أن مناعة المرأة الحامل تقل أثناء فترة الحمل ما يجعلها من الفئات الأكثر عرضه وتضررا وضعفا للفيروسات ونزلات البرد لذا يجب عليها اتباع نظام غذائي صحي لتقوية جهازها المناعى يحتوى على وجبات صحية متوازنة تضم الكثير من الخضراوات والفواكه والحمضيات والثوم، كما يجب عليها تجنب تناول كميات كبيرة من السكر، مع تناول المكملات "الفيتامينات الخاصة بالحمل" والمعادن التى يوصى بها الطبيب أثناء فترة الحمل وذلك لدورها في تقوية جهاز المناعة.
- وما الأطعمة التى تساعد على تقوية مناعة أطفالنا؟
الأطفال عرضة باستمرار للفيروسات والعدوى من حولهم ولأنهم ليسوا على درجة كافية من الوعي بأهمية تعزيز المناعة يجب على الأهل تحمل هذه المسئولية، فعلى الأمهات حث أطفالهن على غسيل أيديهم بالصابون باستمرار، وهناك الكثير من المواد الغذائية التي تحتوى على العديد من الفيتامينات المختلفة التى تقوى الجهاز المناعي خاصة "سي" مثل البرتقال والحمضيات الأخرى والكيوي والجوافة, ويمكن إضافة قليل من العسل إلى العصائر الطبيعية، بالإضافة إلى المعادن المختلفة التي تتوافر بشكل طبيعي في عدة أغذية منها المكسرات والبقوليات كالفول والعدس والخضراوات كالسبانخ والكرنب، مع أهمية النوم لساعات كافية حيث يمثل توفير وقت كافٍ للنوم دوراً كبيراً في الحفاظ على الصحة بشكل عام خاصة لدى الأطفال، فضلا عن ضرورة استنشاق هواء نقي وتجنب الهواء الملوث والدخان ما يساعد على تنظيف الرئتين باستمرار وتقوية الجهاز المناعي، وتشجيع الطفل على ممارسة الرياضة والتعرض للشمس خاصة أثناء المناخ المعتدل.
- وما المشروبات التى يمكن إعطاؤها للصغار لتعزيز مناعتهم؟
يعد الليمون وغيره من عصير الحمضيات من معززات المناعة القوية لكنه أكثرها وأسرعها تأثيرا حيث يحمى من نزلات البرد، ويسرع الشفاء منها، ويمكن شربه معصورا أو إضافته للسلاطات، كما يساعد النعناع على تخليص الجسم من السموم فضلا عن تعزيز كفاءة المعدة والكبد وعلاج ضيق التنفس والصداع والتهابات البلعوم واللثة ومغص حصوة المرارة والغثيان وخفض درجة حرارة الجسم ويوقف القيء، فضلا عن الكيوي والجوافة والجزر والبرتقال والكركدي واليانسون والزنجبيل والكراوية.
- يرفض الكثير من كبار السن الإفطار خلال رمضان حتى وإن مثل الصيام خطورة على صحتهم فكيف يمكن تعزيز مناعتهم خلال شهر الصيام؟
يعد المسنون وأصحاب الأمراض المزمنة أكثر عرضة لاكتساب العدوى عن غيرهم ويصابون بمرض شديد أكثر من غيرهم لهذا يجب عليهم استشارة طبيبهم المعالج للتأكد من أن الصيام لا يمثل خطورة على صحتهم العامة.
ساحة النقاش