حوار : شيماء أبوالنصر
"والله بعودة يا رمضان.. شهر البركة والقرآن" أيام معدودات تصلح القلب وتملأ الروح بالبهجة والسعادة والرضا، أيام ننتظرها بفارغ صبر كل عام لنتزود منها لتكملة رحلة الأيام، ذكريات وروحانيات تثيرها فى القلب أجواء رمضان ولمة العيلة ساعة الإفطار والتى ترويها لنا د. زينات الشال، الخبيرة التربوية فى هذا الحوار.
- ما أهم ذكرياتك المرتبطة بشهر رمضان الفضيل التى لا يمكن نسيانها؟
شهر رمضان الفضيل هو من أحب شهور العام إلى قلبى منذ الطفولة المبكرة، فأجواؤه تظل فى أذهاننا مهما كبرنا، وأكثر شيء يرتبط معى بشهر رمضان هو لمة العيلة على مائدتى الإفطار والسحور مع والدتى وأخواتى, وكيف كنا نشعر بالسعادة فى لقاءاتنا الأسرية الجميلة طوال الشهر.
- من تحرصين على وجوده معك فى أول يوم رمضان؟
أحرص دائما على وجود أولادى ياسر وتامر ورباب على سفرة أول يوم رمضان حيث تكتمل معهم سعادتى بشهر رمضان, وفى السنوات السابقة كنت أقضى معظم أيام رمضان فى مكة المكرمة والحرم النبوى, فهى أيام لا تنسى ومنها نتزود من الطاعات والبركات للعام كله.
- وماذا عن سفرتك فى رمضان؟
أولادى هم من يحددون محتويات مائدة رمضان خاصة مع عزومة أول يوم رمضان، وأحرص على أن أعد لهم الأكلات المفضلة ومنها اللحم المحمر ومكرونة البشاميل، والجلاش والشوربة، وأحرص أيضا أن أعد لهم الكنافة والقطائف والخشاف وأقدم هذه الحلويات لهم بعد صلاة التراويح، وشكل السفرة دى مختلفة بعض الشيء عن شكل السفرة فى بيت ماما والتى كانت تحرص على وجود طبق الخضار المطبوخ والسلاطة والبط والفراخ البلدى والكبيبة والحمام المحشى.
- ومن تحرصين أيضا على وجوده معك فى رمضان؟
رمضان فرصة طيبة جدا للقاء أخواتى وأولادهم وأحرص على أن نتجمع معا كما كانت أمى رحمها الله تجمعنا على مائدة رمضان.
- ما الذكريات التى جمعت بينك وأبنائك وما زلت تحتفظين بها؟
الحمد لله حرصت فى تربية أولادى تعليمهم الصلاة منذ كان عمرهم 7سنوات وبدأت تدريبهم على الصيام فى الثامنة من العمر حتى الظهر ثم العصر حتى استطاعوا سريعا الصيام للمغرب, وكنت حريصة دائما على تربيتهم وتوجيههم وتقويمهم دائما بحكم كونى أما وعملى أيضا فى التربية والتعليم والإدارة.
- وما الفارق بين رمضان زمان والآن؟
الروحانيات كانت فى الماضى أعلى بكثير من هذه الأيام، القيم والمبادئ بشكل عام كان يتم مراعاتها فى كل لحظة وكل فعل، لمة العيلة كانت أساسية ولا يمكن التنازل عنها فى شهر رمضان، أما الآن فتحقق بصعوبة، للأسف التكنولوجيا أفسدت أوقاتنا وحرمت الأسر من اللمة الحلوة ورمضان يكون فرصة طيبة للم الشمل، زمان كنا نحرص على مشاهدة المسلسلات الدينية والاجتماعية الراقية أما الآن فالدراما والتى يطلق عليها دراما رمضانية لم تعد تجذب الأسر مثل زمان ولم تعد تقدم أى قيمة ولكنها تقدم صورا سلبية وسيئة وغير واقعية عن المجتمع.
أما اليوم ففى حياة المرأة العاملة الكثير من المسئوليات والواجبات المطلوب إنجازها على الوجه الأمثل، و"الست الشاطرة" هى من تقود يومها وتقسمه لإنجاز كل واجباتها فقد كنت أعمل بالتدريس بجانب رعاية بيتى وزوجى ووأولادى وكان يأتى رمضان علينا وعندى امتحانات فى المدرسة ومذاكرة أولادى, فكنت أقسم اليوم جيدا منذ ساعات الصباح الأولى وبعد الانتهاء من اليوم الدراسى أعود إلى البيت لأحصل على قسط من النوم وفى الثالثة عصرا أستيقظ لمساعدة الأولاد فى المذاكرة وطهى طعام الإفطار الذى أكون سبق وانتهيت من تجهيزاته بعد السحور، فوقت بعد السحور يكون لإعداد وتجهيز إفطار اليوم التالى، وبعد الإفطار وصلاة التراويح أساعد أولادى فى مذاكرة دروسهم فرمضان شهر عمل واجتهاد وليس نوما وكسلا.
- وما النصيحة التى تقدمينها لحواء فى شهر رمضان؟
الشهر الفضيل ليس شهر أكل وإسراف لكنه صيام وتقرب إلى الله بالطاعات، كما أن معدلات استهلاك الطعام فعليا تقل فبعد أذان المغرب نقبل جميعا على تناول الشوربة والسوائل لتعويض نقص المياه طوال ساعات الصيام، وفى الغالب تناول الطعام نفسه يكون بعد صلاة التراويح وبكميات قليلة أيضا لذا لا داعى لشراء أكثر من احتياجاتنا من الطعام وتخزينها فتخزين الطعام لفترات طويلة يعرضه للتلف بالإضافة إلى فقدانه عناصره الغذائية والضرورية فضلا عن أن النهم الشرائى يتسبب فى رفع الأسعار.
ساحة النقاش