إعداد : محمد الشريف

بقدر ما حمل الهتاف الخالد «تحيا مصر » منذ نحو سبعة أعوام رسالة أمل لوطن اعتقد أعداؤه أنه قصعة مستباحة، ورفض شعب لفاشية مستترة وراء شعارات دينية والاستسلام لمخططات تزييف وعيه وتاريخه، فإن يوم الثلاثين من يونيو سيبقى علامة تاريخية تؤكد انتصار المصريين وفى مقدمتهم المرأة التى لعبت دورا بارزا فى الإطاحة بجماعة الإخوان لتكون بمثابة القوة الناعمة التى شاركت للمطالبة برحيلها، لتنجح فى هذا كما كانت ومازالت دائما فى ظهر الوطن.

كان شعار «صوت المرأة ليس عورة.. صوت المرأة ثورة ثورة » الشرارة الأولى لرفض المرأة المصرية وضعها خلال حكم الإخوان المسلمين، واعتراضا على تهميشها بالجمعية التأسيسية لدستور 2012 ، والمطالبة بمشاركة عادلة بها لا تقل عن 50 % من أعضائها، بعدها توالت الاعتراضات والوقفات التى نظمتها النساء رفضا لمحاولات تقليص دورهن والنيل من حقوقهن خلال حكم الإخوان .

ولم تهدأ شعلة ثورة المرأة على أوضاعها وما تشاهده من مخطط لتقسيم الوطن وبيع أرض ارتوى ترابها بدماء خيرة شباب مصر حتى الثلاثين من يونيو 2013 حيث شارك عدد هائل من النساء كسرن حاجز الخوف ونزلن إلى الشوارع رافعات شعار «ارحل » من مختلف الشرائح الاجتماعية والعمرية، لتكون المصرية فى الطليعة تقف جنبا إلى جنب مع الرجل تهتف وتستقبل الرصاص والغازات استكمالا لمسيرة الرائدات اللائى زخر بهن تاريخ مصر إيمانا منها بأهمية مشاركتها فى تطهير بلدها من دنس جماعات رفعت شعار الدين وطوعته حسب أهوائها وهو منها براء. خرجت مسيرات نسائية كبيرة ضمت الآلاف فى مختلف المحافظات يحيط بهن الشباب ليمثلوا دروع حماية لهن فى إشارة إلى تكاتف الشعب ضد حكم مستبد، ففى القاهرة خرجت مسيرة نسائية من منطقة شبرا مرورا بميدان أحمد حلمى ثم شارعى رمسيس و 26 يوليو لتنضم إلى مظاهرة ميدان التحرير الذى امتلأ عن آخره بالمتظاهرين من مختلف بقاع المحروسة لتضج ساحاته والشوارع المحيطة به بصوت المرأة الذى انهارت على صخرة إرادتها قلعة الإخوان لتؤكد أن أظافرها الناعمة تتحول إلى مخالب تفترس بها كل من ينال من مكتسباتها، وليسجل التاريخ مشاركة غير مسبوقة للمرأة المصرية فى تلك الثورة المجيدة.

ما جعل الكثير من السياسيين يصفن المرأة بأنها شرارة الثورة والقوة الناعمة لها خاصة بعد تفويضها والمصريون المشير –آنذاك- عبد الفتاح السيسى فى القضاء على الإرهاب وإنقاذ أرض الكنانة من براثنه ومخطاطته والذى وجه فى أول خطابه الشكر والتقدير لها مؤكدا أنها شرارة التغيير وأيقونة التعمير وصاحبة الفضل فى نجاح هذه الثورة.

المصدر: إعداد : محمد الشريف
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 398 مشاهدة
نشرت فى 3 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,844,069

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز