كتبت: أميرة إسماعيل
ألقت تبعات "كورونا" بظلالها السوداوية على مختلف مناحى الحياة وما صاحبتها من شائعات، وكانت المرأة فريسة سهلة لأهداف مروجيها خاصة فيما يتعلق بالسلع الغذائية ونقص المعروض منها بالسوق لتتهافت الكثيرات على شرائها وتخزين الضرورى منها فضلا عن احتكار بعض التجار لها.
فى السطور التالية نلقى الضوء على تأثير الشائعات المصاحبة لفيروس كورونا على المجال الاقتصادى، وكيفية استبيان المرأة الحقائق وعدم الانسياق وراء المعلومات المغلوطة.
فى البداية تقول فاطمة أحمد، طبيبة بيطرية: يهدف مروجو الشائعات إلى إثارة قلق المواطنين بخصوص نقص الأغذية أو السلع المختلفة والرد على هذه الشائعات يكون فى غاية البساطة وهو أن كل ربة منزل تجد كل احتياجاتها يوميا فى الأسواق المختلفة وبالتالى لا يجب أن ننساق وراء هذا النوع من الشائعات الخاطئة.
وتقول الزهراء محمد، مدرسة: للأسف هناك ربات بيوت يتداولن معلومات خاطئة عن خوفهن من نقص بعض المنتجات أو الأدوية ما يخلق لديهن هلعا وحمى للشراء المبالغ فيه وقد ترهق اقتصاد أسرتها وتسعى للتخزين الزائد عن احتياجاتها وكل هذا بسبب كلام لا أساس له من الصحة وهو مجرد شائعة أطلقها البعض.
وترى نادية فهمى، ربة منزل أن الصفحات الوهمية على وسائل التواصل الاجتماعى تسعى إلى إثارة خوف الأسرة المصرية من نقص السلع أو انهيار الاقتصاد، فى حين أن السلع الأساسية موجودة باستمرار فى منافذ بيع الجيش والشرطة ولا نجد أى نقص حتى فى جائحة فيروس "كورونا" التى نعيشها الآن.
أما محمود السيد، موظف فيقول: يستغل بعض أصحاب النفوس المريضة الأوضاع التى تعيشها البلاد لإطلاق الشائعات عن تأخر صرف المرتب أو زيادة الضرائب على العاملين وهو ما يتضح عكسه بعد ذلك، لذا أنصح الجميع بعدم الانسياق وراء هذا الكلام السلبى الذى يؤثر سلبا على أسرنا جميعا.
الشفافية والمصداقية
تعلق د. أمنية حلمى، وكيل كلية الاقتصاد والعلوم السياسة بجامعة القاهرة، على تأثير الشائعات على القطاع الاقتصادى قائلة: لا شك أن الشفافية فى الإعلان عن حقيقة الأوضاع الاقتصادية أهم رادع ورد على أى شائعة اقتصادية قد يسعى البعض إلى إطلاقها وإيجاد سبل الترويج لها وهو ما تفعله الحكومة بالاستعانة بالوسائل الإعلامية المختلفة من خلال توضيح الوزارات المعنية بالاقتصاد حقيقة توافر السلع وأسعارها وأماكن منافذ بيعها.
وتراهن د. أمنية على وعى وفطنة الشعب المصرى وذكاء ربات البيوت فى التعامل مع مثل هذه الشائعات التى يكون الهدف منها أصابتهم بالخوف من نقص المواد الغذائية أو عدم توافر احتياجاتهم اليومية وهنا تظهر عقلية المرأة المصرية وربة المنزل التى تكتشف صدق أو كذب تلك الشائعات خاصة وأنه بالرغم من أزمة فيروس كرونا إلا أن الاقتصاد المصرى مازال متماسكا وقويا ومازالت كل الجهات تعمل على توافر المستلزمات الطبية للوقاية من الفيروس وكذا السلع وكافة المنتجات بشكل يومى.
وتنصح د. أمنية ربات البيوت بالتحقق من أى كلام متداول عبر وسائل التواصل الاجتماعى خاصة وأن هناك مصادر ذات ثقة مثل الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء والجهاز المركزى للمحاسبات وغيرهما تهدف إلى توضيح الأمر الصحيح ووضعه أمام المواطن دون زيف أو تجميل.
المرأة الأكثر تأثرا
توضح د. هند فؤاد، مدرس علم الاجتماع بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية أن الهدف من الشائعات التى تمس الاقتصاد إثارة الهلع والخوف لدى الأسر المصرية خاصة ربات البيوت اللائى يتولين تدبير مصروفات المنازل، وتقول: قد تقع بعضهن فريسة سهلة لمروجى الشائعات بهدف إثارة قلقهن تجاه غياب بعض المنتجات ما يدفع البعض إلى الشراء المبالغ فيه ما يسبب أزمة شراء عند البعض بسبب عدم توافر السلع نتيجة للتخزين الزائد عن الحاجة، لذا أنصح بعدم تغليب النزعة الفردية على مصلحة الجميع فى الشراء والاستهلاك المبالغ فيه بل يجب أن نشعر بأزماتنا جميعا وأن الكل بحاجة لهذه المنتجات والمواد الغذائية والأدوية، ولابد من التكاتف فى مواجهة احتكار التجار أو محاولاتهم رفع الأسعار خاصة وأنه فى زمن الأوبئة والأزمات تحتل الشائعات الاقتصادية نسبة ما يقرب من 70% من الشائعات التى يتم إطلاقها، وذلك لأنها تؤثر بشكل مباشر على السلوك البشرى الاجتماعى وتسهم فى اضطراب ميزانية الأسرة المصرية وهو ما يحتاج إلى وعى وإدراك واستبيان لحقيقة الشائعات بل الانسياق معها.
سلوك استهلاكى
تقول د. إيمان عبدالله، أخصائى علم النفس والعلاج الأسرى: قد تضطر بعض الأسر المتوسطة أو الأشد احتياجا إلى الاستدانة من أجل شراء السلع محل الشائعات، ما يجعلنا فى أمس الحاجة إلى تعزيز سلوك الاستهلاك الإيجابى الذى لا يضر بميزانية الأسرة وهو ما يجب التعامل معه بوعى وحرص شديد حتى نستطيع التعامل مع مثل هذا النوع من الشائعات والتى تقوم على إثرها بعض الأسر بتصرفات خاطئة غير محسوبة مثل الإنفاق المبالغ فيه والاستهلاك المضاعف للمنتجات نتيجة لانسياقها وراء معلومات غير موثوق فيها يتداولها البعض على وسائل التواصل الاجتماعى، وأناشد كل امرأة مصرية أن تعتمد على وعيها ومساندتها الدائمة لوطنها ولأسرتها ولا تسمح لأى مصدر مجهول أن يضللها أو يتلاعب بأعصابها خاصة في ظل توافر السلع الأساسية وإتاحتها فى أكثر من منفذ.
ساحة النقاش