بقلم : طاهــر البهــي

منذ نشأة فن السينما وهي على خط التماس مع الواقع المجتمعي الذي تستمد منه قضاياه لتعبر عنه بأعمال فنية يجد فيها المشاهد نفسه، كانت قضايا المرأة من أهم القضايا التى حظيت باهتمام صناع السينما، خاصة فيما يتعلق بالطلاق وما يتبعه من تشريعات، حتى أصبحت السينما سلاحا مشهرا فى نضال المرأة للحصول على حقوقها المشروعة، ونجحت الومضات السينمائية المتتالية فى لفت الأنظار إلى كثير من الأوضاع الظالمة والبحث عن حلول جذرية عاجلة تعالج تلك التشوهات.

نجحت السينما فى إلقاء الضوء على عدد من تلك القضايا التي تخص المرأة والأسرة وتحديدا قضية الطلاق، منها على سبيل المثال لا الحصر فيلم "امرأة مطلقة"، الذى قدمته الفنانة الكبيرة سميرة أحمد، و"الضائعة" لنادية الجندى، فدور السينما توعية النساء بحقوقهن، ثم جاء فيلم نادية رشاد "آسفة أرفض الطلاق"، ومن بعده "البعض يذهب إلى المأذون مرتين" و"طلاق سعاد هانم"، "إنذار بالطاعة" بطولة ليلى علوي.

نتوقف عند فيلم واحد هو "أريد حلا" لسيدة الشاشة فاتن حمامة والكاتبة حسن شاه، تجدر الإشارة إلى القصة الواعية التي قدمتها الكاتبة، والذي نجح في تغيير قوانين الأحوال الشخصية عقب عرضه، وهو للمخرج الجاد سعيد مرزوق، عام 1975، والذى يعد من أول الأعمال التى اصطدمت بهذا النوع من القضايا بشكل مباشر، وكانت سبباً فى إدخال بعض التعديلات على القانون ليصبح أكثر إنصافاً للمرأة المصرية، في قضية الطلاق والأحوال الشخصية بصفة عامة، ولم تكن محرضا للمرأة ولا للرجل على طريق الانفصال ولا هجر عش الزوجية ولا التفسخ الأسري، وإن وجدت بعض الأعمال المرحة؛ فهي من قبيل رسم الابتسامة على الوجوه ليس أكثر، فضلا عن كونها منعدمة التأثير.