حوار: محمد عبدالعال

فى ظل التحديات التى تواجه الوطن خلال المرحلة الراهنة يتجلى دور الإعلام كساعد أساسى من سواعد القوة الناعمة ليوضح الحقائق ويتصدى للشائعات لاسيما التى يروجها أعداء الوطن فى الداخل والخارج، وحول الدور المنوط بالإعلام المصرى عامة والموجه للمرأة خاصة فى ظل تربص أعداء الوطن الذين يتزايد عددهم بشكل كبير مع الإنجازات التى تحققها الدولة يوما تلو الآخر، كان لنا هذا الحوار مع د. هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة للوقوف على دور الإعلام فى بناء الوطن باعتباره أهم أدوات القوة الناعمة..

- فى البداية ما تقييمك لدور الإعلام خلال الفترة الأخيرة؟

شهدت الأشهر الأخيرة ظروفا استثنائية وأزمة كبيرة كان لها تأثير على المجتمع ليس المصرى فقط بل على مستوى العالم جراء تعرضه للجائحة العالمية "كورونا" التى أحدثت تغيرات كثيرة وتداعيات على كافة الأصعدة الاجتماعية والصحية والاقتصادية وعلى نمط الحياة نفسه ما استدعى أن يكون للإعلام دور وأهمية تمثلت فى المساهمة فى إدارة هذه الأزمة وتوعية المواطنين بأخطارها وتأثيرها وطرق الوقاية، فتلك الفترة أعادت إلى الأذهان إشكالية تقييم دور الإعلام وقت الأزمات وهو أمر ضرورى، وإذا حاولنا أن نقيم وضع الإعلام الآن فلا ينبغى أن يتم ذلك بمعزل عن دوره فى هذه الجائحة العالمية مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الأزمة أبرزت الدور القوى للإعلام عندما يكون أداؤه معالجة لما يمر به المجتمع من أحداث وقضايا متوافقا مع أهداف الرسالة الإعلامية الصحيحة التي تقتضى أن يكون للإعلام وظائف سياسية وتعليمية وتثقيفية، فضلا عن مساهمته فى بناء وتشكيل الوعى الجمعى والمجتمعى وهو ما نحتاج إليه اليوم وينطبق هذا على غيره من قضايا أخرى.

- وما الدور المنتظر من الإعلام بشقيه القومى والخاص فى المرحلة المقبلة؟

المطلوب من الإعلام كقوة ناعمة للدولة فى الفترة المقبلة أن يستمر فى أداء الوظائف الأساسية المهمة لتنمية وعى المواطن وتثقيفه من خلال الاهتمام بقضاياه واحتياجاته وأن يكون مرآة معبرة عن المواطن مساندا للدولة، يعمل على تماسك أركانها وذلك من خلال نشر المعلومة الصحيحة والبعد عن الإثارة والتشكيك والاستقطاب الحاد أو التحيز، بالإضافة إلى مواجهة الشائعات والأخبار المغلوطة التى تستهدف التشكيك فى الدولة وإشاعة مناخ من الإحباط والاضطراب، فنحن بحاجة إلى أن يستعيد الإعلام مهنيته التى تخلى عنها فى بعض الفترات نتيجة الاستقطابات السياسية، مع ضرورة مواجهة التطرف والإرهاب وأن يتبنى قضايا المواطن ويعمل من أجل الصالح العام، فالإعلام يجب أن يكون شريكا فى تنمية وعى المواطنين وحماية المجتمع والعمل على تماسكه من خلال بناء المعرفة القائمة على معلومات دقيقة وموثقة والالتزام بالمسئولية الاجتماعية ومعايير أخلاقيات المهنية، وربما تكون أزمة كورونا أعطت فرصة للإعلام كي يمارس دوره الصحيح والمتناغم مع الأهداف العامة للدولة والذى بدى فى التنسيق الكبير بين الإعلام ومؤسسات الدولة وكان معبرا فى خطوات ومراحل معالجة الأزمة بهذه السياسات والأهداف من خلال التوعية والحملات المستمرة.

- وما تقيمك لدور المرأة الإعلامية مذيعة أو صحفية؟

 المرأة الإعلامية كمذيعة أو صحفية لها دور أساسى وفعال فى المجتمع فى تبنى قضاياه الجارية وفى المستقبل ومن بين تلك المهمات قضايا المرأة ليس من منطلق النوع أو الجنس لكن انطلاقا من أن المرأة شريك أساسى فى حركة تقدم وتحديث المجتمع ونموه وإصلاحه.

- وما تطلعات المجتمع من الإعلاميات؟

لابد أن تؤمن الإعلامية أن دورها مهم، وأن تكون نموذجا فى أدائها المهنى وأن تعمل على توعية المجتمع بدور المرأة، ويجب أن تعلم أن قضية تمكين المرأة ليس المقصود بها تمييزها أو تفوقها على أى فئات أخرى بل الاهتمام بتعليمها وتثقيفها وتحسين وضعها المعيشى والاقتصادى حتى يرتقى المجتمع، وعلى المرأة الإعلامية أن تشارك فى صناعة هذا الوعى من خلال ما تقدمه من محتوى جيد وجاد ذات عائد إيجابى على المجتمع، وأن تكون هى نفسها قدوة ونموذجا.

- وماذا جهة نظرك فى الإعلام الموجهة للمرأة والرسالة التى يقدمها وما يحتاجه فى الفترة القادمة؟

المطلوب من الإعلام عندما يتوجه للمرأة أن يعمل على توعيتها ويهتم بقضاياها الملحة والأساسية ولا يحصر قضاياها فى بعض المشكلات الهامشية أو يختزل دورها فى أدوار اجتماعية محدودة، بل عليه دائما أن يقدم النماذج الإيجابية الناجحة ويحسن صورة المرأة وأن يعمل على توعيتها بأهمية دورها فى المجتمع وإسهاماتها أى كان موقعها سواء فى المادة البرامجية أو فى الدرامية التى لها تأثير كبير فى بناء الصورة الذهنية عن الأدوار الاجتماعية والعمل على تغيير الموروثات الثقافية والاجتماعية غير الإيجابية تجاه المرأة.

المصدر: حوار: محمد عبدالعال
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 410 مشاهدة
نشرت فى 24 يوليو 2020 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,838,208

رئيس مجلس الإدارة:

عمر أحمد سامى 


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز