حوار : أميرة إسماعيل
مع اقتحام المرأة المعترك السياسى وتزايد إيمان القيادة السياسية بها وحصدها مقاعد برلمانية وحقائب وزارية تعاظم دورها فى خدمة وطنها وتحقيق تنميته ونهضته، فلم يعد دورها مقتصرا على تربية الأبناء أو تسير أمور الأسرة وفق دخل زوجها، أو حتى الاقتصاد والترشيد فى ميزانيتها الشهرية بل تعدى إلى المساهمة فى البناء ووضع السياسات والتشريعات.
وحول دور العاملات بالمجال السياسى والعمل العام فى بناء ودعم الوطن ألتقت حواء النائبة منى منير، عضو مجلس النواب.
فى البداية أكدت النائبة منى منير أن مشاركة المرأة الانتخابية جاءت ترجمة فعلية لثورة 30 يوليو، وتقول: استجابت المصرية بقوة لدعوة 30 يوليو باعتبارها القوة الناعمة الأهم والمؤثرة فى هذه الثورة لأنها آمنت بدورها وكفاحها فى الميدان لتقول قول الحق وتتبع حدسها فى نصرة وطنها، وقد ترجمت حصاد ثورة 30 يوليو من خلال إقبالها على المشاركة الانتخابية والتى تعدت نسبة مشاركتها فيها 54% ومعظمهن من المرأة البسيطة التى خافت على وطنها وأسرتها وقررت أن تكون إيجابية وتقف فى وجه الإخوان وانحازت إرادة الشعب لحماية الجيش والشرطة وأسرتها ووطنها, وهذا يدل أيضا أن الوعى السياسي المتواجد فى المجتمعات البسيطة وأن القيادة السياسية والمتمثلة فى سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى قد ترجمت أهمية دور المرأة فى القيادة من خلال توليها منصب محافظ وقضاة منصة وهو من أهم الردود البارزة على مدى تأثير وصلاحية المرأة على تولى القيادة وأحقيتها فيما وصلت إليه.
- اقتحمت المرأة بكثرة مجال العمل العام فما الدور المنوط بها لخدمة وطنها؟
يتمثل دور المرأة من خلال العمل العام فى عملها واستقلالها الاقتصادى وذلك لأنها تساعد على تنمية أسرتها وتشعر بقيمة العمل وتحثهم عليه، فضلا عن حرصها على تعليم أبنائها إيمانا منها بأن التعليم سبيل التنمية، بالإضافة إلى دورها فى المجالس المتخصصة مثل المجلس القومى للمرأة والقومى للطفولة والأمومة فهذه المجالس وغيرها رواد العمل الخدمى للمرأة وحثها على التوعية ومحو الأمية ومنع العادات الضارة ومحاربتها (مثل الختان وعمالة الأطفال) وإطلاق حملات طرق الأبواب بمساعدة الرائدات الريفيات، ودعينى أوجه الشكر للمرأة البسيطة التى تسعى لتكون قوة اقتصادية لبلدها وإن كانت من خلال مشروعاتها الصغيرة وذلك لتحسين أوضاعها المادية فهناك 38% من المرأة المعيلة هى المسئولة عن أسرتها فلها كل الاحترام لمساندتها لأسرتها وبلدها.
النائبات مسئولات
عن دور النائبات فى البرلمان فى المرحلة المقبلة وخططهن المستقبلية تقول منير: تتحمل البرلمانيات العديد من الأدوار التى تعكس مدى انخرطهن مع الشعب المصرى فى مشكلاته والتى تتجلى فى تقديم طلبات الإحاطة وطرح مشاريع القوانين والبيانات العاجلة لحل مشكلات المجتمع، وأتمنى أن يستمر هذا الدور العظيم لخدمة البلد وكافة المواطنين وهو ما حرصنا عليه أيضا خلال أزمة فيروس كورونا فلم نبخل بمساعدة المواطنين وتوعيتهم وتوزيع الكمامات والمطهرات وتقديم المساعدات الغذائية أيضا، فرسالتنا كنائبات هى استمرار القيام بواجبنا والنظر للمشكلات اليومية مثل الصحة والتعليم والصرف الصحى والموصلات وغيرها، ونظرا لغياب المحليات فقد لعبنا دور البرلمانيات والمحليات, فالدور الأساسى للبرلمانية الرقابة والتشريع لكننا مارسنا عملنا الرقابى بجانب المحليات والمجتمع المدنى وفى رأيى أن تستمر النائبات فى تقديم دورهن الرقابى والتشريعى مع مواصلة الخدمة المجتمعية ومعرفة ما يحتاجه المواطن والوقوف على تلبية احتياجه وذلك بمساعدة الحكومة والجيش الذى يساعدنا كثيرا فى إنجاز المهام المسندة إلينا.
- وماذا عن دور المرأة البسيطة البعيدة عن العمل السياسى كيف لها أن تدعم بلدها سياسيا؟
تقوم المرأة البسيطة بأكبر دور وعمل لها وهى المشاركة فى الانتخابات لأنها إيجابية بدرجة عالية ولديها حس ووعى فطرى لحماية وطنها وأسرتها فهى "عظيمة مصر" وفخر بلدها حيث تدعم الهوية المصرية وتقف وتؤمن بالجيش والشرطة.
- ما المحطات الرئيسية التى استوقفتك خلال مسيرتك البرلمانية؟
من الأشياء التى أفخر بها مشاركتى فى حملات "أنت أقوى من المخدرات" للتوعية بمخاطر الإدمان ووقاية شبابنا منها باعتباره المستهدف الأول إيمانا من أعداء مصر بأن شبابها هم عماد الحاضر وأمل المستقبل وبدونهم فحاضرنا ضعيف ومستقبلنا مجهول، كما شاركت فى التوعية بالأمن القومى والإبلاغ عن الإرهابيين, وكان من هدفى تكثيف الرقابة والتوعية منذ المرحلة الابتدائية لأنها الأشد خطورة والبذرة الأولى للتأثير على عقول هؤلاء الأطفال، بالإضافة إلى حملات التوعية للمرأة بمخاطر سرطان الثدى وصحة المرأة عموما، كما أفخر بمشاركتى فى مفوضية عدم التمييز والتى أتمنى أن تخرج للنور, بالإضافة إلى قانون العنف ضد المرأة.
وما تطلعاتك للفترة المقبلة؟
رغم حزمة القوانين التى تم تشريعها فى السنوات الأخيرة لمناهضة العنف ضد المرأة إلا أنه ما زال هناك تمييز يمارس ضدها لذا أتمنى مناقشة واستكمال القوانين لتكون رادعا قويا لكل من تسول له نفسه ممارسة أى من أشكال العنف أو التمييز ضد المرأة، فضلا عن معالجة المشكلات التى تعانيها القوانين الحالية والتي تعد تمييزا صارخا ضد المرأة خاصة فى قضايا الزنا.
ساحة النقاش