كتبت: منار السيد
منذ العام الأول لتولى الرئيس عبدالفتاح السيسى سدة الحكم انطلقت الكثير من المبادرات الرئاسية التى هدفت لتخفيف الأعباء الاقتصادية عن كواهل المصريين خاصة محدودى الدخل والتى كان آخرها مبادرة "ما يغلاش عليك" لتحفيز الاستهلاك وتشجيع المنتج المحلي، حيث تقدم خصومات متفاوتة على السلع، وتوفر دعم لكل فرد بالبطاقات التموينية بمبلغ 200 جنيه بحد أقصى ألف جنيه للبطاقة للإسهام فى مساندة محدودى الدخل.
البداية من داخل أحد معارض الأجهزة الكهربائية المشاركة في المبادرة حيث التقينا ريهام إسماعيل، ربة منزل تقول: عند مشاهدتي للإعلانات الخاصة بالمبادرة وجدتها فرصة مناسبة لمساعدتي على تجهيز ابنتي، وبالفعل توجهت إلى معارض الأدوات المنزلية المشاركة فيها واستطعت شراء كل ما يلزم ابنتي من أدوات طهي ومنزلية وحصلت على خصم المبادرة وخصم ثلاثة أفراد ببطاقة التموين.
ويقول جمال نصر، موظف: لم أتوقع أن تكون السلع المتاحة بهذه الأسعار المخفضة، فقد اشتريت ثلاجة وعليها تخفيض وصل إلى 2000 جنيه ما شجعني على التفكير في شراء بديل للأجهزة التي تلفت بمنزلي، فهي فرصة كبيرة لتغيير الأجهزة التالفة بإمكانية التقسيط بفائدة مخفضة.
ومن أحد معارض الأثاث يقول أحمد إسلام: عانيت الفترة الماضية من ارتفاع الأسعار أثناء تجهيز منزل الزوجية أنا وخطيبتي، وبعد معرفتنا بأمر المبادرة وإمكانية التقسيط بأسعار مخفضة ذهبت للمعارض المشاركة بها وبالفعل اشتريت حجرة النوم وبعض الأجهزة وقد وفرت هذه المبادرة لنا الكثير خاصة وأننا نتعامل مع أماكن موثوق بها دون تلاعب بالأسعار.
أما نها السعيد، موظفة فقد استطاعت شراء حجرة نوم لأطفالها وبعض الأثاث الذي كانت تحتاجه من خلال المبادرة وتقول: تعد المبادرة فرصة كبيرة لشراء ما ينقص ربة المنزل، فقد كنت أريد شراء حجرة نوم لأطفالي لكن ارتفاع الأسعار لم يساعدني على ذلك، حتى شاهدت التخفيضات على السلع ضمن المبادرة وقررت شراء كل ما ينقصني في منزلي.
أهداف المبادرة
لمعرفة التفاصيل الخاصة بالمبادرة وكيفية الاستفادة منها ومميزاتها يقول محمد عبد الفتاح، مساعد وزير المالية والمدير التنفيذي للمبادرة: للمبادرة الرئاسية "ما يغلاش عليك" 4 أهداف رئيسية هى مساعدة المواطن المصري على شراء احتياجاته بسعر مخفض، وتحريك المصانع التي توقفت أثناء فترة ركود أزمة كورونا واستعادة كامل طاقتها الإنتاجية، وتنشيط حركة البيع والشراء من خلال زيادة القوى الشرائية وارتفاع نسبة الأرباح، وأخيرا زيادة معدل النمو الاقتصادي للدولة من خلال تشجيع المنتج المصري وزيادة حجم المشتريات ليصل على الأقل 122 مليار جنيه يصب لصالح الاقتصاد الوطني من خلال تقليل الواردات وزيادة الطلب على المنتج المحلي.
ويتابع: أما عن كيفية الاستفادة من المبادرة فتتيح للمواطن عن طريق الموقع الرسمي لها أن يتعرف على كافة السلع المطروحة بكافة المعلومات عنها بداية من اسم السلعة والشركة المصنعة لها والسعر قبل الخصم وبعده وذلك من خلال الدخول عبر أيقونة "دليل المستهلك" التي تعرض كافة التفاصيل بالإضافة إلى عناوين فروع البيع حتى يستطيع المواطن المقارنة بين نسب التخفيضات المعروضة على الموقع ليحصل على أفضل ما يلائمه، ويجب أن يعرف المواطن أن كل سلعة تابعة للمبادرة عليها الملصق الخاص"ما يغلاش عليك" وإذا وجد المواطن أي اختلاف في الأسعار إذا ذهب للمحال التجارية عن السعر المدون على الموقع فعليه الاتصال بجهاز حماية المستهلك على الفور للإبلاغ عن هذا الأمر.
تخفيضات وخصوما
فيما يخص التخفيضات المقدمة على بطاقات التموين يقول المدير التنفيذى للمبادرة: هناك خصم يصل لنسبة 10% من قيمة السلعة لكل فرد بالبطاقة كحد أقصى 5 أفراد بالبطاقة، ويجب أن يعلم المواطن أنه ليس بحاجة إلى إظهار بطاقة التموين للتاجر لكن كل ما يحتاجه هو إعطائه بطاقة الرقم القومي، فالدعم الذي يحصل عليه أصحاب البطاقات التموينية هو دعم نقدي مشروط بالشراء للسلع المعمرة وغيرها فهو دعم من الدولة لا يسترد لكل حاملي البطاقات التموينية، وفيما يخص نظام التقسيط فهو متاح لكل المواطنين ليصل إلى 24 شهرا لتقليل العبء على المواطن، وهناك العديد من البنوك المشاركة في المبادرة بنسبة فائدة مخفضة على فترة سداد أطول، كما أن هناك طريقتين للشراء أولهما الإلكترونية أو الشراء من خلال المحال التجارية المتاح عناوينها على الموقع.
ويضيف: هناك فرق بين الأوكازيون والمبادرة بالرغم من أن كليهما يصبوا في صالح المواطن حيث إن الأوكازيون يستهدف تفريغ المخازن من السلع لاستقبال سلع الموسم الجديد بالإضافة إلى أن مدته قصيرة من أسبوعين إلى شهر عكس المبادرة التي تستمر 3 شهور.
الاكتفاء الذاتي
من جانبه يؤكد طارق متولى، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، أن مبادرة "ما يغلاش عليك" من أهم المبادرات والقرارات التى تساهم بشكل كبير فى دعم المنتج المحلى، ويقول: تهدف مثل هذه المبادرات والمشروعات القومية لإحياء الصناعة الوطنية بعد أن كان السوق المصري يمتلئ بالمنتجات المستوردة، فى الوقت الذى تمتلك الدولة من المقومات والقدرات ما يجعلها مؤهلة لتحقيق الاكتفاء الذاتى وفتح أسواق خارجية للتصدير، لذا أدعو إلى تدشين المزيد من حملات التوعية للمواطنين فعلى سبيل المثال المنسوجات المصرية من أهم وأعرق المنسوجات على مستوى العالم فلما لا نعمل على الترويج لمثل هذه المنتجات والتى تجد صدى كبير بين المصريين؟
الصناعة المحلية
تقول هالة أحمد، الخبيرة الاقتصادية: تهدف المبادرة الرئاسية لتحفيز الاستهلاك وتشجيع المنتج المحلى الذى يشمل الأجهزة المنزلية، والإلكترونية، والملابس الجاهزة، ومنتجات الجلود، والأثاث، ومنتجات تشطيب المنازل، والصناعات الحرفية، وغيرها، وتكمن أهمية المبادرة في خلق حالة من الطلب المحلى الذى بشأنه تشجيع الصناعة والإنتاج المحلى وتوفير احتياجات السوق داخليًا وتقليل الواردات وتشجيع الصادرات من السلع المحلية، وتوفير احتياجات السلع للمواطن بأسعار مخفضة.
وتضيف: تستهدف المبادرة تحقيق زيادة في مبيعات السوق خلال 3 أشهر بقيمة 120 مليار جنيه، على أن تتحمل الحكومة 12 مليار جنيه دعمًا لحاملي بطاقات الاستهلاك العائلي باعتباره أحد المحركات الرئيسية لنمو الناتج المحلي، وحيث يمثل حصة تتراوح ما بين 60-80% من إجمالي الناتج المحلي، وبالتالي فإن زيادة الاستهلاك المحلى من شأنه أن يؤثر إيجابيا على معدلات النمو المستهدفة، لافتة إلى أن المبادرة تفيد المنتجين بقدر إفادتها للمستهلكين حيث تضمن إعادة الحركة للسوق ما يفتح الباب للعمل بالطاقة القصوى لمصانعهم.
ساحة النقاش