الملف إعداد : سمر عيد-  منار السيد - أميرة إسماعيل - إيمان عبدالرحمن - هايدى زكى - شيماء أبوالنصر

التمكين الاقتصادى للمرأة أحد محاور إستراتيجية 2030 التى وضعها المجلس القومى للمرأة واعتمدها الرئيس وثيقة عمل للأعوام المقبلة ووجه كافة مؤسسات الدولة لتنفيذها وتذليل كافة العقبات لتحسين أوضاع المرأة الاقتصادية، ومن بين تلك المؤسسات البنك المركزى الذى يدعمها اقتصاديا ويعزز الشمول المالى ويساعدها على إنشاء المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغيرة وتشجيع رائدات الأعمال فى كل المجالات.

وحول الجهود والتسهيلات التى يقدمها البنك المركزى لدعم المرأة اقتصاديا حاورنا د. نور الزينى، الخبيرة الاقتصادية ومدير عام الاتصال المؤسسى والمسئولية المجتمعية بأحد البنوك والمحاضرة بالجامعة الأمريكية.

كيف ترين نضال الرائدات الأوائل فى مجال قضايا المرأة وصولا إلى واقع أفضل نراه ونحتفل به اليوم؟

منذ أن خرجت هدى شعراوي، وصفية زغلول، وسيزا نبراوي، ونبوية موسى وغيرهن من النساء إلى الميادين، مطالبين بالحرية وبالحقوق الكاملة للمرأة والمساواة، لم تتوقف مسيرة النضال من أجل هذه الحقوق والمكتسبات التي تسعى المرأة لتحقيقها، وجاء الرئيس عبدالفتاح السيسي داعما وبقوة لهذه المطالبات حيث أعلن -وللمرة الأولى في تاريخ مصر الحديث- تخصيص عام باسم المرأة المصرية عام 2017، والذي كان شاهدًا على تتويج مسيرة نساء مصر واعترافا بكل الحقوق على كافة المستويات السياسية والتشريعية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لتبدأ المرأة في عهده تاريخا جديدا من تحمل المسئولية خاصة بعدما تصدرت المشهد، وأصبحت جزءا فاعلا وقيادة تنفيذية في العديد من المواقع والمؤسسات فى كافة المجالات، كما اعتمد الرئيس السيسى «الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030» فى عام 2017، والتى تعد بمثابة خريطة طريق للحكومة المصرية لتنفيذ جميع البرامج والأنشطة الخاصة بتمكين المرأة.

وإلى أى مدى يعكس الاهتمام الرئاسى بقضايا المرأة وتمكينها فى جميع المجالات إيمانا بدورها فى المجتمع؟

هذه الإنجازات لم تحدث صدفة، وإنما هي نابعة من الإيمان الصادق للرئيس عبد الفتاح السيسي بالدور الذي تقوم به المرأة في مساندة جهود الدولة، وهو ما تجلّى في وضع الإستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030، والتى تحتوى على 34 مؤشرا من أهداف التنمية المستدامة، وتتألف من أربعة محاور فى مجالات التمكين السياسى والقيادة، التمكين الاقتصادي، التمكين الاجتماعي، الحماية، بالإضافة إلى التشريعات والثقافة كمحاور متقاطعة لتلك المحاور الأربعة، والتي نحرز فيها تقدما يوما بعد الآخر، والتي تهدف إلى مواصلة العمل لتوفير البيئة الملائمة والداعمة والمشجعة للنساء.

وما دلالة الاحتفال بيوم المرأة المصرية سنويا فى 16 مارس من كل عام؟

يحمل دلالة مهمة جدا وهى الاهتمام والتأكيد على دعم الدولة للمرأة ومواصلة جهود تمكينها وتعريف المجتمع كله بأهمية الأدوار الكثيرة والمتنوعة التى تعمل عليها المرأة سواء عاملة أو ربة منزل فى دعهم بلدها، وبالفعل فقد أثبتت المرأة أنها خير سند وداعم لبلدها وهذا ما أكدت عليه بوقوفها بجانب وطنها فى جميع إجراءات الإصلاح الاقتصادى التى قامت بها الدولة، وفى هذا اليوم من كل عام تستعرض الدولة سنويا الإنجازات التي حققتها في ملف تمكين المرأة، وذلك في الاحتفال السنوي بيوم المرأة، والذي بات يشهد مشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصيا، والذى يعلن فيه الإنجازات التي تحققت خلال العام المنتهي، وآمال وأحلام وخطط العام القادم، كما يشهد تكريم النماذج المكافحة من النساء المعيلات، والتي قدمت لنا نماذجا لا تزال قصصهن عالقة في الأذهان، مثل سيدة الميكروباص، وسيدة الأنابيب، وفتاة العربة، وكذلك النماذج التي حققت إنجازا علميا، واقتصاديا، ورياضيا، ونأمل أن نرى كل يوم إنجازا جديدا للمرأة في مختلف الملفات والقضايا، وتمكينها لتكمل مسيرتها فى دعم بلدها.

التمكين الاقتصادى للمرأة.. كيف تحول من شعار إلى واقع من خلال سياسات مالية واقتصادية تؤكده وتدعم وجوده على أرض الواقع؟

يولى البنك المركزي المصري اهتماما خاصا بالمرأة، من خلال عدة محاور من حيث الإطار القانوني والتنظيمي، البنية التحتية المالية، بناء بيانات شاملة مصنفة حسب النوع، كما تتولى المرأة مناصب قيادية غير مسبوقة في البنك المركزي، تدريبا وتأهيلا، كما أطلق العديد من المبادرات والتي سعى من خلالها لزيادة وتعزيز الشمول المالي للمرأة بهدف دعم تمكينها اقتصاديًا وماليًا، فنظم العديد من ورش العمل في المعهد المصرفي، وذلك بغرض تشجيعهن على رفع نسب الادخار.

وماذا عن رائدات الأعمال والدعم الموجه لهن للقيام بالمشروعات المختلفة؟

توجه الدولة والحكومة دعما متزايدا وملحوظا لرئدات الأعمال لتشجيعهن على الاستثمار فى مجالات عمل جديدة، وإنشاء المشروعات الصغيرة والمتوسطة، ومن أمثلة هذا الدعم ما يقوم به البنك المركزى من إجراءات لتعزيز استفادة رائدات الأعمال من الخدمات المالية والمصرفية، كما يحث البنوك على استحداث منتجات وخدمات تدعم تحقيق التمكين المالي والاقتصادي للمرأة، ودعم جائزة تشجيعية للشابات العاملات في القطاع المصرفي لجعلهن أكثر رغبة وحرصا على الوصول للمناصب القيادية في هذا القطاع المهم، كما تم تعيين المرأة  للمرة الأولى في منصب نائب محافظ البنك المركزي، ووكيل محافظ، وأيضا أصدر البنك المركزي تعريفا موحدا للشركات والمنشآت متناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة المملوكة لامرأة، أو التي تديرها النساء.

فى يوم المرأة المصرية.. ما هى أهم المكتسبات التى تحققت للمرأة على المستوى الاقتصادى؟

وجهت الدولة بشكل مباشر 14% من الموازنة العامة لدعم قضايا المرأة، زيادة نسبة النساء فى مجالس الإدارة فى البورصة المصرية لتصل إلى 10.1%، والقطاع المصرفى 14.8%، وقطاع الأعمال العام 6.1%، وهيئة التنظيم المالى 11%، وبلغت نسبة القيادات النسائية فى المناصب التنفيذية 7.1%، وهى أعلى من المتوسط فى منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والذى يقدر بـ5,4%، وحصلت مصر على المركز الثامن عربيا بحسب تقرير سد الفجوة الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، كما جاءت في قائمة فوربس السنوية 8 مصريات ضمن أقوى 50 سيدة في الشرق الأوسط.

وماذا عن نصيب المرأة من تمويل المشروعات الصغيرة؟

تم تخصيص 113.000 مشروع تمويل صغير للنساء بقيمة 620 مليون جنيه، وصرف 320 مليون جنيه إلى 19000 مستفيدة من خلال خط ائتمان "مستورة"، بينما تم تخصيص 3000 من قروض مستورة للنساء من متحدى الإعاقة، وإصدار خطة جديدة لسياسة الحماية الاجتماعية من خلال إصدار شهادات تأمين على الحياة «شهادات أمان» فى 2018، حيث تم توفير الشهادة لـ50 ألف سيدة مصرية معيلة بلا مقابل عن طريق البنوك الوطنية، وتم صرف 65 مليون جنيه كنفقة لـ389 ألف امرأة، وتوفير 41 مركز دعم للنساء العاملات تقدم خدمات تساعد الأمهات العاملات على القيام بواجبات الأسرة والعمل على حد سواء، لتصل إلى 195 ألف امرأة مستفيدة حتى مارس 2020.

وما أهم مؤشرات تمكين المرأة اقتصاديا؟

بلغت نسبة النساء اللاتي يمتلكن شركات خاصة 16%، كما زادت نسبة النساء اللائى يملكن حسابات بنكية من 9% فى عام 2015 إلى 27% فى عام 2017، واستفادت 51% من النساء من قروض التمويل متناهية الصغر، بينما استفادت 69% من النساء من قروض المشروعات الصغيرة (2018)، كما ألزمت هيئة الرقابة المالية الاتحادات العاملة في الأنشطة المالية غير المصرفية الخاضعة لها بتمثيل المرأة بمقعد واحد على الأقل بمجالس الإدارات، ودشنت تطبيق على الهاتف يحمل اسم "تمكين المرأة"، Empowering women، والمقرر أن يستكمل بإطلاق منصة إلكترونية هدفها تأسيس قاعدة بيانات للكوادر النسائية المؤهلة لشغل مناصب قيادية، كما خصصت وزارة الاتصالات والمعلومات بوابة "تكنولوجيا المعلومات والاتصالات من أجل المرأة" التي تهدف إلى تعزيز دور المرأة، وفرصها في الاستثمار مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتمكينها من خلال التعليم المستمر والتدريب، وفى نفس الإطار تم تنفيذ العديد من البرامج التدريبية للمرأة، ومنها برنامج تأهيل القيادات النسائية التنفيذية، والذي ينفذه المعهد القومي للإدارة بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وهيئة الرقابة الإدارية، وبرنامج آخر للقيادات النسائية الأفريقية، وشمل تدريب 100 سيدة من 30 دولة أفريقية والذي شرفت بالتدريس فيه.

المصدر: الملف إعداد : سمر عيد- منار السيد - أميرة إسماعيل - إيمان عبدالرحمن - هايدى زكى - شيماء أبوالنصر
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 404 مشاهدة
نشرت فى 18 مارس 2021 بواسطة hawaamagazine

ساحة النقاش

hawaamagazine
مجلة حواء أعرق مجلة للمرأة والأسرة المصرية والعربية أسسها إيميل وشكرى زيدان عام 1955، وترأست تحريرها الكاتبة أمينة السعيد، ومن يوم تأسيسها تواكب المجلة قضايا وهموم المرأة والأسرة المصرية والعربية. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

19,456,765

رئيس مجلس الإدارة:

أحمد عمر


رئيسة التحرير:

سمر الدسوقي



الإشراف على الموقع : نهى عبدالعزيز